الواقع أن احتياجات الإنسان من الطعام وهو صائم
لا تقل عنها وهو مفطر مادام يؤدي نفس العمل، أو يقدم نفس المجهود ولكن
ما سر حالة الخمول التي تنتاب الصائم أثناء الصيام؟
إن ذلك الخمول والكسل – حسبما قرر بعض العلماء
الدارسين – سببها اضطراب النوم وقلته أثناء الشهر الكريم، فمثلاً هناك
يضطرب نظام نوم الفرد بسبب السهر حتى يحيى موعد السحور، والبعض الآخر
يستيقظ إذا ما تسحر، ونام كي يؤدي صلاة الفجر، ولذا نرى أن فئة من
الصائمين لا يأخذون القدر الكافي من النوم، بسبب عدم الانتظام في النوم،
بل أن البعض قد لا يستطيع النوم العميق أثناء النهار بسبب الجوع أحياناً
أو بسبب انقطاع بعض العادات التي تعودوا عليها كشرب الشاي أو القهوة أو
التدخين.. هؤلاء هم الذين يبدو عليهم شيء من الكسل أو التراخي.. والسبب
راجع لأسباب أخرى ترتبط بنظام حياتهم أثناء الشهر الكريم وليس بسبب
الصوم مباشرة.
وكلما قل الجهد المبذول قلت احتياجات الجسم من
الغذاء أو السعرات الحرارية وكذلك فإن احتياجات جسم الإنسان للسعرات
الحرارية في الصيف أقل من احتياجاته في الشتاء.. وهناك حالات مرضية
كمرض السكر لها نظام خاص في العلاج.
ومن هنا نرى أن الصوم لا يشكل عبئاً على جسم
الإنسان، بل يحميه ويجدد نشاطه.. |