بيان جمعية الرسالة الإسلامية بمناسبة شهر رمضان المبارك1424

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

نبارك للمسلمين جميعاً حلول الشهر المبارك، سائلين المولى القدير أن يجعله شهر خير وبركة ورحمة وعز ونصر للمسلمين، وباب هداية ووعي وتفتح للإنسانية جمعاء. ايها المسلمون الكرام: إن بين أيدينا شهراً إن أحسنا الاستفادة منه كنا من الرابحين، فلقد خاطبنا رسولنا الأعظم(ص) عن عظمة هذا الشهر، فقال"أنفاسكم فيه تسبيح ..ودعاؤكم فيه مستجاب، فسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه. إن من حسّن منكم في هذا الشهر خُلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن وصل فيه رحمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه"، فلنعاهد الله أن نجني الاستفادة المثلى من هذا الشهر المبارك في خير النفس والمجتمع، وفي التبشير السليم بالحكمة والموعظة الحسنة عن ديننا، حاملين رسالته بوعي الى أجيالنا القادمة والى الإنسانية. إن هذا الشهر المبارك ينبغي أن يكون شهر مراجعة المسلمين لأوضاعهم الشخصية والعامة فيما يتعلق بارتباطهم بقرآنهم ودينهم الكريم. وإن من الواجب أن نثير عدداً من القضايا كي نتحاور فيها جميعا بما يقربنا من ديننا وقرآننا المجيد. هموم محلية إن ما جرى من حوادث في العام الماضي، وفي الأيام المنصرمة كشف عن وجود خلل في الوضع الأخلاقي والتربوي الذي تعيشه بلدنا، مما يوجب علينا جميعا التآزر والتعاون في تحسين هذا الخلل. إن عدم التقيد بالقضايا الشرعية، والسماح ببيع الخمور والمطبوعات المنحلة، وإعطاء الرخص لمواقع الفساد من بارات ومراقص وفنادق تقيم حفلات ماجنة، كل ذلك ساعد على إنتشار الفساد الأخلاقي، وإعطاء صورة سيئة عن بلدنا العريق بدينه وسمعته الطيبة. إن هذه الأمور ليست من السياحة بشيء. بل هي ترويج للفساد الذي حرمه ديننا العظيم حماية منه للمجتمع من الانحرافات والضياع والتخلف. كما إننا نشيد بكل الجهود الطيبة السلمية التي يبذلها العلماء والشخصيات الوطنية والغيارى من أبناء الوطن لمنع مجمل الأعمال المنحرفة والنشاز عن قيم ديننا. أما التخريب والعنف فهو مرفوض ومدان، ولكن لابد من دراسة أسبابه الحقيقية والتي يعود قسمٌ رئيسي منها الى حالة الإحباط تجاه استمرار حالة التمييز والبطالة، والوضع الاقتصادي السيء لأكثر المواطنين. إن استمرار موجات العنف لا يمكن معالجتها من خلال العقوبات القانونية فقط، بل هي بحاجة الى دراسة واقع المجتمع البحريني وتلمس الثغرات الكبرى الذي يعيشه، ونضع هنا بعضا من الحلول والمقترحات: المشاركة الشعبية في القرار العام: إن السلطة التي تمنح مواطنيها القدرة على صياغة واتخاذ القرار العام من خلال ديمقراطية حقيقية تكون السيادة فيه للشعب حقا، تكون بذلك قد أشركت القطاعات الفعالة في المجتمع في حلحلة أهم المشاكل التي تعترض المجتمع. إن جزءاً أساسياً من مشاكل أي مجتمع هو بسبب نقصان حق الأمة في اتخاذ القرار. والعلاج هو الشورى الكاملة في كل أمور الأمة ضمن ضوابط النصوص الشرعية، قال تعالى: وأمرهم شورى بينهم. تغيير المنهج الإعلامي للأجهزة الإعلامية والصحفية: فهذه الجهات تتحمل مسئولية كبرى في التوجيه العام، إلا إنها للأسف مقيدة، ولا تتمتع بحرية كافية، ونعتب عليها إهمالها للعديد من القضايا المهمة التي تهم المواطنين. كما نعيب عليها اهتمامها بالشحن والإدانة تجاه هذه القضية أو تلك. إننا نطالب بتحرير الأجهزة الإعلامية والصحفية من الهيمنة الرسمية، وأن تكون عاكسة لطموحات وتوجهات وآمال شعب المملكة، وطرفاً مهماً في تقدم الوعي والأخلاق العامة من خلال التصدي الحر لمختلف القضايا الهامة في المجتمع بروح منفتحة وغير مقيدة.  فتح حوار جاد مع القطاعات الطلابية: يشترك فيه المسئولون في المملكة وعلماء الدين والموجهون التربويون من جهة والقطاعات الطلابية من جهة أخرى متناولين فيه كافة القضايا التي تهم الوضع العام. ذلك لأن الشرائح الطلابية هي من أهم الشرائح الشبابية تأثيراً في المملكة، وعلينا أن نُحسن الخطاب معهم ونتحاور معهم لنستكشف حاجاتهم وآمالهم ورغباتهم، واضعين أمامهم مسئولية بناء الوطن بشكل سليم يشترك فيه المواطنون جميعا. إن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، حريٌ بنا أن نحوّله الى شهر تفكرٍ في علاقتنا بكتاب ربنا، فنجعله إماماً لنا نتأثر به وننطلق منه، ولا نكون ممن "اتخذوا القرآن مهجورا". كما إن من أهم الواجبات الإنسانية في هذا الشهر أن نتلمس حاجات المستضعفين من أبناء الأمة الإسلامية، وبالأخص في العراق وفلسطين وأفغانستان، ونقدم لهم المساعدات الفعالة. إن جمعية الرسالة الإسلامية شعوراً منها بالواجب الديني والإنساني قد نظمت حملة تبرعات لإغاثة الشعب العراقي، بالتعاون مع جمعية أهل البيت(ع)، وقد أرسلت دفعتين من المساعدات، وهي بصدد إرسال الدفعة الثالثة، فلنتكاتف بإغاثة يتامى وأرامل وفقراء العراق في هذا الشهر المبارك.سائلين المولى القدير أن يوفق المسلمين جميعا في أن يتراحموا فيما بينهم ويرتقوا بمجتمعاتهم نحو الفضيلة والتقدم والحضارة.

الحساب المخصص لإغاثة الشعب العراقي بنك البحرين والكويت ( 8112-90-0011474-141 )

جمعية الرسالة الإسلامية شهر رمضان المبارك 1424