يَرْعَاكَ جِبْرِيْلٌ يَشِدّ خُطَاكَا= خُذْ
كَرْبَلاءَ فَقَلْبُهَا نَادَاكَا
اللهُ كَوّنَهَا فَكُنْتَ مِدَادَهَا =حَيْثُ
اسْتَطابَ تُرابُهَا بدَمَاكَا
فَكَتَبْتَ للأَحْرَارِ حُرّ طَرِيْقَهُمْ
=بَدمَىْ الشَهَادَةِ حَينَ مُدّ لِوَاكا
يَا دَعْوَةَ الرّسْلِ الذّين تسَابَقُوا
=يَدْعُونَ رَبّ العَرْشِ فِي أشْلَاكَا
قدْ سَلّمُوا وَعَلَيْكَ تَجْرِيْ دُمُوعُهُمْ
=وَعَزَاؤُهُم إنّ الإلَهَ يَرَاكَا
هَذا الخَليْلُ وَقَدْ فَدَاكَ بذَبْحِهِ=
مَتَأَسّياً للهِ فِي أبْنَاكَا
وَحَبَاكَ إسْمَاعِيْلُ صَبْرَ دِمَاءِهِ
=وَهْوَ الذّبِيحُ وَذَاكَ مِنْ أسْمَاكَا
يَا صَبْرَ أيّوُبٍ عَلى الكَرْبِ الذّي =مَا
نَالَهُ فِي كَرْبِهِ عُشْرَاكا
يَا دَمْعَ يَعْقُوبٍ ليُوسِفَ يَشْتَكِي=
جُرْحُ الغِيَابِ وَقَلبُهُ يَهْوَاكَا
وَعَصَا الكّلِيمِ بكَرْبَلاءِ تَسَلّمَتْ
=كَلِمَاتِهَا في الطّورِ مُذ صَلّاكَا
وَبِكَ المَسِيْحُ بِمَهْدِهِ مُتَفَهّمٌ
=إنْجِيْلَهُ يَهْدِيْ بِكَ الإدْرَاكَا
ذَا أحْمَدٌ يَبْكِيكَ فَلْذَةَ قَلبِهِ= دَمْعُ
البَتُولِ بُكَاؤُهَا أبْكَاكَا
والمُرْتَضَى يَنْعَاكَ فِيْ أحْزَانِهِ
=شُلْوَاً بِمَا وَهَبَ الطّفُوفَ مَدَاكَا
يَا ثَوْرَةً تَحْكِي لرُوْحِ المُجْتَبَى =
حَيْثُ الشّهِيْدُ بَكَرْبَلَا أَوْلَاكَا
أَنْتَ الحُسَيُْ إلىْ الشَرَائِعِ جَذْوَةٌ=
تَبْكِيْ السَمَاءَ وَتُحْزِنُ الأَمَلَاكَا
قُرْبَانَ عِشْقٍ قَدْ رَسَمَتَ طَرِيْقَهُ=
وَفَرَشَتَ لِلأَرْزَاءِ خَطّ وِلَاكَا
ذَا الأَكْبَرُ المُقْدَامُ وَجْهُ مُعَفّرٍ=
قَدّمْتَهُ لِلذَبْحِ فِيْ مَسْرَاكَا
والقَاسِمُ العّرِيسِ قَدْ خَضّبْتَهُ =بَدَمِ
الخُلُودِ شَبَابَهُ أَشْجَاكَا
وَالصّحْبُ والأحْبَابُ نَذْرَاً قَدْ وَفَوا=
كَرضِيْعَكَ المَذْبُوحِ مُذْ وَفَّاكَا
قَ ارْخَصُوا يَوْمَ الفَدَى أرْوَاحَهَمْ=
وَلَكَمْ سَمَا العَبّاسُ فِي رُؤْيَاكَا
كَفَاهُ يَا رَمْزَ البُطُوْلَةِ مُذْ هَوَتْ=
هَدّ اللّوَاءَ وَزَلْزَلَ الأَفْلَاكَا
وَهَوَيْتَ طَوْدَاً وَالمُثَلّثُ مَاثُلٌ=
عَطَشَاً يَهُزّ العَرْشَ مُذْ لَبّاكَا
فَغَدَا وَرَأْسُكَ فَوْقَ شَاهِقَةِ القَنَا
=يَمْحُوْ الضّلَالَ وَيَسْحَقُ الإشْرَاكَا
وَيَثُوْرُ قَلْبٌ مِنْ مَدَامِعِ زَيْنَبٍ= يَا
رَبّ فَاقْبَلْ نَحْرَهُ لِرَضَاكَا
وإذَا بَصَوْتِ الحِزْنِ يَغْرَقُ نَادَبَاً
=مِنْ خِدْرَهَا تَشْكُو: لِمَنْ نَنْعَاكَا
وعَلِيّهُ السّجَادُ فِي أَقْيَادِهِ = رَهْنَ
البُغَاةِ لِحُزْنِهِ أَوْلَاكَا
يَا أيّهَا الأُفُقُ المُزَارُ تَحُوطُهُ=
بَالأَرْبَعِيْنِ مَلَائِكٌ تَحْيَاكَا
هَذَا الطّرِيْقُ إليْكَ مُلْءُ قَوَافِلٍ=
للعِشْقِ تَرْنُو خَفْقَةً بِسَمَاكَا
لمْ يَرْعِهَا حُقْدُ البُغَاةِ وَغَدْرِهِمْ=
وَأَتَوْا إِلَيكَ بِمُهْجَةٍ تَلْقَاكَا
خُذْ يَا حُسَيْنُ مَعَ الدّمَاءِ قُلُوْبِنَا=
إنّا شَرَبْنَا مَعَ الحَيَاةِ وِلَاكَا
وهَوَاكَ يَرْفُلُ بالوَفَاءِ وَإنّناَ =نُزُلٌ
عَلَيْهِ نَرُوْمُ فَيْضَ عُلَاكَا
فَفِدَاكَ رُوْحِيَ يَا حُسَيْنُ وَمُقْلَتِي=
إنّ الحَيَاةَ بَأَهْلِهَا تَفْدَاكَا |