العائلات الجزائرية مازالت تحافظ على عاداتها في سهرات شهر رمضان ‏

 

تتميز السهرات الرمضانية في الجزائر بتبادل ‏الزيارات و السمر وتجاذب أطراف الحديث حول صينية الشاي والقهوة والحلويات ‏‏التقليدية ما يعطيها نكهة خاصة تجعلها تختلف عن غيرها من سهرات الايام العادية ‏‏الاخرى.‏
‏ حول هذا الموضوع تتحدث السيدة مليكة عمراني وهي ربة بيت وام لاربعة اولاد ‏عن السهرات في شهر رمضان قائلة انها "تختلف عن ‏السهرات في الايام العادية ولكن العادات التي تعود عليها الفرد الجزائري بدأت ‏‏تتقلص و تزول في بعض المناطق وخصوصا في المدن الكبرى".‏
‏ وبلهجة جزائرية محلية تعبر عمراني بشيء من الشجن عن حزنها على ايام زمان التي ‏لن تتكرر وتقول ان "رمضان اللي يروح احسن من اللي احنا فيه واليوم اللي راح ما ‏‏يرجعش".‏
‏ وتضيف انه "رغم ذلك فان العائلات الجزائرية ماتزال تحافظ على العادات المترسخة ‏‏في المجتمع الجزائري خصوصا وان شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي تلتف فيه الاسرة ‏ ‏حول طاولة واحدة".‏
‏ وترى مليكة ان "رمضان ولياليه فرصة لا تعوض لاجتماع العائلة التي غالبا ما ‏يكون أفرادها مشغولين بامورهم الخاصة".‏
‏ بينما يرى زوجها ان "غلاء المعيشة وارتفاع اسعار المواد الغذائية حالت دون ‏مواصلة الاسر الجزائرية في القيام بعاداتها" لكنه يلاحظ ان بعض العادات مازالت ‏‏متواصلة فيما بين الجيران و خصوصا في الاحياء الشعبية القديمة.‏
‏ وقالت مليكة عمراني ان "الاسرة الجزائرية اعتادت استقبال الشهر ‏الكريم بانواع عديدة من الحلويات خصوصا في السهرات حيث تحضر النساء حلويات ‏‏القطايف والبقلاوة والمقروط التي توضع مع صينية الشاي".‏
‏ وتابعت "في الجزائر لا يمكن استقبال شهر رمضان من دون تحضير هذه الحلويات التي ‏ لا نأكلها الا في شهر الصيام".‏
‏ من جانبها ذكرت الجارة زينب لكونا انها بعد الافطار وبعد صلاة التراويح تعودت ‏على قضاء السهرة عند احد الجيران او الاقارب وفي كل مرة تتكفل احدى النساء بدعوة ‏الجيران الى بيتها في كل سهرة".‏
‏ وتسمى السهرات في الجزائر خصوصا في شهر رمضان ب (القعدة) ولها نكهة خاصة فعلاوة على صينية الشاي والقهوة والحلويات تتخللها تجاذب أطراف الحديث وقول (البوقالات)أو (الفال) وهي حكم ومأثورات شعبية تتداول قولها النساء وتحمل في ‏طياتها نظرة تفاؤلية وتنويها بشخص معين وتتفائل بها خيرا وخصوصا بالنسبة للعازبات ‏‏اللواتي يتطلعن لسماع فالهن او حظهن من (البوقالات او الفال).‏
‏ وذكرت احدى السيدات ان "قول البوقالات عادة مرتبطة دائما بشهر رمضان لذا فهي ‏‏تزين السهرة وتعطيها نكهة طيبة تميزها عن سهرات أيام السنة الاخرى".‏
‏ من جهتها قالت خديجة التي كانت تسكن في احد الاحياء الشعبية في قلب العاصمة ‏ الجزائرية لكونا ان "العادات في شهر رمضان بدات تغيب ولكن البوقالات مازالت قائمة ‏لانها وسيلة للمرح و للسمر وتزين (القعدة) في رمضان".

المصدر: كونا