الاسرة السعودية تحشد ميزانيتها في رمضان لشراء كميات كبيرة من المواد ‏الغذائية

 

‏تحشد الاسرة السعودية بمناسبة شهر رمضان المبارك ‏معظم ميزانيتها لشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية.

وتستعد ربات البيوت في السعودية لهذا الشهر الكريم قبل حلوله بايام باعداد ‏قائمة مشتريات طويلة تشمل كافة انواع الاطعمة وتزخر سفرة الافطار باطباق شهية ‏تتميز بالتنوع والابتكار لكن تكاليفها الباهظة تصيب ميزانيتها بحالة من الترنح ‏والعجز .

‏ واعتبرت ام احمد وهي سيدة سعودية عاملة في استطلاع لوكالة الانباء ‏الكويتية(كونا) هنا اليوم اعداد سفرة الافطار في شهر رمضان بانه يشكل هاجسا لربة ‏البيت العاملة التي تحاول التوفيق بين عملها وتقديم وجبة افطار متعددة الاصناف ‏ومتنوعة الاطباق وفي ذات الوقت تجنب تكرار انواع معينة من الاطعمة.

‏ واضافت ان قائمة مشتريات الاسرة السعودية في رمضان لا تقتصر على المواد ‏الغذائية فحسب وانما تشمل كذلك شراء اواني منزلية جديدة تقدم فيها انواع ‏الماكولات والمشروبات المتنوعة وقد تمتد لدى البعض الى تغيير الفرش والاثاث ‏والديكور.

‏ واشارت ام احمد الى ان بعض الاسر تعكف على تجهيز ماكولات الافطار في رمضان قبل ‏اسبوع او اسبوعين من حلول رمضان وبخاصة الانواع التي يحتاج اعدادها الى وقت طويل ‏مثل المعجنات والفطائر والسمبوسة.

‏ من جهته برر المواطن السعودي سعود الشيباني شراء كميات كبيرة من المواد ‏الغذائية لتجنب الخروج اثناء شهر رمضان الى الاسواق وبخاصة ارباب الاسر الذين ‏يرتبطون بدوام العمل اليومي وبتوصيل ابنائهم الى المدارس .

‏ وراى الشيباني ان شراء الاسرة السعودية لكميات كبيرة من المواد الغذائية تفوق ‏احتياجاتها الفعلية يتسبب في ارباك ميزانيتها وبخاصة لذوي الدخول المحدودة التي ‏تعاني اصلا من عجز يزداد عبئه عند شراء مستلزمات العيد من ملابس وغيرها.

وتقدر احصاءات سعودية حديثة قيمة المخزون الاضافي من المواد الغذائية لشهر ‏رمضان باكثر من ملياري ريال (533 مليون دولار) فيما تقدر قيمة المشتريات الغذائية ‏عبر المراكز والاسواق التجارية السعودية بحوالي 50 مليار ريال سنويا(3ر13مليار ‏دولار).

‏ وعلى صعيد متصل شهد سوق التمور السعودي خلال اليومين الماضيين تهافت ‏المواطنين والمقيمين لشراء انواع مختلفة من التمور بينها السكري الذي يعد اجودها ‏والبرحي والخلاص والصقعي وغيرها من الانواع التي تتفاوت اسعارها حسب حجم العبوة ‏وجودة التمر ونوعية التغليف.

‏ ويلاحظ المتجول في اسواق التمور بمدينة الرياض حركة تجارية نشطة حيث استقبلت ‏مراكز البيع اصناف متنوعة من التمور وبخاصة (الرطب) المفضل على مائدة الافطار في ‏رمضان بجانب (القهوة) الحاضرة دائما في البيت الخليجي عموما والسعودي بوجه خاص.

واعتبر المواطن السعودي عمر باقازي شهر رمضان موسما ناجحا لبيع التمور لا سيما ‏في المناطق السعودية الخالية من زراعة اشجار النخيل لافتا الى ان استهلاك التمور ‏بانواعها المختلفة في السعودية لا يقتصر على موسم معين لكنه يرتفع بمعدلات كبيرة ‏في رمضان و في مناسبات الاعياد والزواج .

‏ وراى ان التمور باتت تشكل حضورا دائما في البيت السعودي مثل أي غذاء اخر ان لم ‏يكن بصورة اكثر نظرا لاحتوائها على قيمة غذائية ووقائية اثبتتها ابحاث طبية حديثة ‏بمساعدتها في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم والوقاية من تصلب الشرايين وتمنع ‏الاصابة بسرطان الامعاء وغيرها من الامراض.

‏ وقال مدير المنطقة الوسطى لمصنع تمور المملكة خالد الجريسي ل(كونا) ان التمور ‏اصبحت مادة اساسية في صناعات تحويلية مختلفة وسلعة استراتيجية في الاقتصاد ‏السعودي الذي يسعى الى تنويع قاعدة صادراته الى الخارج.وعدد الجريسي المواد الخام التي يمكن استخلاصها من التمور مثل دبس التمر والتي ‏يستفاد منها كسكر نباتي وحليب التمر وعجوة التمر مشيرا الى ان سكريات التمور ‏تتميز بسرعة الامتصاص وتذهب مباشرة الى الدم ومنه الى خلايا الجسم وفقا لنتائج ‏الابحاث العلمية التي اجريت في هذا المجال.

‏ وقال الجريسي ان السعودية تسجل تقدما ملحوظا في مجال انتاج التمور عالميا اذ ‏ارتفع انتاجها السنوي من 589الف طن عام 1995الى اكثر من 800 الف طن في العام ‏الحالي قابل للزيادة بالتوسع في انشاء مصانع حديثة لتعبئة وتسويق التمور.

ويقدر انتاج السعودية من التمور هذا العام باكثر من 885 الف طن يستهلك منه ‏محليا بحدود 400 الف طن فيما تمثل نسبة التصديرالى الخارج حوالي 3 في المائة فقط ‏مما دفع الجهات المعنية الى البحث عن وسائل جديدة لتسويق هذا المحصول الذي تدعمه ‏الدولة بمبالغ مالية كبيرة تصرف كاعانات للمزارعين سنويا.