النقد الادبي.. في رؤية الشهيد السيد حسن الشيرازي

 شبكة النبأ: النظريات المتعددة والمدارس المتنوعة التي يزخر بها المشهد النقدي العربي والعراقي على وجه الخصوص.

في الغالب هي ليست نظريات نابعة من الخصائص الثقافية او الادبية العربية وانما هي مستدعاة مما افرزته التطورات النقدية الغربية وقطعا هي افرازات نابعة من تطور تاريخي مرّ بمراحل مؤثرة في انبثاق تلك النظريات او المدارس النقدية، فيما يتخبط النقد الادبي العربي او لنقل يتنقل ويتداول النقد الادبي العربي بين تلك النظريات.

وقد يتخذ النقاد رؤياتهم النقدية وفق مدارس معينة وبذلك يخلقون ما يسمى بالمناطق النقدية. ورغم إصالة تلك المذاهب او المدارس بنفسها كونها تعبر عن تجربة تأريخية مرت بها المجتمعات الغربية إلا انها ليس بالضرورة متوافقة مع الخصيصة العربية وان اتفقت معها بالعام الكلي كتجربة انسانية يخوض غمارها الانسان في أي من اصقاع الدنيا.

وعلى هذا فلا توجد لحد الآن نظرية عربية تتخذ اصالتها من واقع مجتمعي وتاريخي وثقافي

و ما يطرحه الشهيد السيد حسن الشيرازي (رحمه الله) فلا يعدو ان يكون في العام المفترض وان كان يعبر بشكل حميمي عن البساطة النقدية الحقيقية التي تعبر عن المدخل الملائم لتاسيس نظرية عربية في النقد الادبي، وهذه البساطة انما تجد مصداقها في البساطة الثقافية كون المجتمع العربي او العراقي لم يتصدر الى التعقيدات المتشابكة لإفرازات الصناعة، فهو مجتمع زراعي في العموم حتى ان المدن تدين بنسق الزراعة والقبلية، ولا يوجد في الحقيقة أي تطور على صعيد التعاملات التي تجد لها نظير في الدول الغربية، ولذا فان الطبيعة العامة تتسم بالبساطة وضمور الفردانية في الكل السيوسلوجي، او الايحاء المثيولوجي والذاكرة الجمعية.

ويعني هذا ان الفردانية غير مؤهلة للولادة الا باشكال نادرة ويستدعي ذلك عدم التفاعل معها او انها لا تنمو إلا بعسر في سعة من الاغتراب.

ويرى الشهيد الشيرازي(رحمه الله)، ان التصدي للنقد الادبي هو عملية تقويمية في الكشف عن:

* القيم المختزنة في النص.

* موازين الاصول الادبية.

* القيم الشعورية والتعبيرية.

ومن الشروط التي يتمتع بها الناقد:

* الذوق الادبي الموهوب.

*الاحاطة بالعلوم والمدارس النقدية.

* التجرد.

* القدرة على الاستجابة للتطورات الجديدة.

ويؤكد الشهيد الشيرازي على عدم الاكتفاء بالنقد الادبي أحادي الجانب في كونه متصديا لشروط العمل الادبي فحسب وانما يشمل النقد في نظرته الجانب التاريخي والجانب النفسي وذلك لوجود العلاقة الجدلية الحميمة بين كل هذه المكونات.

كون النقد الادبي وجه قاصر ما لم يؤازره المكون النفسي والتاريخي وذلك لأنه اثناء تحريره،وما دام النص الادبي نتاج مزيج من العوامل والعناصر الادبية والتاريخية.

ومن الممكن ان يطغي احد هذه الجوانب الثلاث على نص ادبي حتى يتضاءل الجانبان الاخران.

إلا انه لا يستطيع ان يطغي عليه طغيانا كاملا او يتملصان إزاءه تماما، بل تتارجح الجوانب زيادة ونقصانا ولكنها تبقى على كل حال وهذا يمكن تسميته بالنقد الجامع.

وفي كتاب العمل الادبي لمؤلفه السيد حسن الشيرازي يطرح نماذج من الشعر العربي كمقياس جدلي في إيضاح الفحوى النقدية وكنماذج جاهزة لتبيان التدرج النقدي ثم يقترح امور لاتخرج عن التبيان الذي نقدمه الآن للقارئ الكريم، عن رؤية السيد حسن الشيرازي في النقد الادبي وتاكيداته حول ايجاد نقد عربي نابع من الخصيصة العربية ومستفيدا من تجارب النقد الادبي الاوربي برمته باعتباره تجربة انسانية تواصلية لها طابع الاستمرار.

والنقد الادبي في العموم يسير حثيثا باتجاه ان يؤسس له نظام نقدي يحمل سماة الثقافة العراقية

ويستقرئ مضامينه الحقيقية من تراث وتاريخ وسير  ورموز دينية، طالما يحاول ان يمسك بزمام امره وهو يتصدى لبناء حياته الجديدة متحديا مخاطر هذا الطريق الشائك ومستهديا بالشخصيات النورانية التي عبدت الطريق بالتضحيات والدماء، من آل بيت الرسول والعلماء الاجلاء المعبرين عن اصالة الاسلام التواصلي المعتدل المتسامح الذي يطرح اللاعنف كمنهاج يؤلف القلوب بين بنو الانسانية، والمعبر احسن تعبير عن شخصية العراقي اللاعنفية.

وقد ظهرت في الاونة الاخيرة كثير من الاصوات المهتمة بمجال الادب او النقد الادبي التي تدعو الى تاسيس نقد ادبي عراقي يحمل سماة المجتمع بما فيه من شكل ومحتوى وعمق ليكون انموذجا يمكن ان يستفاد منه النقد العربي، ولا تعني هذا التوجه الغاءا للنقد المتداول وانما هو تفاعل الاصيل مع الانساني، ليشكلا الاثنين ثقافة انسانية تحتفظ بالخصوصي بلا استلاب او تهميش.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3 تموز/2007 -16/جماد الاخرى/1428