إحياء ذكرى الفقيه الشيرازي الاولى في مختلف دول العالم

أثر إسلامي يشعّ نوراً عبر الأرجاء الإنسانية

 

شبكة النبأ: مضى عام على رحيل العالم الكبير آية الله السيد محمد رضا الشيرازي نجل المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي، هذا العالم الجليل الذي تربّع على عرش القلوب والافئدة لما امتاز به من غزارة في العلم والأدب والأخلاق، كما كان نموذجا مميزا للتواضع والتسامح.

وبهذه المناسبة أحيت هيئات ومؤسسات دينية ومكاتب العلماء الأفاضل في عدة دول اسلامية واجنبية الذكرى السنوية الاولى لرحيل الفقيه الشيرازي رحمه الله تعالى، فقد أحيت جموع من المؤمنين في العراق وايران والبحرين والكويت والسعودية وكذلك في امريكا واوربا ذكراه قدس سره الشريف داعية الله عز وجل أن يحشر الفقيد مع آباءه وأجداده الأئمة الطاهرين المعصومين سلام الله عليهم في جنان الخلد.

التقرير التالي يتابع مجالس التأبين والعزاء والذكرى التي أقيمت مطلع الأسبوع الحالي:

إحياء الذكرى في الصحن الحسيني الطاهر

أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة مجلساً تأبينياً في المقبرة الخاصة بالأسرة الشيرازية داخل الصحن الحسيني الشريف وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل العالم الرباني آية الله السيد محمد رضا الحسيني الشيرازي قدّس سرّه، حضره جمع من أصحاب السماحة والفضيلة وعدد من الشخصيات الوجيهه ووفود العديد من المؤسسات الثقافية الإسلامية وجمهور غفير من المؤمنين وزوّار العتبات المقدسة.

وابتدأ المجلس بتلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم. ارتقى بعدها المنبر الحسيني الشريف فضيلة الخطيب السيد محمد باقر الفالي وخصّ حديثه عن الفقيه المقدس الراحل السيد محمد رضا الشيرازي، وبيّن جوانب مختلفة من حياته وسيرته وجهاده العلمي والثقافي وخدماته الجليلة التي كرّسها لمصلحة الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام وللحوزة العلمية إضافة إلى الخدمات المتواصلة التي أسداها في المجال الاجتماعي ودعم الفقراء والمستضعفين.

أما الفقرة الأخيرة فكانت قصيدة عزاء ألقاها رادود أهل البيت عليهم السلام الملا جليل الكربلائي، خصّ في مقاطع منها شخصية الفقيد الشيرازي.

سيهات تستذكر مآثر الفقيه الشيرازي

وأعادت ديوانية الرسول الأعظم ولجنة الإمام علي الثقافية بسيهات بعد عام كامل مضت "المشهد وتجسيده على الأرض" من خلال الحفل التأبيني في الذكرى السنوية الأولى لرحيل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي.

وحضر حفل التأبين الذي أقيم في مدينة سيهات بحسينية شهاب بحي الخصاب حشد من رجال دين ونخبة من ابناء المجتمع. بحسب تقرير شبكة راصد الاخبارية.

وافتتح الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للمقرئ عبدالجبار الشافعي، ليحلق الحضور بعدها مع الكلمة والقصيدة الشعرية للشاعر للأديب الأستاذ علي جعفر التي تزامنت مع اطلاقها عبر الفضائيات بصوت الرادود الحسيني باسم الكربلائي بعنوان «رضا الإله» قال في مطلعها:

مالي أرى المهديَّ في عَجـلٍ      خلـفَ الجـنـازةِ دمـعُـهُ مـطَـرُ

عجبي أشقَّ حجابَ غيبتِـه أم      بالشريـعـةِ أحــدقَ الخـطـرُ ؟

أمضى (المقدّسُ) حاملاً معهُ      كــلَّ القـداسـةِ أم لـهـا أثـــرُ؟

لـو كـان يملـكُ أمـرَ مـوعـدِه      فـي الراحليـن فمـا لـهُ عــذُرُ

بعدها ألقى الناشط الأجتماعي الأستاذ مهدي الصليل قراءة تأملية في خطاب السيد الراحل من خلال محاضراته مركزاً على الجانب الأخلاقي التربوي.

 ليعود الحضور للتحليق مرة أخرى مع الأصوات العذبة والكلمات المحلقة وفرقة الإمام الحسن  بالقطيف التي شدت بقصيدة الشاعر هاني الدار «الطبيعة الانسان».

 بعد ذلك جاء دور "الكلمة الطيبة" مع الشيخ حسن الصفار الذي تحدث عن "شخصية الفقيد الملائكية التي سمت بالأخلاق الكريمة والهمة العالية".

ذاكراً بأنه زامل الراحل بمدرسة الرسول الأكرم  بالكويت على يد آية الله السيد مرتضى القزويني مطلع التسعينات الهجرية ليعود "بعد عدة سنوات ليتتلمذ على يده وينهل من نمير علمه وأخلاقه وكريم سجاياه التي تأسر القلوب وتطبع حبه فيها".

واستعرض الصفار بعض مواقف الراحل الشيرازي التي شهدها "من سيرة السيد المقدس «أعلى الله درجاته» وتنم عن أصله الطيب وكريم الأخلاق".

وذكرت اللجنة المنظمة بأنه وحين لاحت لحظة الختام عاد الحضور للتحليق بأرواحهم مع مصيبة الزهراء فانحدرت الدموع وعلت الأصوات بالبكاء والنحيب وهي تتمايل مع صوت الشيخ محمد الصواف الذي اختار مصيبة الزهراء .

وقالت اللجنة بأن الخطيب الصواف أختار ذكر المصيبة "لأنه يعلم أن السيد الفقيد كان يأنس بذكر الزهراء وقلبه ينكسر كل ما مر ذكرها فتتقاطر دموعه ويسكن الحزن قلبه ويعلو محياه".

إحياء الذكرى الأولى لرحيل الشيرازي 

وبهذه المناسبة أقام ديوان السيد الشيرازي في الكويت حفلا تأبينيا للذكرى الأولى لرحيل آية الله السيد محمد رضا الشيرازي، حيث حضر الحفل كثير من العلماء من داخل الكويت وخارجها والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية الذين استذكروا مآثر الفقيد ودوره الاجتماعي والتربوي ومؤلفاته ومحاضراته التي أثرت الساحة الإسلامية. بحسب تقرير جريدة الدار.

وقد تحدث الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني من علماء مملكة البحرين قائلا: قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج ورعاع» والعالم الرباني له علاماته ومصاديقه في الزمن السابق وحتى الزمن الحالي، وقد كان الفقيد عالما ربانيا تخرج من مدرسة الإسلام الحقيقي الذي جسده أهل البيت عليهم السلام، فاستطاع أن يفتح القلوب على المدرسة الإيمانية ويحقق الكثير من الإنجازات التي عجز عنها الكثيرون وهذا لا يكون إلا عن المعرفة الإلهية التي استطاع فقيدنا الراحل أن يصل إليها بقلبه وعمله وسلوكه، واستطاع أن يكون ذلك العالم الرباني الذي لا يساوم على مبدأ من مبادئه ودينه وأخلاقه وأدبه.

وهذه الشخصية المتميزة رغم صغر سنها إلا أنها استطاعت أن تحقق إنجازات كثيرة عجز الكثيرون عن تحقيقها.

ثم تحدث بعد ذلك الشيخ فوزي آل سيف من المملكة العربية السعودية الذي ذكر في كلمته مآثر الفقيد وتواضعه وأن التشييع الجماهيري عند وفاته كان رسالة واضحة لمدى علمه ورسالة اعتذار ممن أساء لوالده المرجع الراحل.

ثم تحدث بعد ذلك السيد عبدالحسين القزويني الذي قال إنه كان ذكيا منذ الصغر، حافظا للقرآن، لم يكن يميز نفسه عن غيره من طلبة العلوم الدينية.

هذا وحضر التأبين العديد من الشخصيات السياسية منهم وزير البلدية والاشغال فاضل صفر والنائبان صالح عاشور وسيد عدنان عبدالصمد. 

المراكز الإسلامية في كاليفورنيا تؤبّن المقدّس الشيرازي

وفي الثالث والعشرين من شهر مايو / أيار 2009 المصادف للثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى 1430 هجرية، أقيم مجلس تأبيني على روح الفقيه المقدس آية الله السيد محمد رضا الشيرازي أعلى الله مقامه في (المركز الثقافي الإسلامي) بمقاطعة أورنج كاونتي بأمريكا، وذلك بدعوة من جميع المراكز الإسلامية التابعة لمذهب أهل البيت صلوات الله عليهم والعلماء الأفاضل في جنوب كاليفورنيا.

حضر هذا المجلس ثلة من المؤمنين والمؤمنات وكبار أئمة المساجد والخطباء بمدينة لوس أنجلس الأمريكية، كان منهم:

حجة الإسلام والمسلمين العلاّمة السيد مصطفى القزويني (إمام ومؤسس المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة أورنج كاونتي) والعلاّمة السيد محمود سدهي والأستاذ الفاضل السيد علي القزويني (إمام المركز الإسلامي الثقافي بمدينة فرزنو بكاليفورنيا) وحجة الإسلام الشيخ محمد هدايتي (مدير قناة سلام الفضائية) والشيخ أحمد المؤيد (إمام جامع الزهراء عليها السلام بلوس أنجلس) والعلاّمة السيد مهدي المدرسي (مدير قناة أهل البيت عليهم السلام الفضائية) والحجة الشيخ محمد فلاح العطار (إمام مسجد الخوجة بلوس أنجلس) و(مندوب قناة الزهراء عليها السلام الفضائية بأمريكا الشمالية).

استهل المجلس فقراته بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الحاج سمير الأميري.

ثم تلاها كلمة (إمام المركز الثقافي الإسلامي) العلاّمة السيد مصطفى القزويني الذي كان ملازماً للفقيد الشيرازي من في أيام طفولتهما من مدينة كربلاء المقدسة ومروراً إلى دولة الكويت وثم إلى مدينة قم المقدسة، وذكر أبعاداً روحانية وربّانية من حياة آية الله الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي التي عاشها معه هو بنفسه.

بعدها تحدّث الشيخ محمد فلاح العطار مستهلاً حديثه بالآية الشريفة: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»، وأشاد بعلم السيد الفقيد ودوره في تربية الجيل الجديد من طلبة العلوم الدينية في أكثر من ثلاثة عقود.

هذا وكان لكلمة الشيخ محمد هدايتي (مدير قناة سلام الفضائية) وقعاً خاصاً في النفوس حيث ذكّر الحضور بدور العلماء والمراجع في نهضة الأمة الإسلامية وتثقيفها وتحصينها من الشبهات والمضلّين، وما كان دور للسيد الفقيد الشيرازي الراحل في التصدّي لذلك.

أما الكلمة الأخيرة فكانت للسيد محمود سدهي تحدّث فيها عن دور العلماء الصالحين في تقدّم وعلو المجتمع ومدى تفاعل الناس معهم واتّباعهم.

أتباع أهل البيت (ع) في الدنمارك يحيون ذكرى رحيل الفقيد

وبمناسبة ذكرى رحيل الفقيه الشيرازي قدّ سرّه أقامت (الهيئة الفاطمية) في ألمانيا بالاشتراك مع (حسينية الزهراء سلام الله عليها) في الدنمارك – فايله، مجلساً تأبينياً يوم الخميس الموافق للسادس والعشرين من شهر جمادى الأولى 1430 للهجرة (21/5/2009م) بحضور جمع من المؤمنين والمؤمنات. وارتقى المنبر الحسيني الشريف فضيلة الخطيب حجة الإسلام الشيخ عبد الأمير الخفاجي أحد وكلاء سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في أوروبا، وألقى كلمة بيّن فيها مدى الخسارة التي حلّت بالفقدان الكبير لمثل هذا الفقيه المقدس رضوان الله عليه.

كما ألقى كلمة بالمناسبة كل من حجة الإسلام الشيخ ابراهيم الغروي، والخطيب الحسيني الشيخ أبو هاجر والحاج الفاضل مهدي جعفر مدير قناة الأنوار في كربلاء المقدسة.

وداعاً إلى يوم الظهور.. إصدار جديد خاص بالفقيد الشيرازي

وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفقيه الشيرازي قدّس سرّه. صدرَ عن (مؤسسة الفقيه المقدّس الشيرازي العالمية) كتاباً جديداً حمل العنوان (وداعاً إلى يوم الظهور). بحسب نقل موقع مؤسسة الرسول الاكرم.

هذا الكتاب تم توزيعه على العلماء والفضلاء والشخصيات في مراسم تأبين الفقيد الشيرازي في ذكرى رحيله الأولى التي أقيمت في مدينة قم المقدسة من قبل بيت سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، وطبع طباعة فاخرة وملونة وعلى الورق الصقيل. ويحتوي على مجموعات من الصور حول الفقيد الشيرازي قدّس سرّه حيث تعنونت بالشكل التالي:

المجموعة الأولى جاءت بعنوان (كان صادقاً مع نفسه): وفيها صور عن حياة السيد محمد رضا الشيرازي قدّس سرّه، في صغره، وفي شبابه، وفي بيته، ومع أسرة آل الشيرازي الكرام، ومع العلماء وفضلاء الحوزة العلمية، ومع الشخصيات المختلفة، ومع مختلف الزوّار من العراق والخليج وأمريكا وأوروبا وغيرهم.

المجموعة الثانية وعنوانها (لا صوّت الناعي بفقدك): وقد احتوت على صور وفاة الفقيد الشيرازي ومراسم تشييعه في قم المقدسة، ومن الحدود العراقية إلى كربلاء المقدسة، ومجالس الفاتحة والتأبين التي أقيمت في أنحاء العالم.

أما المجموعة الثالثة فعنوانها (وداعاً إلى يوم الظهور): فقد ضمت صور تعازي الشخصيات والعلماء والمؤسسات والمنظمات، وصور الجرائد التي نقلت خبر رحيل الفقيد الشيرازي، وتصاميم، وأغلفة بعض مؤلفات الفقيد والكتب التي ألّفت بحقّه، وأغلفة الأقراص المدمجة التي حوت محاضراته، وغيرها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 27/آيار/2009 - 29/جمادى الآولى/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م