الإمام الحسن والموقف الصعب

الشاعر عدي حسن كرماشة

طربَ الفؤادُ وهلـَّلَ الطربُ

وانزاحَ من بعدِ العَنا النصَبُ

 

واستقبلتْ فرحا ً نواظرُنا

أُنسَ الضياء وأُغفلَ التعَبُ

 

فترى العيونَ سَكرْنَ من سهَرٍ

وعلى المآقي قطـَّرَ العِنبُ

 

تبدو البشاشة ُفي ملامحِنا

ودا ً تورَّدَ حيث ُ ننقلبُ

 

ودنا حُنوَّا ًعندَ شُرفتِنا

قمرٌ شفيفٌ نورُهُ الذهبُ

 

نشرَ السَّنا الوسنانَ مؤتلقا ً

ومضى يُحيّينا ويقتربُ

 

وبهِ تراءى بِكرُ فاطمةٍ

مِن حيدر كالبدر يلتهبُ

 

وُلدَ الإمامُ المجتبى الفرحتْ

بهِ الملائكُ وانجلتْ سُحُبُ

 

سبطُ النبيِّ المصطفى الحَسَنُ

وابنٌ لحيدرَ حينَ ينتسبُ

 

مَن قاربَ الشأنَ السنيَّ لهُ

فالجَدُّ أحمدُ والوصيُّ أبُ

 

ياسابقا ً في المجدِ ذروتـَهُ

ومُعوَّلا ًوالخطبُ يصطخبُ

 

وابنُ الذي يهدي لـُقيمتـَهُ

ويبيتُ يطوي بطنـَهُ الحَرَبُ

 

يادرة ً من فيض ِ فاطمةٍ

والكونُ لولا فاطمٌ جَدِبُ

 

وفـَّتْ أباها كيدَ شانئهِ

وكذا يُوفـِّي الكوثرُ العَذِبُ

 

قرّتْ بهِ عينا كما ابتشرت

من قبلُ مريمُ يومَ تنتحبُ

 

لكنـَّها ولدتهُ في دَعَةٍ

في بيتِ عزٍّ للعُلا قـُطُبُ

 

حفـَّتْ بها حورُ الجنان ِ كما

أحنى عذوَقَ النخلة الرُطَبُ

 

ولدتهُ جوهرة ً بسلسلةٍ

بدءً ولاثني عشرَ ينتسبُ

 

من حيدرٍ عَطفا ً على حُجَجٍ

طيَّ النفائس ضمَّتِ الكـُتـُبُ

 

لطفُ المشيئةِ أنـَّكمْ سُفُنٌ

للفائزين وفي الوَرى أرَبُ

 

لا ينفعُ الساعين جهدُهُمُ

دونَ الولايةِ ما ارتقى الطـَلبُ

 

ياسيدي الحسنُ الذي بكمُ

وصفي يطيبُ وتـُبدعُ الخُطَبُ

 

أمَّا الأخوة ُ كنتَ زينتـَها

وتمثـَّلتـْكَ العترة ُ النُجَبُ

 

ويُرى الحُسينُ يشب ُّ صنوَكُمُ

ولـُبانـُكم من أحمدَ الأدبُ

 

ياركبـَي ظهرا ً لهُ سجَدت

كلُ الخلائقِ حينَ ينتصبُ

 

ظهْرَ النبيِّ غداةَ سجدتِهِ

فأطالـَها والقومُ قد عجبوا

 

حتى تندَّرَ بعدُ قائلـُهم

أنعِمْ براحلةٍ لها ركبوا

 

فأجابَهُ المُختارُ أيْ نعمُ

والراكبانِ وبُوركَ الحَسَبُ

 

تمضي السنينُ فلا المُنى بغَدٍ

تأتي ولا العُقبى التي تهَبُ

 

في أمةٍ ثـُكِلتْ بمُنقذِها

وتناهبتها طغمة ٌ كذبوا

 

فوقفتَ مُنفردا ً بساحتِها

كالمُصطفى والكفرُ يضطربُ

 

قارعتَ فيها كيدَ داهيةٍ

متربص ٍوعضيدُهُ العُصَبُ

 

للجاهليةِ يدعو ثأرَ مُنتقم ٍ

ماهمَّهُ الإسلامُ يُحتطبُ

 

يُوري بمُوقدةٍ يؤجِّجُها

حقدٌ دفينٌ عمرُهُ حقبُ

 

تدعو أمية ُ نسلـَها تِرة ً

من آل هاشمَ والمَدى غضبُ

 

جاهدتَ في حُجَج ٍ صواعقـُها

لـَتـُبَدِّدُ الغدرَ الذي نصبوا

 

فعدَلتَ للميزان كفـَّـتـَهُ

ودفعتَ ضرا ً بئسَ ما حسبوا

 

وقبلتَ صُلحا ً لا صغارَ بهِ

وكذا يكونُ الموقفُ الصَعبُ

 

ياسيدي والدهرُ مُنقلبُ

وشرارُهُ لابدَّ تنعطبُ

 

ويسجـِّلُ التأريخ ُ أزمنة ً

أو عبرة ً تأتي بها النـُوَبُ

 

والخالدون بنور أسطـُر ِهِ

الخيرون ويُثمرُ التعبُ

 

ولنا بسيرتكم مَفاتحُنا

لغدٍ تغلـَّقَ أفقَهُ الرحبُ

 

أمَّا السياسة ُ فهي ما فرضتْ

فيهِ الإرادة ُ حيثما تجبُ

 

إما السلامُ بعزم ِ مُقتدر

أو كربلاءُ إذا اقتضى الأربُ

 

نهجُ الرسولِ ونهجُ عترتهِ

لو تقتفيهِ ستـُفلحُ العربُ

 جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 9/أيلول/2009 - 19/رمضان/1430

[email protected]