شبكة النبأ: الطف نهضة تاريخية قل
مثيلها في العالم، صوت يردده الاحرار، كل في مجال انتمائه الإنساني
للحياة، لم تكن رسالة الامام الحسين عليه السلام عابرة بل رسالة
أسست لمفاهيم إنسانية نبيلة، الطف وقائدها لا يتكرران في العالم في
الكثير من جوانبهما، الصوت الامام الحسين (ع) كل منا يقرأه وفق
معياره الثقافي والمعرفي، كيف يقرأ المثقف والمشتغل في الميدان
الثقافة النهضة الحسينية؟، (شبكة النبأ المعلوماتية) طرحت هذا
التساؤل على المعنيين بهذا الشأن من اجل الوصول الى قراءة فكرية
واعية.
المثقف ضمير الامة
فتح لنا الباحث حسن عبيد عيسى افاقه المعرفية لقراءة واقعة الطف
قائلاً: ان كل ما يبحث عنه المثقف من فرص للتأمل وفرص البحث سواء
في مجال التاريخ او المجتمع وسواهما من المجالات، يجده حاضرا جاهزا
في سيرة (الامام الحسين عليه السلام) ونهجه في نهضته والطريقة التي
فجر بها نهضته اضافة الى الثمار الرائعة التي قدمها الغرس الحسيني
الكريم. وعلى هذا الاساس فإن الحسين ونهجه وثورته من الامور
المتجددة دائما والتي تصلح لتعامل المثقف في كل زمان ومكان دون
الحاجة الى ارتكاب اية اسقاطات قد تحصل عند بحث شخصيات أخرى.
ولعل النهضة الحسينية هي المجال الذي يستطيع المثقف ان يلعب
بالدور الاساس له من خلاله. فهي المثال الذي يطمح المثقف الى
تجسيده في كل زمان يلوثه الطغاة بفسادهم في الارض وبسوء فعالهم.
لذا ولأن المثقف ضمير الامة ولسان حالها يكون دائما أمام النموذج
الاكثر انطباقا على واقعه حيثما وأنى ومتى كان ويكون. النجاح في
هذا الاقتداء ان تكون النظرة الى نهضة (الحسين عليه السلام) من
منظور الفهم السليم والدراسة المتأنية لأنها الحدث الاخطر في تاريخ
الاسلام كونها النهج الذي اقتدى به كل المصلحين اللاحقين. لذا فلا
عجب ان نجد مفكرين وقادة في مشارق الارض ومغاربها يكبرون في امامنا
عليه السلام تلك هي النهضة.
للرؤية للمستقبل
يرى الكاتب عبد الهادي البابي: ان الإمام الحسين (عليه السلام)
كانفي نهضته يفكر بالمستقبل لقد كان الناصحون ينصحونه وهم يفكرون
بالحاضر، ويقولون له: أسكت لا تتكلم.. أو أنك تلقي بنفسك إلى
التهلكة. وهذا هو الفرق بين من يعيشون الحاضر راحةً واسترخاءً
ومنفعةً وشهوة ولذةً، وبين من يعيشون الحاضر مسؤوليةً ورسالةً
وجهاداً، لأنهم المستقبليون الذين يريدون أن يحركوا الحاضر من أجل
أن يصنع المستقبل.. فمن لا يكون مستقبلياً لايكون حسينياً. والذي
يعيش الحاضر في ستغرق فيه لينسى المستقبل فلا يخطط له، لذلك علينا
عندما نحبُ الحسين أن نحب رسالته، ونحب الجهاد الذي جاهده، ونحب
الحق الذي أحبه، ونحب العدل والإصلاح الذي أراده .
القضية الحسينية ليست كما كانت
من جانبه قال الشاعر منير الفتلاوي: الفكر الحسيني او النهضة
الحسينية في تطور لا محدود،لأننا الان في عصر النهضة الفكرية
فأصبحت القضية الحسينية ليست كما كانت تطرح في السابق على المنابر
بل امست في عدة مجالات مهمه منها: (المسرح والشعر واللوحات
التشكيلية) هذا كله يصب في مجرى واحد هو تطوير رساله الامام الحسين
(ع)، لكي تصل الى العالم بأنقى ما تكون وفي ادق مضامينها،.
فكل حياة الأمام هي محطات تنويرية
يشير القاص انمار رحمة الله: الى ان الثقافة كمشروع إنساني
كبير، متعدد الرؤى، بحاجة إلى منار وشخصيات تعطي دفقة إيحاء ومثال
غير أسطوري، ملموس على أرض الواقع. لهذا استمدت الثقافة التنويرية
في كافة العصور رؤاها من الثائرين، على اعتبار أن الثقافة نقيض
السكون والرتابة المعرفية والفكرية.
ولكن للأسف مازال المثقف العربي بعيداً عن رموزه الضخمة، ومن
أسطع هذه الرموز هو الإمام الحسين (عليه السلام)، هذه الشخصية
العجيبة، المصححة فكرياً لكل ما هو معوج، والرافضة للتهميش
والتغييب والجهل والتفرد. أعتقد أن منطقة فكر (الإمام الحسين عليه
السلام) غير مقتصرة كما هو متخيل على واقعة استشهاده، فكل حياة
الأمام هي محطات تنويرية روحية وذات رؤية متجاوزة لحدود المكان
والزمان آنذاك. وعلى المثقفين الاستلهام من هذه الشخصية الصبر على
الدعوى، والثبات في منازلة الجهل .
اعرف الحق تعرف اهله
فيما يقول الصحفي ومدير تحرير صحيفة الحقيقة علي عبد الزهرة: ان
النهضة عملت على التأسيس والتأصيل لجميع الحركات الثورية الحقة
التي تلتها؛ فقد كانت خير مرجع لمعرفة طرفي النزاع (الحق والباطل)
والتمييز بينهما. كذلك كانت ثورة تدعو لكسر كل الحواجز التي وضعها
الطغيان البشري كحدود لفكر الاحرار؛ وصرخة تدعو الى البحث في حقيقة
كل شيء قبل اتباعه؛ والعودة به الى ميزان "اعرف الحق تعرف اهله".
باختصار ان الحسين ونهضته صراط بين الجنة والنار؛ فبها نميز الطريق
السالك الى الحق .
هكذا هي نهضة أبا الأحرار، صوت انساني يتدفق في عروق الحياة ما
بقي الدهر لما له من دور سامي. المثقف ضمير الامة لا بد ان يستلهم
منها قيم النبل في مقارعة الباطل وان يتخذ من (الامام الحسين عليه
السلام) قدوة كي يتعالى صوته. شهدت النهضة الحسينية انفتاحا كبير
على كافة الفنون والادب وهذه بدوره يؤسس الى خطابا معرفياً داعماً
للنهضة. |