مع حلول شهر رمضان من كل عام تتغير حياة الناس وعاداتهم في المأكل
والملبس والسلوك ويتزامن مع ذلك إرتفاع الاسعار حيث يقبل الناس على
إعداد ما لذ وطاب لموائد الافطار والسحور العامرة ..ينطبق ذلك على دهوك
ومختلف مدن وقرى كردستان كما ينطبق على كل مدن وقرى العراق والدول
الاسلامية كافة.
فرمضان هو شهر الصيام والخيرات للجميع ،وإن كان البعض ينزعج من
التغيرات التي تحدث مثل تكدس حركة المرور وزيادة أسعار السلع بصورة
ملحوظة.
يقول المواطن محمد خورشيد مصطفى (54 عاما) لوكالة انباء (أصوات
العراق) إن " شهر رمضان اصبح يذكرنا كل عام بارتفاع جديد في الاسعار،
ولكن المزعج حقا ان الاسعار لا تنزل الى سابق مستواها بعد إنقضاء شهر
رمضان، بل تظل كذلك حتى يعود الشهر الكريم من جديد بزيادة جديدة."
ويضيف خورشيد ايضا " وحين ترتاد دائرة حكومية في هذا الشهر تجد
الملل والكسل ظاهرا على وجوه الموظفين بحجة الصيام و الإمتناع عن
المكيفات."
ولكن لدى الكثيرين رأيا مخالفا في شهر الصوم ، حيث يقول دلشاد زكي
خالد (32 سنة) وهو موظف في احدى الدوائر الحكومية، إن "الصيام يعني
مزيدا من الصحة للجسم والنفس."
ويضيف ان "هذا الشهر هو شهر رفع الدعاء الى الله وعمل الخير وتقديم
المساعدات للفقراء والمحتاجين."
لكن لرمضان فوائده الكثيرة الاخرى إضافة الى التعبد و التقرب الى
الله حيث يجمع الاهل والأحبة و يغني الموائد.
تقول هاجر محمد (41 سنة) " انا فرحة جدا بالشهر الكريم..ففي هذا
الشهر تزداد العلاقات بين الاقارب والاصدقاء متانة. كما تزداد الولائم
والعزائم العائلية وبين الأحباء وتكون الأجواء مرحة جدا."
غير أن بعض الناس يتعجبون من اقبال الناس على العبادة في شهر رمضان
و ادبارهم عنها في الشهور الأخرى،حيث يقول سردار محمد برواري (38 سنة)
"الغريب في هذا الشهر ان الكثير من الناس يرتادون الجوامع خلافا لبقية
ايام السنة ، وهذا يشير الى أن الناس يهتمون بآداء الشعائر الدينية في
هذ الشهر فقط."
ويضيف سردار " ففي هذا الشهر تتحول نغمات الهاتف الجوال من نغمات
أغنيات البرتقالة وكاظم الساهر الى الموشحات الدينية لكي يتم استبدالها
ثانية بعد شهر الصيام."
ويعلق محمد علي (43 سنة) على الاهتمام بالمظاهر والتركيز عليها في
رمضان حيث يقول إن "مشهد الخارجين من الجوامع في دهوك في هذا الشهر
دليل على اننا نخاف الله كثيرا، ولكن إذا كان كل هؤلاء يرتادون بيوت
الله، فمن الذي يسرق ومن الذي يهمل عمل المواطنين في الدوائر ويقصر في
آداء عمله ويستغل الناس؟!. "
وتلاحظ شيرين حاجي (33 سنة) "كثرة الفتيات اللواتي يلبسن الحجاب في
رمضان، وتعلق على هذا بقولها "في رأيي لو انهن يلبسن الزي الكردي
المحتشم طوال السنة لكان اجمل وافضل من ارتدء الحجاب في هذا الشهر
فقط."
ومن الظواهر التي تلازم هذا الشهر في دهوك كثرة الازدحام في ساعات
ما بعد الظهر حيث يكون الناس في عجلة من امرهم وتتحول الشوارع الى
مهرجانات لسباق الوصول الى البيت قبل وقت الافطار.
وعن الزحام يقول شرطي المرور محسن سليم إن "كثرة الازدحام تتسبب في
وقوع حوداث سير كثيرة."
أما عن إرتفاع الاسعار في شهر رمضان في دهوك، فيقول جرجيس علي "اصبحت
مسألة ارتفاع الاسعار الهاجس السنوي لأنها مع كل رمضان ترتفع دون ان
تنزل الى سابق عهدها."
ويتابع جرجيس "بالإضافة الى الغلاء ، فإن الازدحام الذي تشهده اسواق
دهوك متعب جدا، فالجميع يريدون الحصول على وجبة غنية و متنوعة."
ومن جانبها ، تقارن سناء جعفر بين رمضان في الماضي والحاضر فتقول
"بنظري ان التغيرات الحاصلة ليست ايجابية.. ففي رمضان ايام زمان لم نكن
نلاحظ تغيرا في شكل الفتيات ..كان اللباس عاديا كما في بقية ايام السنة
لكن للاسف الآن تغيرت عاداتنا لتهتم بالمظاهر فقط."
وتؤيد منال محمد ما قالته سناء عن الاهتمام بالمظاهر فقط بقولها "
الغريب في هذا الشهر هو ارتياد النسوة بكثرة للجوامع ليلا لصلاة
التراويح ولكنهن ينشغلن بالاحاديث والقيل والقال بدلا من الاستماع الى
خطيب الجامع."
ورغم هذه الآراء المتضاربة عن رمضان في دهوك خصوصا وكردستان العراق
عموما ، يظل رمضان شهرا فريدا مباركا تهفو اليه قلوب ونفوس المسلمين في
كل مكان ، ويحتفلون بصيام أيامه وقيام لياليه وعلى الله القبول. |