الحسين نسمات عشق يتنفسها العراقيون في شرايينهم ويحفظونها في
مآقيهم، وعلى نهج الحسين وأبيه وجده نسير ونمضي وبكلماتهم التي
أطلقوها في ارض العراق نخط هوية الوحدة العراقية التي عزمنا على أن
لا نحمل هوية سوها..
مذاهب واديان وقوميات تصطف في مواكب تتلوها مواكب ومجاميع بشرية
تمدها مجاميع أخرى وحشود من رجال ونساء وشيوخ وأطفال ومقعدين
تحملهم عربات، وعلى مد البصر، ترى أولهم دون أن تلحظ آخرهم، بحر
متلاطم من الرايات متعددة الألوان وأعداد مليونية نظمت مسيرها يد
السماء بمحاذاة الفراتين من جنوب العراق وشماله ليشكلا انهرا لا
نهرين لان ضفاف الفراتين فاضت بهم دون مقدرة على استيعابهم لتعلو
هذه الجموع البشرية على ارض العراق كلها ولتغطي شوارعه الرئيسة
منها والفرعية فضلا عن الخطوط السريعة، أمواج بشرية تتلوها أمواج..
وأمواج.. كلها تتحرك بنسق واحد رافعة الأيدي وواضعة إياها ينظمها
إيقاع واحد ومرددين شعارات الولاء لأهل البيت(ع) وباعثين ببطاقات
الحب لمن علمهم الحرية وأعطى دمه ودماء ذويه وأصحابه ثمنا لها،
وليقدموا البيعة لإمام زمانهم الإمام المهدي(ع) بيعة لا رجعة فيها
لان يد السماء امتدت لتؤيدها.
فالحسين نسمات عشق يتنفسها العراقيون في شرايينهم ويحفظونها في
ماقيهم، وسمفونية الثورة الحسينية هي التي عزفت لحن الهوية
العراقية في سلوكياتٍ تبعث برسالة إلى كل من يخالجه عناد أو يعتريه
شك، رسالة قوامها : ان حب الرسول والزهراء وعلي والحسن والحسين
والأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) زادنا ورضا محمد وأهل بيته
ماؤنا الذي يروي الظمأ وهو دربنا الذي ارتضيناه لأنفسنا دون أي درب
آخر، وعلى نهج الحسين وأبيه وجده نسير ونمضي وبكلمات الحسين التي
أطلقها في ارض العراق نخط هويتنا العراقية التي عزمنا على أن لا
نحمل هوية سواها.
فابن أبي طالب أسس العراق بعد الفتح ورسم هويته وجاء الحسين
ليختمها ويصدقها بدمه ثم مباركا نهج الزهراء وأبيها المصطفى فلله
درك يا عراق.. جميل أنت ومن حقهم أن ينقموا عليك فقد قصد الأنبياء
والأئمة والأصحاب، وقصدتك الملائكة راغبة، وقصدك الحسين وكنت أهلا
لمقصده بإحياء ذكره، فأعداؤهم أعداؤك ومن قاتله لازالوا يقاتلون
العراقيين، والعراقيون اهل لصدهم لذا لن تزول بتفخيخات واهية، وان
الزائلين هم الذين ناصبوك وناصبوا حسين الحرية العداء. |