الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

إحياء زيارة الأربعين نصرةً للامام الحسين (ع)

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

 

شبكة النبأ: عندما يقطع الزائر الكريم مئات الكيلومترات سيرا على الاقدام، متوجها الى مدينة كربلاء المقدسة، في مناسبة عظيمة وذكرى خالدة، ألا وهي زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام، فإنه يحتاج لأيام عديدة قاطعا المسافات ليلا ونهارا، حتى يصل الى المرقد الشريف، واثناء رحلته الطويلة هذه سيحتاج الى خدمات كثيرة، واذا عرفنا أن أعداد الزائرين المشاة تبلغ الملايين، عندها يمكن أن نتصور مقدار الجهد المطلوب لتلبية احتياجات الزوار من مأكل ومشرب ومنام وما شابه، هذه الخدمات يقدمها خَدَمَة اهل البيت وأتباعهم بحذافيرها الى الزوار الكرام، فهناك آلاف الحسينيات المنتشرة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة عبر جميع المدن العراقية، حيث يشترك أهل العراق بتقديم هذه الخدمات وهذه الجهود المباركة عن طيب خاطر، مساهمة منهم بإحياء مراسيم زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام.

وهذه المساهمة المستمرة على مدار الزمن، إنما تأتي من لدن المسلمين المحبين لآل البيت الأطهار، إيمانا منهم بأنهم ينصرون الامام الحسين عليه السلام بخدماتهم وإسهاماتهم هذه، ونعني الطرفين بذلك، مَنْ يقدمون الخدمة للزائرين، ومَنْ يتكبدون عناء المسافات الطويلة قاصدين المرقد الشريف وكربلاء المقدسة سيرا على الاقدام، هذا الطرفان إنما يبذلان جهودهم كافة من اجل أن يرضى عنهم الامام الحسين ويكون شفيعا لهم عند الله تعالى في دنياهم وآخرتهم، ولا شك أن الجانب الذي يتعلق بتطبيق ما يريده الامام عليه السلام ومبادئه المعروفة، إنما يشكل مطلبا مهما من الزائرين، لأن الهدف هو ليس المشي بحد ذاته، ولا تقديم الخدمات المذكورة للزائرين بحد ذاتها، إنما الهدف هو التمسك بمبادئ الامام الحسين عليه السلام التي تتعلق باصلاح الذات والجمع، لأن الإمام هو القائل أمام رؤوس الاشهاد وأمام التاريخ (إنما خرجتُ لطلب الاصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله)، لذلك تعد مثل هذه الاسهامات المباركة من الطرفين الزوار المشاة ومن يخدمهم نصرة للامام الحسين عليه السلام.

يقول سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى، السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، في احدى كلماته القيمة: (إن من أبرز مصاديق نصرة الإمام الحسين صلوات الله عليه هي الحسينيات والمواكب، وهي ولله الحمد منتشرة في أرجاء العالم، في الدول الشيعية، وغير الشيعية، وفي الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وتمارس فعالياتها الحسينية). ولعلنا لاحظنا تلك الاعداد الهائلة للحسينيات والسرادقات المنتشرة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة.

الثواب والعناية الإلهية

من الفضائل الكبرى التي يحصل عليها خادم أهل البيت الأطهار، وأبي الاحرار عليه السلام، أن العناية الإلهية لا تنحصر في شخصه فقط، بل تمتد الى ذريته، وحتى آبائه وأجداده، فمن يخدم الزائرين إنما يؤكد نصرته لمبادئ الفكر الحسيني بكل ما ينطوي عليه من فوائد كبيرة للانسان الفرد والمجتمع، لذلك تعد هذه الخدمات بمثابة الإنتصار للقيم الإنسانية العظيمة المتوّلدة عن مبادئ المنهج الحسيني الهادف الى رفعة الانسان وإعلاء شأنه والحفاظ على قيمته وحرمته من الانتهاك والتجاوز والظلم، مهما كان مصدره.

لذلك ينبغي أن يحرص الناس على عدم فقدان او خسارة هذه العناية الالهية، كما يؤكد ذلك سماحة المرجع الشيرازي بقوله في هذا المجال بكلمته المذكورة نفسها: (إذا حرم الإنسان من العناية الإلهية ومن النظر الإلهي، فهكذا إنسان سيخسر دنياه وآخرته. وأما إذا حظى الإنسان بالعناية والنظرة الإلهية، فستكون من آثار وبركات هذه العناية على هذا الإنسان هي أن ذريته من بعده سيوفقون للتمسّك بأهل البيت صلوات الله عليهم ولخدمتهم، وسينالون هم وآبائهم وأجدادهم الأجر والثواب الإلهي الخالد في الآخرة).

ولا شك أن كل الأزمنة تحمل معها موجات من التشكيك في مكانة أئمة اهل البيت عليهم السلام، وتمتد هذه الشكوك لتطول مراسيم احياء ذكرهم، سواءً في زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام او غيرها من المناسبات الدينية، لذلك لا يمكن للمؤمنين أن يتوقفوا عند هذه الموجات من الشك، إلا من باب التصحيح، فمن يغيب عنه الاثر الروحاني الكبير لمثل هذه الزيات، ينبغي ان يتم تنويره بالأدلة والشواهد التي تساعد على الوصول الى قناعة المشكك بأهمية المواكب والحسينيات ومراسيم العزاء وما شابه.

يقول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الموضوع: (بعض الأشخاص يدّعون ادّعاء غير جدير، حيث يقولون بأنه في زمن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم، لم تكن بعض الشعائر الحسينية التي نشاهدها اليوم. فنقول لهم: وهل في زمن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم كانت القبب والمنارات على مرقد الإمام الحسين صلوات الله عليه وعلى مراقد باقي الأئمة صلوات الله عليهم؟ فهل هذا يعني أن نترك مراقد أهل البيت صلوات الله عليهم بلا بناء ولا إعمار وبلا قبب ومنارات، لأنها لم تكن في زمنهم صلوات الله عليهم)؟!ويضيف سماحته في هذا المجال ايضا: (كذلك في زمن الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم لم تكن الحسينيات والمواكب منتشرة في العالم كما هي اليوم، فهل يصحّ أن نترك تشييد وبناء وتأسيس الحسينيات والمواكب عالمياً لأنها لم تكن منتشرة عالمياً في زمن المعصومين صلوات الله عليهم؟).

تعظيم الشعائر الحسينية المقدسة

من هنا لابد أن نمضي قُدما في تعظيم الشعائر الحسينية، لسبب واضح أنها تعمّق إيمان الانسان، على المستويات المختلفة، فهي تنمّي وتطور الجانب الروحي في الانسان، وتجعله قادرا على مواجهة الصعاب، كذلك تمنحه دافعا للتغيير نحو الافضل، والانتقال من عدم المعرفة الى الفهم والدفاع عن الحقوق والحريات، لذلك ينبغي ان لا يكون هناك تقصير في الدعم ماديا او معنويا.

كما يؤكد ذلك سماحة المرجع الشيرازي في قوله: (على الجميع، في كل نقطة من العالم ومهما كان عملهم ومستواهم، أن يسعوا إلى بذل قدراتهم وإمكاناتهم في سبيل خدمة وتعظيم الشعائر الحسينية المقدّسة، وفي سبيل إحياء عاشوراء وإحياء النهضة الحسينية المقدّسة الإصلاحية الإنسانية، وأن لا يقصّروا أو يتهاونوا في تقديم الإعانات المالية والمادية والجسمية)

ولا شك أننا مطالبون بتشجيع الناس وحثهم، على المشاركة في احياء المراسيم والشعائر المقدسة، كما نلاحظ ذلك في زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام، على ان يكون الاهتمام متواصلا لاسيما في تأسيس وبناء المؤسسات والحسينيات التي ترعى وتقيم هذه الشعائر.

لذا يؤكد سماحة المرجع الشيرازي قائلا في هذا المجال: (ينبغي تشجيع وحثّ الآخرين، من أجل إحياء الشعائر الحسينية المقدّسة، التي تشمل إقامة المجالس الحسينية والعزاء وتأسيس وبناء الحسينيات والمواكب وأمثال ذلك). لذلك فإن الاهتمام في مجال التأسيس والبناء والتطوير الذي يصب في تهيئة إحياء المراسيم الحسينية، إنما يعد مشاركة مهمة وجوهرية يحصل عليها القائم بها على الثواب الذي يستحقه، كونه يبذل قصارى جهده في الانتصار للقيم الحسينية العظيمة.

وهناك فعاليات متعددة، بل كثيرة يمكن أن نقوم بها، كل حسبما يستطيع، وحسب قدراته المادية وسواها، لكي يشترك بإيمان في تعظيم الشعائر، كما نلاحظ ذلك في هذه الايام المباركة، ما يقدمه الناس من كل حدب وصوب، من خدمات للزائرين الكرام، ويبقى الهدف من هذا السعي وهذه الجهود، رضا الله تعال وشفاعة الحسين عليه السلام لمن يقوم بها، كونه يروم خدمة الفكر الحسيني والقيم الحسينية التي تسعى وتهدف للاصلاح.

 من هنا يؤكد سماحة المرجع الشيرازي على اهمية ان نسعى الى الفوز بالسعادة في الدارين الاولى والأخرى، وهذه الفرصة تبقى متاحة لنا، من خلال المزيد من الفعاليات والخدمات التي تعظّم الشعائر المقدسة، كما يؤكد ذلك سماحته قائلا: (علينا جميعاً أن نسعى إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، وأن نقوم بالمزيد والمزيد من الفعاليات في سبيل مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، وأن نتحمّل ما نواجهه في هذا الطريق من مشاكل ومتاعب).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/كانون الأول/2014 - 18/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]