ـ الإمام الحسين عليه السلام يحاكي ابن أخيه القاسم في المعركة:
(عَزّ والله على عّمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك ثم لاينفعك: صوت
والله كثر واتره وقلّ ناصره).
ـ (ضمير المتكلم): عرفتك منذ زمن ياسيدي، شاخصا في ذاتي فأنت
الطهر المقدس الذي أرخ معنى وجودي... ألهمتني بكرمك سّرا من أسرار
معرفتك، فتنقاد نفسي في عوالم أعجز الولوج فيها بدونك.. في معنى
وجودك يتحقق معنى وجودي.
ـ (المجدّد الراحل): يشق طريقه الى الضفة الأخرى، ذاته كينونة
وجود تعشق أحرف كلمة اسمها (الحسين).... فالحسين هو (الفصل) وكلنا
نصيصات ذاك التناص ودلالات في معنى المعنى (النص الأول)....
فالحسين هو التأويل بعد التنزيل والصلاة والصراط المستقيم والمجدّد
ينهل منه فصدح صوته في عالم الوجود، ليصبح حرفاً من تلك الكلمة
(الفصل) تُعلم الأجيال... أما أنا الآخر الحاضر في غيابه المتأخر
عن وجوده الزماني ايقونة تحكي رمزية الصورة (الحسين) وأنت
(المجدّد) صرت مؤولا للنص الأول في ذات الآخر (نحن)، وفي غيابك
الأبدي اصبحت حاضرآ معي (ضمير المتكلم) لنكون سوية عنده... عرفت
يوم اغترفت شربتك الأولى من الينبوع السماوي (الحسين) يا أيها
المجدّد لتكون العُرف والمعنى في رمزية المعنى الأول.
ـ (ضمير المتكلم) نعم ياسيدي الإمام الراحل.. أعرف جيدآ هو جدك
العظيم، الذبيح، المقطع.. آهٍ آه... تذكرت في (جًلجلثة) وهو موقع
يقع خارج مدينة القدس، قالوا: هنالك صلب المسيح، قال الله تعالى
(شُبّه لهم).. ووحدك كنت الحقيقة الصادقة والذات الناطقة (ياحسين)
وجسدك الطاهر يسجد في سكون وطهر مقدس سماوي يتعبد... نعم سيدي
الإمام الراحل تعلمت منك في صمت أن نكون، لكنك سكنت جسدآ وبقيت
روحا، عانقتني نفسا ففاحت نفحة سماوية في حُلم أواخر هزيع ليل
حزين، تكدرت السماء ألماً، فأحسست أن عبق الرائحة من عبق ذاك
الضريح، في سكون ريح وسجود عالم وتسبيح شيخ في بيت طيني يعبد الله
كأنه يراه... هكذا أفهمك ياسيدي وغيري يفهمك مثلي، لأن في فهمنا
معنى الحرف (أنت) في أصل كلمة الفصل جدك (الحسين).
ـ في صبيحة يوم عاشوراء صلّى الإمام الحسين عليه السلام بأصحابه
صلاة الصبح ثم قال (إن الله تعالى أذن في قتلكم وقْتلي في هذا
الُيوم فَعَليكم بالصبّر وَالقتالٍ) صوت صدح بالحق ونور من السماء
نزل يبشر بالحرية، دماء مزجت تراتيلها بقول لا إله الا الله، إمام
حق وعصمة مسددة بالنبوة، لكن العرب أبت الا ان تحمل أثام الجاهلية،
وتزهق روحا عجنت بطين النبوة والإمامة.
عندما نبحث عن المعنى فلا نجد هناك دلالالة رمزية أو موروثا أو
إعتقادا دينيا أو أحسابا وأنسابا وأعرافا أو مفاهيم، تسمح للذات أو
العقل الجمعي أو السلطوي بذبح وسبي أبناء الانبياء وأهليهم من
النساء والاطفال. |