شهر رمضان احد اهم الاوقات التي توفر فرصة
للوالدين لبث الجانب الروحي في نفوس اطفالنا، الذين يلهون طوال العام
ويفاجأون بأنهم مطالبون بالصوم شهرا كاملا.
ويجب ان نؤكد اهمية التمهيد لهم، فالاب والام
هما القدوة الاولى لاطفالهما في جميع مراحل الطفولة، فلا بد من ان
يكثرا من الكلام عن الصيام وفائدته لكل الاسرة وايضا اتباع بعض
السلوكيات المتمثلة في الحرص على مساهمة اطفالنا في اعداد مائدة
الافطار، ومشاركة الام في تحضير الاطباق والاكواب الى المائدة.
يفضل ان يصوم الاطفال من سن 6 - 10 في الاجازات
المدرسية، ويوما واحدا في وسط الاسبوع. والسن المناسبة للطفل كي يكون
قادرا على تحمل مشقة الصيام هي سن العاشرة، ففي هذه السن يستطيع صيام
الشهر بالكامل.
وفي صيام اطفالنا لا بد من مراعاة سلوكيات معينة
في طعامهم حتى لا يخرجون من هذا الشهر وهم مصابون بالانيميا او
بالبدانة الشديدة.. ففي وجبة الافطار يجب اتباع السنة الشريفة، وهي
تناول قليل من اللبن مع التمر او تناول عصير طازج او طبق شوربة بعد
اذان المغرب مباشرة، ثم ترك مسافة خمس دقائق بين هذا المشروب ووجبة
الافطار.
اما وجبة الافطار نفسها فيجب ان تكون دائما وجبة
متكاملة، وهي الخضراوات (سلاطة خضار مطبوخ) مع قليل من البروتين وقليل
من الارز او الخبز.
كما يجب عدم تناول الحلويات الرمضانية الا بعد
مرور ساعة على الاقل بعد الافطار، لان هذه الحلوى مليئة بالمواد
السكرية والدهنية، فيجب الانتظار ساعة لاراحة المعدة. ثم لتحرك الام
على اعطاء وجبة خفيفة للاطفال قبل الذهاب الى النوم، وهذه الوجبة عبارة
عن (كوب لبن زبادي وسندويش جبن).
وتعد وجبة السحور مهمة جدا لاطفالنا، ومع الاسف
تخطئ بعض الامهات عندما تعطيها لطفلها قبل النوم حتى لا يستيقظ من
منتصف الليل، بحجة ان لديه مدرسة صباحا، هذا خطأ.. فوجبة السحور هي
التي تبقى في المعدة طوال اليوم التالي، فلا بد ان يتسحر اطفالنا قبل
الفجر بساعة، وتكون الوجبة عبارة عن فول + بيضة أو جبن، وحليب مع الحرص
على وجود فاكهة دائما لانها تساعد على عدم الشعور بالعطش.
وكذلك يجب مراعاة تخفيف كم المذاكرة بعد الافطار
حتى يشعروا بالراحة والمتعة بوجود رمضان.
الاطفال المرضى لهم معاملة خاصة عند صيامهم
الربو الشعبي:
اذا كان الطفل في مرحلة متقدمة ويأخذ علاجا عن
طريق الفم فلا نضغط عليه بالصوم، وكذلك اطفالنا المولودون بعيوب خلقية
في القلب، يمنعون من الصيام تماما لانهم محتاجون إلى مستوى ثابت من
الغلوكوز، ومنع الاكل يسبب هبوطا في هذا المستوى مما يعرضهم للخطر.
وايضا المصابون بروماتيزم القلب وللاسف هي حالات كثيرة بعضها في حالة
متقدمة.
اطفال السكر:
وهم منقسمون الى قسمين، فانه قد جرى عمل بحث على
هؤلاء الاطفال ووجد ان الذين يعتمدون في علاجهم على الانسولين فقط،
يوجد من بينهم من يتمتعون بنسبة سكر معتدلة في الدم بعد اخذ جرعة
الانسولين، وهؤلاء يستطيعون الصيام، ولكن بشرط.. التحليل اكثر من ثلاث
مرات يوميا، وان يأخذوا جرعة الانسولين قبل الاخطار وقبل السحور.
اما الاطفال الذين يعانون تذبذبا في معدل السكر
في الدم، فيجب الا يصوموا حتى لا يدخلوا في غيبوبة السكر.
كما وجد ان الاطفال الاكبر سنا ويعانون من سكر
وبدانة في آن واحد، ويعتمدون في علاجهم على الاقراص او الانسولين..
فهؤلاء يفضل لهم الصيام مع الاكثار من التحاليل، لان الصيام هنا
يساعدهم على تقليل الوزن وخفض مستوى السكر بشكل منتظم. وهؤلاء الاطفال
عموما لا بد ان تحرص الام على اعطائهم خضراوات والياف كثيرة في وجبة
الافطار، والتقليل من السكريات سريعة الذوبان.
أطفال مرضى الكلى المصابون بمرض «الازيما
الكلوية»:
يمنع صيامهم لانهم يأخذون دواء طوال اليوم. اما
الاطفال مرضى الكبد فصيامهم يعني انخفاض السكر في الدم، وتكون اعراضه
دوخة وزغللة، فاذا شعروا بهذه الاعراض فلا بد من اخطارهم.
وعلى العموم فان كل الاطفال سواء مرضى او اصحاء
لا بد لهم من غذاء متوازن، واذا لاحظت الام حالة اجهاد او عدم تركيز او
نوم متواصل او دوخة، فلا بد من ان تفطر ابنها فلا يكمل صيامه. |