العراقيون في الاردن يحتفلون برمضان ويتطلعون الى عراق آمن

 

 رمضان كريم .. وكرمه يسع الكون .. نسأل الله في هذا الشهر الفضيل أن يعيد البهجة والفرح الى نفوس العراقيين .. وان يفرج الغمه عن العراق .. وان نحتفل به العام القادم وسط اهلنا وفي بلادنا .. بهذا الدعاء تستقبل الحاجة قدرية محمد (70عاما) التي تعيش في الاردن شهر رمضان بعد ان اجبرتها الظروف على ترك العراق لحين انفراج الازمة.

وفي عمان يحاول العراقيون اجترار الذكريات عن عادات وطقوس شهر رمضان التي تركوها في العراق وراحوا يبحثون عما يعوضهم هنا في شوارع وحارات عمان.

يقول هاني عبد الغفور وهو مهندس عراقي انه يقضي معظم وقته وسط جمع من الشباب العراقيين الذين دأبوا على اللقاءات المسائية اليومية في وسط البلد.

ويضيف "لم يعد للشهر الكريم طعمه كما كان في العراق فأطفالي الذين ولدوا في الأردن لايعرفون الآّ القليل من عادات وتقاليد وطقوس رمضان التي تحكيها امهم مثل مدفع الأفطار

وصواني البقلاوة والزلابية وقمر الدين.

سجى المولودة في عمان العام 1991 ولم تزر العراق لحد اليوم تتحدث بشوق وأسهاب عن الشهر الفضيل وتقول إن والدتها هي التي تروي لها قصص رمضان في العراق.

شباب من كلا الجنسين اجتمعوا بحضور أسرهم في دار "أبو هيثم" وبعد تناول طعام الافطار قرروا أن يلعبوا المحيبس وكانوا يؤدون اللعبة بحرفية وتقنية عاليتين.

والمحيبس هي لعبة بين فريقين يقوم احدهما باخفاء خاتم بينما يقود احد اعضاء الفريق الثاني بالبحث عنه من بين عشرات الايادي المشاركة في اللعبة.

يقول عادل مكي وهو طالب جامعي يدرس في عمان "مارست هذه اللعبة في أزقة بغداد القديمة وكنت أحد أعضاء فريق منطقة فضوة عرب (احد الاحياء الشعبية وسط بغداد) ، وقد خبرت اللعبة جيدا وكنت أسطة وأملك فراسة عالية للوصول الى المحبس او الخاتم".

البغدادية أم هالة دعت جارتها البصرية التي وصلت برفقة عائلتها عمان قبل أكثر من أسبوع الى الافطار، بينما كانت مائدتها عامرة بالأكلات العراقية المعروفة "الدولمة" ، "كبة الموصل "، "السمك المسكوف" ونكهة المرق كانت لاتخلو من التوابل التي أعتاد العراقيون استخدامها في أطعمتهم مثل النومي بصرة والكاري وغيرهما من المطيبات.

تقول السيدة أم هالة "ان مواد هذه المائدة تصلني من بغداد وأنا حريصة على توفيرها وخاصة في رمضان".

الدكتور ماهر الجنابي أستاذ جامعي كان يهم بمغادرة الجامعة الى داره يقول انه يحرص على الوصول الى البيت مبكرا ايام رمضان حتى يقف عند حاجة المنزل ، ويقول "وباقي يومي أقضيه بين العبادة وزيارة الأقرباء والأصدقاء والتواصل معهم وطالما أدعوهم للأفطار معي فمائدة رمضان لاطعم لهادون اجتماع أكثر من واحد عليها".

وعن تواصل العائلة العراقية مع العراق يقول محمد الغزي الذي جاء مع عائلته من مدينة الناصرية جنوب بغداد منذ أكثر من 10 أعوام "اقوم باتصالات يومية تقريبا مع أقربائي وأصدقائي في الناصرية ومتابعة الفضائيات العراقية التي غدت كثيرة اليوم واتابع اخبار العراق من خلال هذه الشاشات".

ويعيش في الاردن عدد كبير من العراقيين منذ حرب الخليج الثانية العام 1991 وازداد العدد بعد احداث الحرب الاخيرة وسقوط النظام السابق في 9 نيسان ابريل عام 2003 حتى وصل الى مئات الآلاف هربا من الأوضاع الأمنية المتدهورة، ويمارس اغلبهم التجارة .

غير ان العراقيين الذين اجبرتهم ظروف الحرب والاوضاع الامنية الصعبة على ترك بلادهم والهجرة الى بلدان عربية مثل الاردن وسوريا ومصر وبلدان اوربية اخرى .. يتطلعون الى العودة الى العراق بعد ان تستقر الاوضاع ويعود السلام الى بلدهم.

© جميع الحقوق محفوظة 

شبكة النبأ المعلوماتية-الإثنين  2/تشرين الاول /2006 -8/رمضان /1427

[email protected]