يعتبر الصيام من الناحية الطبية تمرينا فيزيولوجيا
للجسم على تحمل ومقاومة الجوع في كافة الظروف، حيث يحدث العديد من
التبدلات الهورمونية والفيزيولوجية في جميع اعضاء الجسم بشكل يتأقلم
فيها البدن مع نقص الوارد الغذائي من الخارج. وعلى سبيل المثال نذكر،
بأن الجسم يصرف الطاقة من مخازن الغلوكوجين او السكاكر المعقدة
الموجودة في الكبد والعضلات خلال فترة الصيام، ويحدث تبدل هورموني في
مفرزات غدة البنكرياس مثل الانسولين والغلوكاكون وهورمونات النخامة،
وهورمونات الغدة الكظرية وما الى ذلك من تبدلات. ورغم فائدة الصيام
الكبيرة للانسان الطبيعي، الا انه قد يكون غير مناسب لبعض المرضى،
ويمكن ان يزيد حالتهم الصحية سوءاً، لذلك اعتمدنا في هذا الدليل اعطاء
فكرة عن تأثير الصيام على بعض الامراض، ومن هم الذين غير مؤهلين للصيام
من الناحية الطبية.
* القرحة الهضمية
* من المعروف ان القرحة الهضمية تزداد شدة بازدياد
حموضة المعدة. ومرضى القرحة الهضمية بحاجة الى تناول 4 إلى 6 وجبات
يوميا من أجل تعديل حموضة المعدة ومساعدتهم على العلاج. لذلك يمكن ان
يكون الصيام لديهم غير مناسب، خاصة في حالة القرحات الحادة التي تتطلب
معالجة فورية. فالمرضى يحتاجون لتناول ثلاثة الى اربعة انواع من
الادوية على مدار اليوم، لذلك فهم لا يستطيعون الصيام.
اما المرضى الذين لديهم قرحات غير حادة فبامكانهم
الصيام بحذر، لكن يجب ان يتناولوا الادوية المثبطة للحموضة مثل دواء
امبرازول ولوزيك، إذ تؤخذ حبة كل 12 ساعة بعيار 20 مليجراما وبالامكان
تحديد المواعيد بحيث لا تتضارب مع الصيام.
* أمراض القلب
* غالبا ما يستفيد مرضى القلب من الصيام من ناحية
خفض الاجهاد القلبي اثناء فترة الصيام وتقليل نسبة الشحوم في الدم، لكن
يجب على المرضى الحذر عند فترة الافطار لأن تناول كميات كبيرة من
الطعام يؤدي الى زيادة اجهاد القلب وذهاب كميات كبيرة من الدم الى
المعدة والامعاء من اجل عملية الهضم. اما المرضى الذين يتناولون
المدرّات البولية من اجل معالجة ارتفاع الضغط الدموي او فشل القلب
فهؤلاء لا يستطيعون الصيام لأن الجسم بحاجة الى بعض السوائل ويمكن ان
يتعرضوا الى اضطرابات في الشوارد الدموية لذلك ينبغي عليهم عدم الصيام.
* أمراض الدم
* لا ينصح المرضى الذين لديهم اضطرابات تخثر في
الدم بالصيام، خاصة المرضى الذين حدث لديهم تخثر دموي في الساق، او
حدثت لديهم سدادة او صمامة رئوية، فالصيام يزيد من امكانية حدوث تجلط
الدم داخل الاوردة والشرايين، والذين يعزمون على الصيام يجب عليهم
تناول الاسبرين مرة يوميا، او يستشيرون الطبيب من أجل تناول ادوية اخرى
من أجل تلك الغاية.
مرضى الفشل الكلوي الذين يعانون من فشل في الكلية
لا يستطيعون الصيام بسبب اضطراب توازن الصوديوم والماء في الجسم وبعض
الشوارد الاخرى مثل البوتاسيوم والكلس.. الخ. فالجسم بحاجة الى الماء
بشكل متوازن ولا يستطيع المرضى تحمل الجفاف ونقص الصوديوم. وهناك حمية
غذائية خاصة بمرضى الفشل الكلوي تعتمد على توازن بروتين محدد مع توازن
معدني محدد ايضا. لذلك يجب مراجعة الطبيب في بعض الحالات التي يجوز
فيها الصيام لدى هذه الفئة من المرضى، وذلك تبعا لدرجة فشل الكلية.
* مرضى السكري
* كما هو معروف هناك نوعان من السكري: الأول، معتمد
على الانسولين كليا، اي العلاج يتطلب تناول حقن الانسولين مع مراقبة
غذائية، وهؤلاء المرضى معرضون لنقص السكر الحاد او زيادته، لذلك لا
ننصحهم بالصيام. أما النوع الثاني، فهو السكري الكهلي او غير المعتمد
على الانسولين، وهؤلاء المرضى بامكانهم الصيام، وذلك بعد استشارة
الطبيب حول الخطوات الصحية لذلك. |