وما ينطق عن الهوى، قول اصدق القائلين، الله تبارك وتعالى،
لحبيبه المصطفى، صلى الله عليه واله وسلم، لتتم الحجة وتلزم جميع
الخلق، على مر العصور، فيما يقوله الرسول الكريم للناس، فجاء قوله،
حسين مني وانا من حسين، الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة، الحسن
والحسين سيدا شباب اهل الجنة، وغيرها كثير من الاحاديث الشريفة، بل
ذكره القران الكريم في اية صريحة، وجزاهم بما صبروا جنة
وحريرا(سورةالانسان/الاية12)، في قضية اطعام اليتيم والمسكين
والاسير بما يملكونه من الطعام، وغيرها من الآيات الكريمة التي دلت
على العصمة الطاهرة.
واما حديث الثقلين، إني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما
لن تضلوا بعدي ابدا، وما ذكر يعني، تاكيدا من الله تعالى ورسوله
المصطفى، صلوات الله عليه وعلى اله وسلم، باتباع الائمة المعصومين
وطاعتهم والاقتداء بهم، بعد وفاة الرسول الاكرم، وذلك لنيل كرامة
وسعادة الدنيا والاخرة، وما ذكر انفا من نصوص، اتفق عليها المفسرين
والفقهاء والمؤرخين ومن جميع مذاهب المسلمين على انها بحق اهل
العصمة من ال بيت الرسول.
اذن الحسين عليه السلام خليفة الله ورسوله في الامة، وكان
خروجه واجبا لإنقاذ الدين من اعداء الدين من ال ابي سفيان الذي
حارب رسول الله ولم يدخل الاسلام الا بالسيف والخوف من السيف
والتآمر على الاسلام ومحاربته من داخل الاسلام، بعد ان مهد له،
مستغلا ما حدث من انحراف بعد وفاة الرسول الاعظم، ولم ترعى النخبة
من الامة ما وصى به رسول الله في غدير خم وغيره من المناسبات
الكثيرة، فكان ما كان.
ولم تزل البشرية بعد ان عاشت ولازالت تعيش الجور والهوان
والحرمان والحروب والدمار، وهكذا كانت الثورة مفترق طريق، بين الحق
والباطل، كما كان بين ابينا ادم عليه السلام وابليس، وكما سيكون
بين امامنا المنتظر عجل الله فرجه الشريف وبين قوى الظلام، والتي
تهتف اليوم، يايزيد، ويا ابا سفيان نحن لازلنا على دين آبائنا!،
وبكل تأكيد هذا المفترق لاينحصر بمذهب اودين او امة، لان للحق
انصارا من جميع المذاهب والاديان والامم، وهذا ما برهن عليه الامام
الحسين عليه السلام في ثورته، حيث شارك فيها المسلم الشيعي وغير
الشيعي والمسلم وغير المسلم والعربي وغير العربي والمرأة والرجل
والابيض والاسود والكهل والرجل والصبي والطفل، انها ثورة من اجل
الاصلاح الذي يتطلب مشاركة الجميع، وليس من اجل السلطة، وبكل
تأكيد، الحسين لايحتاج السلطة، فما به من منزلة الامامة، وكرامة
وعزة واتصال بالرسول الاعظم وجاه وتكريم من المسلمين، لاتضيف له
السلطة شيئا، فهو ملك قلوب حتى الذين شهروا سيوفهم عليه!
* كاتب وباحث قانوني
[email protected] |