كل شيء يمكن ان يتغير في رمضان بعد اعوام من العنف والحصار التي
طالت بغداد الا اطباق الافطار ووجبات السحور البغدادية في الشهر الفضيل.
فالبغداديون وكل اهل العراق متمسكون باطباقهم التي اعتادوا اكلها في
رمضان رغم الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا على النظام العراقي السابق
واستهداف التفجيرات الانتحارية الاسواق وشاحنات نقل التموين وعمليات
ذبح تجار الخضار في بغداد واطرافها وتفجير المخابز والمطاعم.
وتشتهر مائدة رمضان بالاطباق البغدادية كالدولمة والشيخ محشي والسمك
المسقوف والمقلوبة والدليمية والهريسة.
وقال المواطن بو سحر الذي يعمل خياطا باجر يومي لوكالة (كونا) انه
رغم قلة العائد المادي الا ان مائدة رمضان في بيته تزخر بالاطباق
الشهية التي تحرص زوجته على طبخها والمحافظة على ارثها حتى ايام العهد
البائد.
واضاف ان اللحم ايام النظام العراقي السابق كان اشبه بمعجزة الا ان
النساء تحايلن على الاطباق الخاصة باللحم واستمررن في طبخها وتزيين
مائدة رمضان بها.
ويعتبر طبق الشيخ محشي من الاطباق التي تحرص العراقيات على طبخه
لتنوعه وامتلائه بانواع مختلفة من الخضار كالخيار والبطاطا والبصل
والطماطم والباذنجان تحشى بالرز واللحم والكشمش وانواع البهارات
والمقبلات .
اما طبق السمك المسقوف فقالت ام سحر زوجة الخياط ان غالبا ما يأكل
العراقيون هذا الطبق في مطاعم او يجلب جاهزا الى المنازل من تلك
المطاعم .
فالسمك الذي يسقف على الجمر ومن هنا اخذ تسميته كان ولا يزال علامة
مميزة من علامات مطاعم شارع ابو نواس الواقع على ضفاف نهر دجلة وساحة
ميسلون حيث يصطف الصائمون احيانا للحصول على وجبتهم الشهية من تلك
المطاعم قبل وقت الافطار.
وكما تشتهر بغداد بالسمك المسقوف فان الطرشي النجفي (المخلل)
المصنوع في مدينة النجف ركيزة لايمكن تجاوزها في تاريخ الاطباق
العراقية في رمضان حيث لا تجد مائدة افطار تخلو من ذلك الطرشي.
ومن اطباق الحلويات الشهيرة في بغداد الزلابية والبقلاوة وزنود الست
والبرمة وعش العصفور وكلها حلويات برع البغداديون في صناعتها.
فالوضع الامني الصعب في بغداد لم يقف حائلا امام اصحاب الحلويات
والمعجنات الرمضانية من اجل ابقاء محالهم مفتوحة الى ساعات الليل
المتأخرة وقبل فرض حظر التجوال لتلبية طلبات الصائمين.
ورغم العنف الذي يتواصل في بغداد الا ان المستوى المعاشي للمواطن
العراقي الذي ارتفع بشكل ملحوظ منذ سقوط النظام البائد انعكس ايجابا
على نوع وكمية عناصر المائدة العراقية. |