المسلمون الأميركيون يستقبلون صيام رمضان في جو من التأييد والتعاطف

 

شبكة النبأ: جرت عادة المسلمين في الولايات المتحدة على الالتزام بواجبات شهر الصوم رمضان وأداء فرائضهم الدينية بتشجيع وتأييد من الأصدقاء والزملاء والجيران غير المسلمين. هذا ما أكده كل من سيما متين ووليام لورنس الموظفين في وزارة الخارجية الأميركية.

فقد قالت سيما متين لموقع أميركا دوت غوف، "لقد وجدت في زملائي وأصدقائي غير المسلمين معينين لي دائما خلال شهر رمضان المبارك. وتذكر متين أنها عندما كانت تدرس في الجامعة، كان كثير من زملائها غير المسلمين في الدراسة يعبّرون عن تضامنهم معها بأن يشاركوها أداء واجب صيامها اليومي في رمضان. وتقول إنه "في العمل، يحاول كثير من زملائي أن لا يأكلوا أو يشربوا بحضوري وأنا .. أتأثر دائما لمجاملتهم."

سيما متين مسلمة مولودة في أميركا لوالدين مهاجرين إلى الولايات المتحدة من باكستان. وقد انضمت إلى وليام لورنس، الذي اعتنق الإسلام، للعمل معا كمضيفين لصفحة على الإنترنت والإجابة عن أسئلة المشاركين في الحوار على شبكة الإنترنت عن حياة المسلمين في الولايات المتحدة.

وأشارت متين إلى أن المسلمين القادمين حديثا إلى الولايات المتحدة يتأقلمون عادة بسرعة ويتكيفون جيدا لأنه من الناحية التاريخية "توافد المهاجرون على هذا البلد واستطاعوا الاندماج خلال جيل واحد. وهذا بالطبع يتطلب من المهاجرين أن يتواصلوا مع الناس خارج حمى ثقافتهم الخاصة ويتفاعلوا مع مجتمعاتهم المحلية وسكان أحيائهم. وأعتقد أن أهم ما في الاندماج في المجتمع الأميركي هو إدراك المرء بأنه أميركي وأن لا ينظر إلى نفسه على أنه منفصل أو منسلخ عن الجسم الشامل للمجتمع."

وتقول متين إن الأميركين "هم من بين أكثر الناس ترحيبا ومودة بين الشعوب التي يمكن أن يصادفها إنسان."

وسئلت متين عن ما إذا كانت الولايات المتحدة تمنع المرأة المسلمة من ارتداء الحجاب، الزي التقليدي التي ترتديه كثرة من النساء المسلمات، فأجابت بأن دستور الولايات المتحدة يحمي ارتداء كل الأزياء والرموز الدينية بما فيها الحجاب. وأكدت قائلة "أنا لم أصادف أبدا أي مشكلة في ارتدائي الحجاب في الولايات المتحدة." وأشارت إلى أن هناك في بعض المجتمعات الغربية "سوء فهم للحجاب، لكنني أعتقد أن ذلك سيتغير." وأضافت متين قائلة "إن من المهم للناس أن (ارتداء الحجاب بالنسبة لنا) في أميركا هو مسألة اختيار شخصي، وأنه ليس شيئا مفروضا علينا من والدينا أو أزواجنا." (القانون الأميركي يحمي حق ارتداء الزي الديني في مقر العمل).

وقالت سيما متين إن المسلمين وغير المسلمين كثيرا ما يشتركون في تناول طعام الإفطار معا في ختام صيام اليوم مع كل غروب شمس خاصة وأن المساجد في أميركا تقيم ولائم إفطار يومية تقريبا تدعو إلها كل من يريد من الناس.  وتستدرك متين قائلة "لا تقتصر على المسلمين الأميركيين فقط دعوة الناس إلى موائد الإفطار، فالواقع هو أن كثيرا من الإصدقاء غير المسلمين دعوني إلى الإفطار في بيوتهم. حتى مؤخرا، دعاني أحد أعز أصدقائي لتناول الإفطار في بيته قائلا إنه وزوجته، وهما غير مسلمين، سيعدان إفطارا باللحم الحلال الذي سيشتريانه خصيصا لهذه المناسبة. وقد تأثرت جدا لهذه البادرة الكريمة."

وذكّرت متين بأن كثيرا من المساجد في الولايات المتحدة يستضيف نشاطات دينية مشتركة خلال شهر رمضان وفي مناسبات أخرى خلال السنة بهدف تعزيز التفاهم والسلام. وقالت "إن تلك الأحداث تكون دائما مناسبات سارة للجميع."

ويقول لورنس إن الأميركيين أصبحوا أكثر معرفة بالإسلام في السنوات الأخيرة نتيجة لمتابعتهم نمو الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة. ويضيف قوله: "لقد اعتنقت أنا الإسلام في العام 1994 عندما كنت صغير السن حين كانت قلة من الناس (في أميركا) تعرف ما هو رمضان. أما الآن فكل الناس تقريبا سمعوا برمضان، وكل الأميركيين يعرفون الآن أن عندنا ملايين المسلمين في أميركا، فقد زادت المعرفة بالإسلام زيادة كبيرة."

ونبه لورنس إلى أن البيت الأبيض جرى على تقليد تكريم رمضان بإقامة حفل إفطار، وكذلك تفعل وزارة الخارجية.

وردا على سؤال حول بناء الثقة بين العالم الإسلامي والغرب شدد لورنس على أن الطرفين ليسا منفصلتن أومنعزلين كليا. وقال "أود أن أشير إلى أن العالم الإسلامي يضم عناصر من الغرب فيما يضم العالم الغربي أعدادا كبيرة من المسلمين، ولذا فإن الامتزاج والاندماج جزء من العملية. فالثقة تبدأ من المصداقية وأهلية الثقة. وهي تنطوي أيضا على الاحترام والاستماع والتسامح تجاه الآراء ووجهات النظر المختلفة. ورمضان أنسب أوقات السنة لتمضية وقت في الاستماع والتفكير وبناء الثقة."

أما عن موضوع اندماج المسلمين الأميركيين جيدا في المجتمع الأميركي الأكبر فقد أشارت متين إلى أن التنوع العرقي والديني في البلاد يتقبل ويحتضن الشمول الاجتماعي في حين تحرم القوانين الأميركية التمييز وتعزز هذا المبدأ. وقالت إن المسلمين يذهبون إلى أعمالهم في رمضان ويواصلون دراستهم في المدارس ويحافظون على جداول وبرامج نشاطهم المعتادة إلى جانب التزامهم في الوقت ذاته بواجب دينهم وتقاليدهم وعاداتهم. وتضيف متين قائلة "أعتقد أن أميركا فريدة في هذا السياق ومن حيث أن المرء يستطيع الاندماج في جسم المجتمع الكبير دون أن يتخلى كليا عن تقاليده وقيمه."    

من جهته أعرب الرئيس بوش عن أطيب تمنياته وتهانيه للمسلمين في أميركا والعالم أجمع بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم. حيث قال في رسالة بالمناسبة: يطيب لي أن أبعث بتحياتي إلى المسلمين الذين يصومون شهر رمضان في أميركا وحول العالم.

إن شهر رمضان الكريم فترة خاصة مكرسة للصلاة والصوم والعبادة، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدى ورحمة على النبي محمد (صلعم).

وإنني أوجه الشكر إلى المسلمين الأميركيين لما قدموه لأميركا من مساهمات جليلة. فمحبتكم لعائلاتكم وامتنانكم للمولى عزّ وجل إنما عززا النسيج الأخلاقي لبلدنا، وإن أمتنا أصبحت أقوى وأكثر تفاؤلا بفضل ما يتحلى به المواطنون المسلمون من كرم ومواهب وتراحم ورأفة.

إن قرينتي لورا تشاركني تزجية أطيب التمنيات. رمضان مبارك.

 جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  7/أيلول/2008 - 6/رمضان/1429

[email protected]