الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1435 هـ
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

يوم عاشوراء.. الإرادة الحرة للامة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: بعد أيام قلائل، وتحديدا يوم العاشر من محرم الحرام، ترتفع راية الامام الحسين (ع) امام رايات الجيوش التي أعدها يزيد ليوم المواجهة، بضع عشرات من أصحاب الحسين وابيه، امام جيوش من كل الامصار حشدت للقضاء هذه القلة، لكن لماذا؟، وما لذي أرعب يزيد لهذه الدرجة حتى يجمع عشرات الالاف من الجند ويقضي على الحسين (ع) وأصحابه، ويسبي اهل بيته بهذه الوحشية التي سردها لنا التاريخ؟.

بعيدا عن التاريخ، وبالعودة الى وقتنا الحالي، الم تتكرر هذه الصورة في أكثر من مناسبة، وخذ البحرين مثلا؟.

الكل يتذكر ما يسمى ثورات الربيع العربي التي اثارت حماسة المواطنين في العالم العربي بأحلام الحرية والديمقراطية ورفض المستبد واسقاط الأنظمة الفاسدة، والتي انطلقت شرارتها الأولى في تونس عام 2011، ومنها الى مصر وليبيا والبحرين واليمن وسوريا والسعودية وغيرها من الدول العربية، الا ان ردود الأفعال الحكومية كانت مذهلة ومثيرة للاشمئزاز، ففي البحرين اجتمعت قوات من عدة دول (البحرين، السعودية، الكويت، الامارات) من اجل مجابهة المدنيين المطالبين بالإصلاحات الدستورية والعدالة الاجتماعية، واستخدمت خلال المواجهة مع المتظاهرين، كل الاليات العسكرية والعتاد الحربي، وراح ضحية لذلك المئات بينما اعتقل الالاف، ولكن هل انتهت الثورة عند هذا الحد؟ او توقف المطالبين بحقوقهم عن الكلام؟.

لا مساومة

ربما نشط يوم عاشوراء الإرادة الحرة للامة قبل ان تغط في سباتها الطويل، الصرخة التي رفضت المساومة (الا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة)، والذلة (هيهات منا الذلة)، موضحا ذلك بأروع الكلمات (يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام)، تلك الصرخة التي حاولت استنهاض الهمم في النفوس الابية، حيث لا مساومة على الحق مع الباطل، فقد أرادها الحسين (ع)، مدوية وواضحة، فالثورة ضد الظالمين ليس لها، كما يجري اليوم، سوق تباع فيه الحقوق وتغيب الحريات وتجري المساومات كما الحال في أسواق البيع والشراء، ولعل هذا ما تخشاه الأنظمة المستبدة، كما خشاه يزيد سابقا، التي لا تريد الاستماع لصوت شعوبها، وتحاول جاهدة اسكات الأصوات المعارضة او الرافضة للظلم والتميز، خصوصا إذا ارتبطت هذه الأصوات مع صوت الحسين (ع) الخالد.

بالتأكيد فان المثال الذي طرحة الامام الحسين (ع)، للثورة ضد الظالمين والمستبدين، ورفض مجرد التفكير في مساومة الحقوق وهدرها، يهدد استقرار تلك الأنظمة وديمومتها، سيما وان عاشوراء لم ينتصر بمفهوم القوة المادية التي عادة ما يلجأ اليها من لا يملك العقيدة والايمان بالمبادئ، وانما انتصرت بالثبات على كلمة الحق، والإصرار على تجسيد الإصلاح رغم انوف المستبدين والتابعين لهم.

وقد ضحى الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء بكل ما يملك من اجل الثبات على هذا الموقف، وكان، سلام الله عليه، كلما اشتدت الرزية والقسوة من قبل اعداءه، يزداد بالمقابل صلابة وقوة، ولان (الإصلاح) الذي خرج الامام الحسين في سبيله "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، هو كلمة شاملة، وموقف عظيم، لا يقتصر على لحظات او ساعات او حتى أيام المعاناة التي مر بها الامام على قسوتها المفرطة التي ما شابهتها حكاية او موقف على مر التاريخ، فان ابعادها وتجلياتها التي شملت الإنسانية جمعاء، خير مثال على حيويتها وديمومتها.   

الخوف من عاشوراء

ليس الأنظمة المستبدة وحدها التي تخاف من احياء يوم عاشوراء داخل بلدانها فحسب، بل هناك وجوه أخرى تفزع من ذكر هذا اليوم، وتحاول طمس معالمه، وذكراه، فقد استهدفت التنظيمات التكفيرية اغلب مراسيم احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي (ع)، في العاشر من محرم الحرام، وكما فعلت القاعدة من قبل في العراق، وطالبان في باكستان وأفغانستان، وبوكو حرام في نيجيريا، وجبهة النصرة في سوريا، جاء تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش)، ليعلن الحرب ضد هذه المراسيم، وضد المسلمين الشيعة، ويهدد بتفجير المراقد المقدسة في كربلاء والنجف بالتفجير، في صورة قديمة اعيد احيائها من جديد، لا يعلل الا بمعنى واحد، انه الخوف من عاشوراء الذي يكشف عوراتهم وزيفهم، كما كشف زيف من قبلهم عندما قال "من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً عهده مخالفاً لسنّة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله".

قال الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون "هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام"، وقال الزعيم الهندي غاندي "لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين"، واضاف "تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر"، طبعا هناك مئات من الشخصيات، غير الإسلامية، التي تأثرت بالحسين (ع) في يوم عاشوراء، وقالت النثر والشعر في حقه، لماذا؟.

ببساطة، لان الامام الحسين في ثورة عاشوراء ناغم ووحد الإنسانية في موقفة ضد الباطل، مهما كان وجه ووجهته، ومهما كان عنوانه وقوته، لان الذي سينتصر في نهاية المطاف هو الشخص الذي رفض ان يساوم الباطل على حساب مبادئه، حتى وان اضطر الى ان يضحي في سبيل ذلك بكل ما يملك.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/تشرين الثاني/2014 - 7/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م

[email protected]