تجتذب الأجواء الرمضانية والمآدب الشهية العديد من المسلمين وغير
المسلمين في الأجزاء القديمة من العاصمة الهندية دلهي خلال شهر رمضان
الكريم حيث تحتفظ بالتقاليد القديمة التي مارسها الأجداد وسار عليها
الأحفاد.
وتمتد موائد رمضان التي تحوي ما لذ وطاب من الأطباق الرمضانية
المتنوعة التي يرسل اصحاب المنازل القريبة من المسجد ليتناولها
الصائمون في ممرات (جامع دلهي) الفخم والذي يضفي هيبة على المدينة
القديمة.
ويسارع عدد من المسلمين قبيل موعد الافطار بقليل الى فرش اقمشة
السفرة التقليدية التي تسمى (دستارخانز) في ممرات المسجد في حين تجتمع
النسوة في زوايا الجامع بصحبة أطفالهن بانتظار تناول وجبة الافطار.
ويقدم الصبيان الذين يعتمرون القبعات والفتيات اللائي يرتدين الحجاب
ويسمى (دوباتاس) التمور والوجبات الهندية الخفيفة التي يجود بها
المحسنون مثل (بابادس) ذي الألوان الفسفورية و (نوكتيس) و (بهاجياز) و
(خاري) الى المصلين الموجودين في الجامع.
وتتحلق كل مجموعة من الصائمين حول السفرة يتلون الأدعية والأذكار
بانتظار اقامة اذان المغرب معلنا نهاية صيامهم حيث يتناولون التمر
تيمنا بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم واقتداء بسنته.
واثر انتهاء الاذان يقفون في المسجد في صفوف منظمة ومتساوية لاقامة
الصلاة في الجامع واثر انتهاء الصلاة ينطلقون الى منازلهم أو المطاعم
لتناول وجبة الافطار.
وتحرص المطاعم القريبة من جامع دلهي على تقديم اطباق خاصة للصائمين
(روزدار) مثل (قورما) و (الكباب) و (البرياني) بالاضافة الى انواع من
ارغفة الخبز التقليدية مثل (رومالي روتي) و (النان) و(الشيرمال) التي
توضع على الطاولات كجزء من الطبق الرئيسي كما تنتهي الوجبة بطبق
(فيرني) وهو نوع من الحلويات.
وتدب الحياة في مدينة دلهي القديمة خلال شهر رمضان وفي فترة المساء
بشكل خاص حيث تعج المطاعم والاكشاك وعربات الأكل (ديغز) المصطفة على
جانبي الطريق بالزبائن طوال الليل حيث يتوفر كل شيء بما يتناسب مع
القدرات المادية للأفراد.
ويتهافت المواطنون المسلمون وغير المسلمين على حد سواء على تناول
الأطباق التقليدية الهندية كما يتفنن الطهاة باختراع أطباق جديدة خلال
هذه الفترة.
وبعد تناول وجبة الافطار يتجة المسلمون الى المسجد لأداء صلاة
العشاء ثم بعد خروجهم من المسجد يشربون الشاي والحليب ويمارسون حياتهم
اليومية الى ان يحين موعد وجبة السحور في الساعة الثالثة والنصف فجرا
بتوقيت الهند المحلي.
ويحرص العديد من المسلمين على قيام الليل والصلاة في المساجد
ويحافظون على تقاليدهم الرمضانية التي لم يطلها التغيير. |