يا آلَ مَهْدي

بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة والعشرين

لاستشهاد المفكر الإسلامي آية الله السيد حسن الشيرازي قدّس سره الشريف

مُحَمّد عَلي دَاعي الحَقْ

وَقَائلٍ قالَ لي صِفْ صَامِع بَيْتَهمُ

 فَقُلْتُ اَفْصِحْ فمَن تَعْنيهِ يا شَهِمُ

 

قَالَ: الإِمامُ العَظيمُ الشَأنِ سَيّدُنَا

 اْلمَهديُّ. مَنْ هُو مَنْجَاةٌ ومُعتَصَمُ

 

فَقُلْتُ: اَكرِمْ بِذَاكَ الطَودِ مِن عَلَم

 فيهِ اْلمهَابَةُ وَالإيمانُ وَالشِّيَمُ

 

ذَاكَ الَّذي تَعْرِفُ الأرجاءُ وَطْأَتَهُ

 وَالبَيْتُ يَعْرفُهُ وَالَلوْحُ واْلقَلَمُ

 

في كَربلاَء لَهُ قَدْرٌ تَكادُ لَهُ

 تَحنُو السّموَاتُ واْلأجْبَالُ واْلخُذُمُ

 

اذَا مَشى خِلْتَهُ بُدَرْا تُبَارِكُهُ

 مَلآئِكَ اللهِ، وَالأَعرابُ واْلعَجمُ

 

اَللهُ اكبرُ هَلْ هذا ـ تُرى ـ مَلَكٌ

 أمْ اِنَّهُ بَشَرٌ تُوحى لَهُ اْلكَلِمُ

 

لَو قُلْتَ: هذَا غُلوٌّ في مَنَاقبِهِ

 لَقُلْتُ: مَا وَصْفُنا إلاّ لَهُ لَمَمٌ

 

بوَجْهِهِ كانَ يُسْتَسقى الغَمامَ ومِنْ

 اَنْوارِ غُرَّتِهِ تُستَنزَلُ الدِّيَمُ

 

فَإِنْ تَنفَّسَ بَانَ الصُبحُ مُنْبَلِجًاً

 وَاِنْ تكَلَّم صَاغَ الْمُعجِزاتِ فَمُ

 

مَا قَال لا قطّ اِلاّ في تَوحُّدهِ

 لَوْلاَ التَوحُّد كانَت لآءَه نَعَمُ

 

اِذَا رَأتْهُ مُلُوكٌ قَالَ قائِلُها

 اِلى تعَاظُمِ هذا يَنْتهي الْعِظَمُ

 

كَاْلبَحرِ في كَرَمٍ وَالْغيْثِ في دِيَمٍ

 وَالفَجْرِ في نَسَمٍ تُمْحى بهِ الظُلَمُ

 

اِذَا تَلى سُورَةَ الإِخْلاصِ في سَحَرٍ

 عِنْدَ الحُسَينِ تَمَلّى صَوْتَهُ الْحَرَمُ

 

وَاِنْ قَرَا سُورَةَ الفَتْحِ المُبين بَدَتْ

 اَعْلامُنا فوْق هَامِ المَجْدِ تَنْتَظِمُ

 

وَطَأْطَأَ الرَأسَ مَنْ يَلْقاهُ مُعْترفاً

 بأنَّه خَيرُ مَنْ تُرعى بِهِ الذِّمَمُ

 

مُعَظَّمٌ مِنْ رَسُولِ الله لُحْمَتُهُ

 وَمِنْ حُسَيْن لَهُ قَد اُنسِلَتْ رَحِمُ

 

مَهابَةُ اللهِ فيهِ لا تُفَارِقُهُ

 «فلا يُكَلَّمُ اِلاّ حينَ يَبْتَسِمُ»

 

مَهديُّنا كانَ مِسبَارَ العُلومِ فَهَلْ

 كانَتْ توازيهِ في اِسْبَارِهِ أُمَمُ

 

في عَهْدِهِ سَخَتَ للْعِلْمِ فُرصَتُهُ

 فَفَاضَ فَوْقَ مَغَاني كرَبَلا الرُّزُمُ

 

مَدَارِسُ الْعِلم فيهَا ازهَرْت وَنَمتُ

 وَاثْمرَتْ كُلَّما تُرسى بِهِ الْقِيَمُ

 

وَخرَّجتْ ثمَّ آلافًا مُؤَلَّفةً

 مِنْ قادَة اْلفِكْرِ وَالتَاريخُ مُحْتَكَمُ

 

اَلا سَقَى اللهُ قبرًا قَدْ حَوى جَدَثاً

 فيهِ الفَخارُ وَفيهِ الْخَيرُ والنِّعَمُ

 

هذا هُوَ السَيِّدَ المَهديُ مَرْجعُنَا

 ابُو مُحمَّدَ قَدْ فَاقَتْ بِهِ الْهِمَمُ

 

مِن بَعْدِ والِدهِ صَار اَلملاَذَ لنا

 وَكلُنا بِصِلاتٍ مِنْهُ مُغتَنِمُ

 

َومِثْلُه حَسن خوَّاضُ مَلْحمَةٍ

 مَنْ مِنهُ حَطَّتْ على اكتافِنَا قَدَمُ

 

مَضى شهيدًا سعيدًا نحوَ بَارئهِ

 يَا عُصَبةَ البَعْثِ قَد شُلَّت يَمينُكُمُ

 

وَالصَادِقُ القَولَ مَن زَانَتْ مَحافِلُهُ

 تَخالُها هَالةً حَفَّتْ بِهَا النّجُمُ

 

وَالمُجْتَبى لَيْتَنَا نَحظى بصُحبَتِهِ

 فَاِنَّما في لِقَاهُ يُبْرَأُ السَّقَمُ

 

العَالِمُ الفَردُ في خُلْقٍ وَفي ادَب

 يَزينُه الِعلْمُ وَالتَقوى كَذَا اْلحِكَمُ

 

لُزّتْ بهِمْ مِنْ اَبيهِمْ كُلُ مَكرُمةٍ

 وَإنَّهُمْ في مَرايَا مَجْدِهمْ قِمَمُ

 

آلَ المُجدِّدِ يا آلَ النَبيِّ بِكُمْ

 نَحنُ الْتَجأْنَا وَعشْنَا في ظِلاَلِكُمُ

 

لَعَلّ يَوْمَ اْلجَزا أنْ تشفَعُوا كرمًا

 لِلطَامِعيَن بِرِيٍّ مِنْ حِيَاضِكُمُ

 

مِنْ دَاعيِ الحَقِّ هذى نَفْثَةٌ هَدَرتْ

 لا يَبْتغى غيرَ اِعْلاءٍ لِشَأنِكُمُ

 

فاللهُ فَضَّلَكُمْ وَاللهُ عَظَّمَكُمْ

 وَاللهُ قدَّرَكُم يَا عِظْمَ قَدْرِكُمُ

كَربلاء المقدسة / مِن المُخْلِصْ مُحَمّد عَلي دَاعي الحَقْ

جمادى الآخرة 1427 هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 6 تموز/2007 -19/جماد الاخرى/1428