في رحَابِ الذِكْرَيَاتْ

بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد المفكّر الإسلامي

آية الله السيد حسن الشيرازي قدّس سره الشريف

محمد علي داعي الحق

 مِنْ ذَرَا كربَلاءَ يدْعُو الكِرامُ

 حَرسَتْك الْعَينُ الّتي لاَ تَنامُ

 

أيُهَا الصَّادقُ الْحَبيبُ المُرجّى

 لكَ في الْقَلْبِ مَوْطِن ومَقَامُ

 

مُذْ عَرِفْنَاك كُنتَ للدّينِ حِصْناً

 وَمَلاذاً بِهّ يُغاثُ الأَنَامُ

 

فرَّقتْ شَمْلَنا عُلوج بُغَاة

 عَفْلَقِيُّونَ مُجْرِمُونَ قُمَامُ

 

كيْفَ نَسْلُو وَأنتَ عنَّا بَعيد

 هَلْ لِجُرْح الفِراقِ يُرجى التيَِامُ

 

اَفَنُروى والبَحْرُ صَار سَرَاباً

 أم يُداوى مَنْ حَلَّ فيهِ الْحِمَامُ

 

سَلَبونَا زَهْوَ الحَياةِ فَبِتنا

 كَالأُسَارى يَقُودُهَا الأقزَامُ

 

بادَ ذَاكَ النِّظَامُ وَانْهدَّ حِزب

 وتهاوى عن عرشه صدّامُ

 

صَارَ رَهْنَ السّجُونِ يَقبعُ جُرذاً

 أينَ منْهُ مَهابَةً وَعُرَامُ

 

بينَ حينٍ وآخَر يَظْهرُ المسـ

 خُ، مُهيناً بَدا علَيْهِ هَيامُ

 

وَالمُحامُونَ بائِعُو الدّين نُهْز

 وَلِحُكّامِ شَرْقِ أَوْسَطٍ اختِرَامُ

 

نَحْن لاَ نَستقِرُ اِلاّ إِذَا مَا

 يَصدُرُ الْحُكْم: إنَّهُ اِعدَامُ

 

هُبَلُ البَعْثِ قد هَوى وتَردّى

 مِثْلمَا قَبْلَهُ هَوتْ اَصنَامُ

 

حُكْمُ اِعْدامِهِ عَلَيْهِ قَليلً

 إِذْ على كُلِّ فِعْلَةٍ انْتِقَامُ

 

قَتَّلَ الشّيعةَ الأُباةَ وراحتْ

 في الضّحَايَا لِبَطْشهِ أَعْلامُ

 

كيفَ نَنسى شَهيدَنَا الحسَن المَهْـ

 ديَّ وَهْوَ المُجاهِدَ المِقْدَامُ

 

بَاذِلَ النَفسِ وَالنَفْيسِ ليَحْمي

 شِرعةَ الْمصْطَفى ويُرعَى الذِّمَامُ

 

مَنْهَلاً كَانَ لِلعُلُومِ وَبَحْرًا

 زاخِرًا مِنْهُ تَرتَوي الأَفهَامُ

 

قدْ قَضى نحبَهُ شهيدًا سعيدًا

 وسَتَروي جِهَادَهُ الأَعوَامُ

 

حسَن كانَ لِلْقُلُوبِ رَوآءً

 وَدَواءً تُشْفى بِهِ الأسْقَامُ

 

يَا اِمَامَ الجِهَادِ دُونك نَفسي

 اَفْتَديهَا لوِ اِسْتُرِمَّتْ رِمَامُ

 

اِذْ نَرى فيكَ قائدًا اوحَدياً

 يَحْتَفى بالْتِقَائِهِ الأَنْسَامُ

 

شَعبُنَا الْيَومَ في العِرَاقِ جَريحٌ

 فَمتى جُرحُ شَعْبِنَا يَلْتَامُ

 

صَوْتُكَ النَاطِقُ الجرئ يُجَلّي

 ملْءَ اسْمَاعِنَا بأَنْ لا تَنَامُوا

 

اِنَّ كيدَ الأعْدَاءِ أحْدَقَ فيكمْ

 فَادْحَرُوا كيدَهُم لكَيْلا تُضَامُوا

 

«مَنْ يَهُن يَسهُلِ الْهوَانُ عَلَيهِ

 ما لِجُرحٍ بميّتٍ اِيلاَمُ»

 

ُقْلتَ: لَيلُ الْعراقِ لَيْلُ ظلامٍ

 سَرمَديٍّ فهَلْ يُزاحُ ظَلامُ

 

لَنْ يُزيحَ الظَّلامَ اِلاّ رِجالٌ

 عَاهَدُوا كَي يُحَكَّمَ الإِسْلامُ

 

ناشِرًا ظلَّه الْظَلَيل عَلَى الكَوْ

 نِ، حَلالٌ هذا وهذا حَرامُ

 

فسَلامٌ عَليْكَ مَولايَ مِنَّا

 مَا تعَالى رُكنٌ وَطيفَ مَقامُ

 

يَا سَليَل الْحسَيْنِ حَسبُك شأنًا

 أنتَ نَجْلُ الأمامِ بَلْ وَالأمامُ

 

كلُ عَامٍ آتٍ اليكُم لَهيفًا

 اَتَسَلّى اَشْدُو وَيَحْلُو السَّلامُ

 

فَلئِن كانَ شِعرُنا عاطفيًا

 فَسُدَاهُ محبَّةٌ وهُيِامُ

 

ُلحْمَةُ الشِعرِ في رُؤَانا انْبِثاقٌ

 مِنْ هَوَى الرُوحِ لَفَّها اسْتِلهامُ

 

دَامَ ظِلٌّ مِن فَيْضِهِ نَتَروّى

 ذَاكَ فَيْضُ الشَريعَةِ المُستَدَامُ

 

مُدَّ في عُمْرِهِ وَدامَ بَقَاهُ

 صَادِقً في لِقَاهُ يُقضَى المَرامُ

 

فسَلامي علَيْهِ يُستَافُ بَدْءًا

 وَبِمِسْكٍ يَفُوحُ مِنْهُ خِتامُ

 

كربلاء المقدسة 20/ ج2/1427 هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3 تموز/2007 -16/جماد الاخرى/1428