الاسعار ترتفع ومتاعب الحصول على الاموال تطغى على روح رمضان في
جنوب بيروت فيما يحاول الشيعة لملمة شتات أنفسهم بعد الحرب مع اسرائيل.
واحتفل المسلمون في انحاء العالم ببداية شهر رمضان هذا الاسبوع.
ويشعر المسيحيون في لبنان مثل السنة والشيعة باثار الحرب التي
استمرت 34 يوما وقتل فيها 1200 لبناني معظمهم من المدنيين والتي دمرت
الجسور والطرق وخطوط الكهرباء.
وتفجرت الحرب التي قتلت ايضا 157 اسرائيليا معظمهم من الجنود بعد ان
اسر مقاتلو حزب الله جنديين اسرائيليين في هجوم عبر الحدود يوم 12
يوليو تموز.
لكن في الضواحي الجنوبية لبيروت يخيم مناخ كآبة على معقل حزب الله
الذي مازال يحمل بعضا من اسوأ الاضرار الناجمة عن الغارات الجوية
الاسرائيلية التي شردت الاف الاسر.
وبدلا من اللافتات التي علقت في انحاء الشوارع لتحث المسلمين على
التبرع للفقراء امتلات أعمدة الانارة بصور مقاتلي حزب الله الذين ماتوا
في الحرب.
وقال خضر داود (74 عاما) وهو صياد "رمضان هذا العام مختلف. ليس هناك
بهجة. كل انسان حزين. لا اقتصاد ولا عمل ولا نقود."
وحيث كانت ترتفع مباني شامخة في الشوارع اصبحت تشاهد أكوام من
الانقاض المتربة التي يرتفع بعضها نحو اربعة طوابق. والجو مليء بالتراب
ومعظم الانقاض مازالت تغلق الشوارع بين الضواحي الجنوبية لبيروت مما
يتسبب في اختناقات مرورية كبيرة.
وقال بلال خدروج (38 عاما) الذي يمتلك مكتب صرافة "لقد تعبنا من
التراب وهناك صعوبة في التنفس."
واضاف "وبدلا من ان نغلق الساعة الخامسة (بعد الظهر) اضطر الى
الاغلاق الساعة الرابعة رغم ان منزلي يبعد ثلاثة كيلومترات فقط لان
الكثير من الطرق تغلقها الانقاض."
وعادة ما ترفع الزيادة على الطلب اسعار الغذاء اثناء رمضان في انحاء
الشرق الاوسط.
لكن شكا كثير من اللبنانيين من انه بينما هناك كثير من العاطلين عن
العمل ترتفع الاسعار وخاصة المنتجات الطازجة واللحوم بدرجة أسوأ من
السنوات السابقة.
وقال حسين مشلب (74 عاما) وهو صاحب متجر لبيع الاجهزة الكهربائية "نمنع
انفسنا من الشراء ولذلك فاننا لا نأكل" مضيفا انه سيكون هناك انخفاض
قيمته 60 في المئة في الايرادات مقارنة مع رمضان العام الماضي.
وقالت هالة عبد الله وهي ممرضة عمرها 36 عاما "بعد الحرب لم نشعر
بالراحة والصيام صعب. ولكي نصوم نحتاج الى سلام العقل. هذه الحرب
الاقتصادية صعبة."
وقال بعض اصحاب المتاجر انهم اضطروا الى خفض اسعار السلع الغذائية
لمحاولة اجتذاب زبائن دون نجاح يذكر.
وقال بسام ابراهيم (32 عاما) الذي تمتلك عائلته محل بقالة "ليس هناك
عمل ولا يوجد مشترون أو اموال. خفضنا الاسعار لكن لا احد يشتري."
وقال "خلال شهر رمضان العام الماضي حقق المتجر ستة الاف دولار. وهذا
العام انا ارجو فقط ان يحقق الف دولار."
وقال سكان ان سعر الخس زاد ستة امثال وهو ما اثار استياء الكثيرين
لانه عنصر رئيسي في طبق سلطة يفطر عليه اللبنانيون.
لكن رغم المصاعب يقول سكان ان رمضان لا يترك مشاعر مرارة لانهم يرون
ان الانتصار على الاسرائيليين يترك مذاقا حلوا.
وقالت زينب مغني (24 عاما) وهي طالبة جامعية "بالطبع هناك فرق..
نشعر بالنصر. رمضان عظيم" لكنها اضافت "على المرء ان يفكر مرتين قبل ان
يوجه دعوة لزوار.. علينا ان نفكر بشأن تدبير المال قبل ان ننفقه." |