الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

دوامة العنف ضد الشيعة في العراق

اعتداءات طائفية للنيل من الشعائر

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: في كل عام تشهد مدنية كربلاء المقدسة أضخم مناسبة دينية في العالم، تجسدها حشود مليونية من المسلمين سيرا على الاقدام، لاحياء اربعنية الإمام الحسين (ع)، لذا يحاول اعداء الاسلام استهداف المسلمين باعتداءاتهم جوفاء، لتعكير التحضيرات الخاصة بهذه المناسبة الإسلامية العظيمة، وذلك من خلال استهداف الزائرين المتوجهين الى كربلاء بالهجمات الارهابية لقتل المسلمين وأذكى الرعب فيهم، وهذا يعني تشكيل دوامة تهديدات صارخة لاستمرار العنف الطائفية والانتهاكات الحقوقية والإنسانية على حد سواء، للنيل من الشعائر الإسلامية التي توحد المسلمين وحتى من غير المسلمين، حيث يشارك الشيعة مراسيم هذه المناسبة المقدسة العديد من المؤمنين المسحيين والطوائف الاخرى، كون هذه المناسبة أكبر موسم ديني ثقافي توعوي إرشادي في العالم، لأنها تستعيد مبادئ الثورة الحسينية ضد الظالمين والمفسدين، فيما عبرت المنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان عن قلقها من العنف الدموي الذي يستهدف المسلمين الشيعة في العراق.

فعلى الرغم من كل هذه الانتهاكات الصارخة آنفة الذكر، لا يزال المسلمون يسيرون على نهج الثورة الحسينية الخالدة ويتحدون الظلم والتطرف والإرهاب، وقد مثلت تضحية الشاب العراقي ايوب صفحة من صفحات الثورة الحسينية الخالدة، لأن هذه التضحيات مستمرة كشعلة تأبى الافول رغما عن جبروت الظالم. 

تضحيات مستمرة

فقد ضحى شرطي عراقي بنفسه بعدما احتضن مهاجما انتحاريا قبل ان يفجر نفسه، ليقتلا معا، مانعا اياه من استهداف مجموعة من الزوار الشيعة الذين يتعرضون لهجمات منذ ايام اثناء توجههم الى كربلاء لاحياء ذكرى اربعين الامام الحسين.

وقال ضابط في الشرطة برتبة عقيد لوكالة فرانس برس ان "انتحاريا فجر نفسه قرب زوار شيعة كانوا متوجهين الى كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) في بلدة الخالص" الواقعة على بعد 20 كلم شمال بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، واضاف المصدر ان "الحادث ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم الشرطي ايوب خلف (34 عاما) المسؤول عن حماية الموكب، والذي قتل عندما احتضن الانتحاري قبل ان يفجر نفسه، وهو ما قلل عدد ضحايا الهجوم".

ونشرت وزارة الداخلية بيانا على موقعها حول الحادثة جاء فيه ان "احد ابطال شرطة فوج طوارئ محافظة ديالى، وبعد شكه بأحد الاشخاص، قام بمداهمته، واحتضانه، ما دفع الارهابي الى تفجير نفسه، حيث تبين انه كان يرتدي حزاما ناسفا"، والشرطي ايوب خلف اب لطفلين (ست سنوات وتسع سنوات) ويسكن في الخالص، وقال احد اصدقائه ويدعى سعد نعيم لفرانس برس ان "ايوب استشهد دفاعا عن زوار الامام الحسين وسيبقى اسمه رمزا خالدا لانه انقذ ارواح العشرات من الابرياء"، مضيفا "سنثأر له من تنظيم القاعدة الارهابي ونبقى على موقفنا على طريق الامام الحسين". بحسب فرانس برس.

وراى من جهته ابن عمه حسن جاسم ان ايوب خلف الذي انضم الى الشرطة في العام 2008 "وقف في وجه الارهاب، فهو انقذ مئات الزوار من موت محتم ونحن نفخر به"، مطالبا الحكومة "بتخليد اسمه عبر تسمية احد شوارع الخالص باسمه، او وضع تمثال له في مكان الانفجار"، وذكر ايضا زميله في الشرطة جعفر ان ايوب خلف "كان شجاعا ومحبا لوطنه ومضحيا لاجله (...) وقد استطاع ان يسكت صوت الكفر والظلم من خلال تضحيته بروحه وجسده واتمنى لو كنت مكانه لاقف وقفة مشرفة امام ابناء محافظتي"، ولم تتبن اي جهة هذا الهجوم.

وقد قتل ثمانية من الزوار الشيعة، وذلك بعد ساعات من مقتل 24 في هجوم بسيارتين مفخختين قرب المحمودية، جنوب العاصمة، وفي بيان نشر على موقعها، اعلنت وزارة الداخلية ان "مسلحين مجهولي الهوية قاموا باطلاق النار على سيارة صالون كانت تقل زوارا سعوديين بالقرب من نقطة تفتيش في سامراء" (110 كلم شمال بغداد)، واضاف البيان ان الزوار كانوا في طريق عودتهم الى بغداد، وان الحادث ادى الى "استشهاد طفلة واصابة والدتها وتم نقلهما الى مستشفى بلد (70 كلم شمال بغداد) العام لاجراء اللازم"، واصدرت بعثة الامم المتحدة اليوم بيانا اعتبرت فيه ان "الاعمال الارهابية المماثلة مشينة وغير مبررة"، مضيفة انه "ليس هناك من عمل ارهابي يمكن ان يبعد العراقيين عن طريق الرغبة بإحلال السلام".

وفي هجمات اخرى اليوم، قتل مدنيان وجنديان في هجومين مسلحين منفصلين في شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد) والى جنوبها، وفقا لرائد في الشرطة ومصدر في دائرة الطب العدلي، وتمثل هذه الهجمات حلقة جديدة من مسلسل العنف اليومي المتصاعد منذ نيسان/ابريل، والذي حصد ارواح نحو اكثر من 400 شخص منذ بداية كانون الاول/ديسمبر، وسط عجز القوات الامنية عن وقف التدهور الامني الذي يرى مراقبون انه سيتواصل حتى الانتخابات المقبلة في نيسان/ابريل 2014.

هجمات إرهابية مع بدء احياء الأربعينية

من جهتها ذكرت مصادر بالشرطة العراقية ان ثلاثة تفجيرات انتحارية في العراق أودت بحياة 36 شخصا على الأقل يوم الخميس في هجمات استهدفت الزوار الشيعة قبل مناسبة شيعية هامة في الاسبوع القادم. بحسب رويترز.

وفي الهجوم الأول الكبير فجر انتحاري نفسه قرب سرادق عزاء مما أدى الى مقتل 16 زائرا شيعيا على الأقل وإصابة 31 آخرين في حي الدورة الذي تسكنه أغلبية سنية في جنوب بغداد.

وكان المراسل السابق لرويترز مهند محمد بين القتلى وأصيب ابنه بجروح خطيرة وفق ما ذكره أحد افراد اسرته.

وقال مسعفون ومصادر امنية إن مهاجما آخر فجر نفسه قرب اللطيفية على بعد 40 كيلومترا جنوبي بغداد وسط مجموعة من الزوار الشيعة التركمان كانوا قادمين من كركوك في شمال البلاد مما أدى لمقتل تسعة اشخاص.

وفجر انتحاري ثالث نفسه في اللطيفية مما أدى الى مقتل 11 شخصا.

ولم تعلن على الفور اي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات وهي الاحدث في سلسلة استهدفت مدنيين شيعة ومباني حكومية وقتلت العشرات هذا الاسبوع قبل أيام من إحياء ذكرى أربعينية الامام الحسين.

في الوقت نفسه قالت مصادر طبية ومن الشرطة إن مفجرين انتحاريين ومسلحين قتلوا عشرات الاشخاص في العراق في هجمات استهدف اغلبها الشيعة الذين يحتفلون بمناسبة دينية كبرى، وصعد مسلحون سنة مرتبطون بالقاعدة هجماتهم على قوات الامن ومدنيين واي شخص يدعم الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد مما يدفع بالعراق مرة اخرى الى أكثر مستويات العنف دموية في خمس سنوات.

وفي وقت لاحق في المساء قالت الشرطة ان سيارتين ملغومتين وقنبلة على الطريق انفجرت قرب سرادق عزاء في بلدة اليوسفية التي تقع على بعد 20 كيلومترا جنوبي بغداد مما ادى الى مقتل 24 شخصا على الاقل من الزوار الشيعة.

وانفجرت قنبلة اخرى على الطريق في حي ابو دشير الشيعي في جنوب بغداد فقتلت خمسة من الزوار الشيعة. وكانت سلسلة من السيارات الملغومة والقنابل المزروعة على الطرق انفجرت في وقت سابق يوم الاثنين في الاحياء التي يغلب عليها الشيعة في العاصمة مما ادى الى مقتل 27 شخصا على الاقل واصابة العشرات.

وفي الموصل على بعد 390 كيلومترا قالت الشرطة ان مسلحين في سيارة اعترضوا حافلة تقل زوارا شيعة الى مدينة كربلاء من بلدة تلعفر الشيعية الشمالية فقتلوا 12 منهم بالرصاص، واجهزة الامن في حالة تأهب قصوى منذ الاسبوع الماضي لتوقعها المزيد من الهجمات على الشيعة قبل احياء ذكرى اربعينية الامام الحسين.

استهداف شيعة العراق

الى ذلك قتل 15 شخصا على الاقل في هجمات متفرقة في العراق اعنفها تفجير مزدوج استهدف سوقا شعبيا في ضواحي بغداد، حسب ما افادت مصادر امنية واخرى طبية، واوضح عقيد في الشرطة العراقية لوكالة فرانس برس ان "عبوتين ناسفتين انفجرتا بوقت متزامن داخل سوق شعبي في منطقة النهروان شرق بغداد ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة 13 اخرين بجروح"، وفي الحسينية شمال شرق بغداد، اعلنت الشرطة مقتل شخصين واصابة ستة اخرين بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة داخل مطعم شعبي.

وفي حي الحرية شمال بغداد، قتل تاجر داخل محله التجاري باسلحة كاتمة للصوت، بحسب مصادر امنية واخرى طبية، قتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب 13 بجروح بانفجار سيارة مفخخة استهدفت زوارا شيعة في جنوب غرب بغداد، وفقا لعقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي، وفي بيجي الواقعة في محافظة صلاح الدين (220 كلم شمال بغداد) اغتال مسلحون مجهولون الشيخ جاسم المعيني وهو احد قادة قوات الصحوة التي تقاتل تنظيم القاعدة امام منزله، بحسب عقيد في شرطة صلاح الدين، وفي الطارمية (30 كلم شمال بغداد) قتل شرطي واصيب ثلاثة اخرون بانفجار عبوة ناسفة على دورية للشرطة، بحسب مصادر امنية.

الى ذلك اعلنت الشرطة العراقية مقتل عائلة تركمانية شيعية مؤلفة من خمسة افراد بتفجير منزلها في بلدة السعدية المتنازع عليها في شرق محافظة ديالى المضطربة، واوضح مقدم في قيادة عمليات ديالى لوكالة فرانس برس ان "مسلحين مجهولين فجروا ثلاثة عبوات ناسفة بجانب منزل موظف يعمل في دائرة صحة ديالى، ما اسفر عن مقتله وزوجته واولاده الثلاثة الذي يبلغ اكبرهم 11 عاما"، وبحسب المصدر ذاته، فان "المنزل انهار بالكامل على الاسرة من شدة التفجير"، ونقل جميع الضحايا الى مستشفى المقدادية، وفقا للطبيب حسين التميمي.

يشار الى ان منطقة السعدية التي تشهد نشاطا للقاعدة، تسكنها غالبية كردية، وهي احدى المناطق التي تطالب اربيل بضمها الى اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.

وتصاعدت موجة الهجمات في عموم العراق خلال الاشهر الاخيرة رغم الاجراءات المشددة التي تنفذها قوات الامن، وقتل اكثر 300 شخص جراء اعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، وفقا لاحصائية اعدتها وكالة فرانس برس استنادا لمصادر رسمية، ولقي اكثر من 5800 شخص مصرعهم منذ بداية السنة في اعمال عنف منهم 964 في تشرين الاول/اكتوبر، الشهر الاكثر دموية منذ نيسان/ابريل 2008، كما تفيد ارقام رسمية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/كانون الأول/2013 - 17/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]