إن للصوم فائدة عظيمة وخاصة بالنسبة للجهاز
الهضمي ذلك الجهاز الحساس الذي يعمل بدأب ونشاط، ويفرز الكثير من
الأنزيمات، ويخلط الطعام ويهضمه لساعات طويلة مرات عديدة كل يوم، ومن
أخطر الأشياء بالنسبة لهذا الجهاز كما ورد في حديث للرسول (ص) ما معناه
(إدخال الطعام على الطعام) وفي ذلك مزيد من الإرهاق والاضطراب لهذه
القناة الهضمية، فضلاً عن أن هذا الجهاز يتأثر كثيراً بالحالة النفسية
للإنسان، ولا شك أن الصوم وما يسبغه على الإنسان من مشاعر الإيمان
والصفاء والرضا، يخفف من توتر الإنسان وجشعه ونهمه، فينعكس ذلك كله على
أجهزة جسمه بالطمأنينة والراحة والسلام.
ويقول الأطباء (إن الصوم يستعمل طبياً في حالات
كثيرة، ويستعمل وقائياً في حالات أكثر.. إن كثيراً من الأوامر الدينية
لم تظهر حكمتها، وستظهر مع تقدم العلوم فلقد ظهر أن الصوم يفيد في
حالات كثيرة، وهو العلاج الوحيد في أحيان أخرى ويستعمل الصوم لعلاج
اضطرابات الأمعاء المزمنة، والمصحوبة بتخمر، ويستعمل عند زيادة الوزن
الناشئة عن كثرة الغذاء، وكذلك في ارتفاع الضغط، أما بالنسبة للبول
السكري فلما كان قبل ظهوره يكون مصحوباً في ا لغالب بزيادة في الوزن
فالصوم يكون علاجاً نافعاً ولا يزال الصوم – مع بعض ملاحظات في الغذاء
– أهم علاج لهذه الحالة. |