الصوم يطهر الجسم من السموم ويصبح علاجا ناجحا للعديد من الامراض

 

الصحة في رمضان تحتاج إلي نظام آخر غير ما يعتاده معظم الناس من عادات غذائية خاطئة ترتبط للأسف بهذا الشهر الكريم كالإفراط في تناول اللحوم والأطعمة الدسمة والحلويات وهذا الأمر يحتاج منا إلي وقفة مع النفس لفهم الحكمة الاساسية من الصيام المتمثلة في طاعة الله سبحانه وتعالي وتطهير النفس وتهذيبها وهذه هي القيمة الروحانية للصوم أمام الجانب الآخر للصيام فتتجلي فائدته في الصحة العامة للإنسان حيث يحدث تطهير كامل للجسم من السموم وذلك يتحقق إذا التزم الصائم بالاعتدال في تناول الطعام فيصبح بذلك الصيام علاجا ناجحا للعديد من الأمراض من أهمها السمنة والسكر وضغط الدم مع تأثيره الفعال في تخفيف آلام المفاصل والظهر‏.‏

والفوائد الصحية للصيام يشير إليها الدكتور سيد حجازي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث وتتمثل في تنشيط عملية الهدم والبناء وإعطاء فرصة لراحة الجهاز الهضمي حيث يصوم الإنسان لفترة تصل إلي‏12‏ ساعة يتوقف فيها الجهاز الهضمي عن إفراز العصارات المختلفة اللازمة لهضم الطعام كذلك تصبح هذه الفترة كافية لراحة الكبد التي تعمل علي إفراز العصارة الصفراوية اللازمة لعملية التمثيل الغذائي وهذا يسهم بدور فعال في تطهير الجسم من السموم وقد أثبتت الأبحاث أن الصيام يساعد علي خفض نسبة السكر بسبب استعادة غدة البنكرياس لنشاطها أثناء فترة الصوم وذلك يعد علاجا فعالا لمرض السكر غير المعتمد علي الإنسولين وتؤكد الدراسات أن الصوم يساعد علي خفض مستوي الدهون والكوليسترول مما يقي الجسم من أمراض القلب والشرايين‏.‏

والإفطار المثالي كما يقول الدكتور حجازي يجب أن يبدأ الصائم بأخذ أي مشروب سكري حتي يعيد للجسم توازنه الطبيعي بعد صيام ساعات عديدة تصل إلي‏12‏ ساعة ويعد التمر من المواد الغذائية المحتوية علي كمية كبيرة من السكر والتي سرعان ما تصل إلي الدم بمجرد تناولها فيشعر الصائم بالهدوء والاتزان بعد فترة طويلة من الصيام ينخفض فيها السكر عن معدله الطبيعي ويبدأ الجسم في استهلاك المخزون في الكبد الموجود في صورة جليكوجين ومن المعروف أن انخفاض السكر في الجسم يسبب الاحساس بالإعياء والصداع والخمول‏.‏

التمر مهدئ طبيعي

ويعد التمر باللبن من المشروبات السكرية ذات القيمة الغذائية العالية لاحتوائه علي مجموعة كبيرة من العناصر الطبيعية والفيتامينات فقد أثبتت الدراسات أنه يحتوي علي‏70%‏ من السكريات إلي جانب الفوسفور والكالسيوم والحديد كما وجد أن‏100‏ جم من التمر تحتوي علي‏60‏ مللي جم من الفوسفور و‏70‏ مللي جم من الكالسيوم و‏3‏ مللي جم من الحديد علما بأن الحديد من العناصر المهمة لجسم الإنسان لأنه يدخل في تركيب الهيموجلوبين المسئول عن حمل الأوكسجين وتوزيعه علي خلايا الجسم ليقوم بدوره في أكسدة الغذاء والحصول علي الطاقة كما يدخل الحديد في تركيب البروتينات الموجودة بعضلات الجسم وينشط بعض الإنزيمات وتتراوح احتياجات الإنسان البالغ من الحديد من‏5‏ إلي‏15‏ مللي جرام‏.‏ وأكدت الدراسات أن التمر يعد مهدئا طبيعيا للإنسان نظرا لاحتوائه علي نسبة كبيرة من الكالسيوم والتي يحتاج منه الجسم إلي جرام واحد يوميا ويلعب دورا مهما في الحماية من النزيف‏.‏

اللحوم الحمراء خطر علي القلب والشرايين

ويضيف الدكتور حجازي أن الخطوة الثانية في الإفطار يفضل أن تبدأ بشرب الشوربة الدافئة التي تعمل علي تنشيط إنزيمات الهضم ومن الضروري أن يحتوي الإفطار علي جميع العناصر الغذائية ولكن بقدر متوازن لايغلب فيها عنصر علي الآخر مع الحرص علي تناول طبق السلطة فهو مصدر غني بالفيتامينات مع مراعاة أن تكون مكوناتها طازجة ليست محفوظة بالثلاجة لأن التبريد يتلف كلا من فيتامين‏(‏ سي‏)‏ وفيتامين‏(‏ أ‏)‏ الغنية بهما السلطة كما يجب عدم الإكثار من اللحوم وخصوصا لحم الضأن والبط والحمام والمحتوية علي نسب عالية من الدهون والجليسريدات الثلاثية والتي تشكل عبئا كبيرا علي القلب والشرايين ويفضل ان تستبدل بالمصادر البروتينية التي تحتوي علي قدر أقل من الدهون مثل الدواجن والأرانب والأسماك ويؤكد الدكتور سيد حجازي عدم الإكثار من تناول كميات كبيرة من الحلويات بين الفطور والسحور وأن الكمية المناسبة يجب ألا تتعدي‏100‏ جم حيث من المعروف أن قطعة الكنافة التي تبلغ‏100‏ جم تمد الشخص بنحو‏700‏ سعر حراري ونفس الجحم من البقلاوة تمده بنحو‏500‏ سعر وغالبا ما تحتوي هذه الحلويات علي المكسرات التي تعد مصدرا غنيا بالدهون فعلي سبيل المثال‏100‏ جم من الفستق تعطي‏650‏ سعرا حراريا ونفسها من التين تعطي‏300‏ سعر بينما نفس الكمية من البندق تعطي‏700‏ سعر‏.‏

الزبادي أفضل سحور

أما عن وجبة السحور فيجب أن تتكون من الزبادي أو اللبن الرايب بالإضافة إلي قليل من الفول والخبز ومن المعروف أن الزبادي من أفضل الأعذية التي تحتوي علي بروتينات سهلة الامتصاص كما تحتوي علي حمض اللاكتيك الناتج عن تخمر سكر اللاكتوز والذي يعمل علي تطهير المعدة من البكتيريا الضارة كما يساعد علي عمليات الهضم والامتصاص وهناك مقولة أن اللبن الزبادي يزيد من العمر الافتراضي للإنسان حيث لاحظ بعض خبراء التغذية الأمريكيين أن المواطنين في سيبيريا متوسط أعمارهم يزيد علي‏125‏ سنة وبفحص أنواع الطعام التي يتناولونها وجد أنها تتكون من لبن الماعز المتخمر‏(‏ الزبادي‏)‏ والخبز المصنوع من الشعير أما بالنسبة لأهمية الفول في السحور فترجع إلي أنه من المصادر النباتية التي تأخذ فترة أطول في الهضم مما يجعل الإنسان يشعر بالشبع ويحذر الدكتور حجازي من تناول الحلويات في السحور لأنها تسبب للصائم اضطرابات وعسرا في الهضم في في أثناء النهار كما تزيد الإحساس بالعطش‏,‏ ويرجع ذلك إلي أن عملية الهضم لأي نوعية من الدهون تتطلب كميات زائدة من الماء لتمثيلها‏.‏ (الاهرام)