شهر رمضان في يومه الأول لجميع المسلمين.. أفقر موائد الإفطار في فلسطين والعراق ومسلمو آسيا يخشون المشاعر العدائية

 

بدأ المسلمون في أنحاء العالم صوم شهر رمضان امس في ظل احساس متزايد بالظلم مما يرون انه سياسات معادية للمسلمين من قبل حكومات غربية وخصوصا الولايات المتحدة.

في العراق بدأ العراقيون اكثر شهور رمضان قتامة منذ عشر سنوات على الاقل في ظل حرب تلوح في الافق وعقوبات يرزحون تحت ثقلها منذ 12 عاما.

وقالت زهرة عبد الله وهي أم لخمسة أطفال كنا نختار بصعوبة بين الاطعمة الكثيرة في رمضان. الآن أصبح كل ذلك من قبيل الاحلام.

وقالت منيرة محمد ان مرتب زوجها البنّاء الذي يبلغ 40 ألف دينار (20 دولارا) في الشهر لا يكفي لاطعامهما مع اولادهما الخمسة ناهيك عن دفع ايجار البيت والكهرباء. لقد أصبح رمضان شهر عذاب.

وتقول الأرملة نداء شمران وهي ام لسبعة أولاد كل عام يمر علينا والعقوبات مستمرة يزيد من بؤس حياتنا. رمضان هذا العام أصعب من الاعوام الماضية.

ويتذكر العراقيون كيف كانوا يحتفلون برمضان قبل العام 1990 عندما كانوا يتمتعون بثروة من مبيعات نفط سنوية قيمتها 20 مليار دولار. ويبلغ الراتب الشهري الاساسي حاليا عشرة آلاف دينار (خمسة دولارات) في المتوسط في حين يبلغ سعر الكيلوغرام من اللحم اربعة آلاف دينار (نحو دولارين).

وقال حسين شمري الذي يملك متجرا للحلويات في السوق بعض الناس أفقر من أن يشتروا أي شيء لكنهم يأتون للمشاهدة. يملأون أعينهم ويعودون دون شراء شيء.

وفي مصر تكدست المحال والمنازل بالحلوى والبلح والتين والعصير وغيرها من حلوى رمضان. لكن احتفالات هذا العام تقع تحت ظلال من المعاناة الاقتصادية وتزايد قلق الشعوب من متاعب في العالم العربي والاسلامي خاصة مع وجود تكهنات متزايدة بغزو اميركي للعراق.

ويقول خالد عبد اللطيف وهو صاحب شركة كومبيوتر انه يتمنى الا تهاجم الولايات المتحدة العراق او اية دولة عربية اخرى وأن تسمح اسرائيل للناس بالاحتفال بشهر رمضان.

وفي الضفة الغربية وقطاع غزة لم يستطع كثير من الفلسطينيين زيارة ذويهم خارج بلداتهم او قراهم في اول ايام شهر رمضان بسبب الحصار الذي فرضه الجيش الاسرائيلي. وقال فلسطيني ان شهر رمضان يجيء هذا العام في وقت يواجه فيه الفلسطينيون متاعب موضحا انهم يعانون من حصار اسرائيلي.

وفي اندونيسيا اكبر دولة في العالم من حيث عدد المسلمين والتي كانت مسرحا لهجوم مدمر الشهر الماضي ادى الى سقوط اكثر من 180 قتيلا اغلق العديد من المطاعم في العاصمة جاكرتا ابوابه وكانت حركة المرور بطيئة. وستغلق محلات التدليك والملاهي الليلية خلال رمضان مراعاة للتقاليد الاسلامية ولن تفتح الحانات الا لفترات محدودة.

وفي الهند حيث يصل عدد الاقلية المسلمة الى حوالى 140 مليونا تقام في كثير من المساجد صلوات خلال رمضان على ارواح مئات قتلوا في احداث عنف طائفية في وقت سابق من العام.

وفي فرنسا، كان أئمة مساجد اجتمعوا الاثنين الماضي في مسجد (عمر) الواقع في احدى مناطق العاصمة الفرنسية باريس، وقرروا الاتفاق على ان يصوم عموم المسلمين في فرنسا في يوم واحد.

وترى سمية التي لا تؤدي من الطقوس الاسلامية غير صيام شهر رمضان، ان صيام شهر رمضان هو دلالة على الاحتفاظ بهويتها كعربية مسلمة، وأن غالبية زميلاتها وزملائها المسلمين في المدرسة لا يؤدون من شعائرهم الدينية غير فريضة الصيام، وهي حقيقة يؤكدها مفتي مدينة مارسيليا الكبير، صويحب بن الشيخ بقوله اذا كان 2 1 في المئة من المسلمين هم من المطبقين لجميع فروضهم الدينية، فإن 0 7 في المئة منهم يحرصون على الصيام في شهر رمضان.

وفي استراليا دعا قادة مسلمون في بيان اصدرته الهيئات الاسلامية الاسترالية جميع المتطرفين في العالم الى مراجعة اعمالهم لانها لا تضر إلا بالمسلمين الذين يزعم هؤلاء المتطرفون انهم يمثلونهم. ( الوكالات)