الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

الأنشطة التطوعية في كربلاء

أنشطة عالمية ذات تنظيم عالي

جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات

 

منذ الأول من شهر محرم الهجري وحتى العشرين من صفر، يشترك العراقيون بأكبر حملات التطوع في العالم؛ ومع أن المناسبة هي مناسبة دينية يحييها العراقيون استذكارا لاستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(ع) وعدد من أهل بيته وأصحابه على أيدي جيش السلطة الأموية الحاكمة آنذاك، في الواقعة المعروفة تاريخيا بواقعة (كربلاء) حوالي (100) كم عن العاصمة بغداد، إلا أن الممارسات الدينية عند أتباع مذهب أهل البيت احد أكبر المذاهب في الإسلام، تعددت وتنوعت إلى أنشطة وبرامج إنسانية وتربوية وثقافية ورياضية وصحية وبيئية وإعلامية وسياسية... مع وجود خبرات متنوعة في مجالات مختلفة، والقدرة على الاتصال الفعال والعلاقات العامة، والقدرة على العمل الجماعي واستيعاب البرامج والفعاليات التدريبية، مع توافر السمعة الطيبة والمصداقية لدى جميع المتطوعين.

 الأنشطة التطوعية لإحياء مراسيم ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) ليست حكرا على مدينة كربلاء المقدسة، ولا على المدن أو المناطق التي تحيط بها، بل، تمتد مشاهدُ العمل الطوعي في عموم محافظات وأقضية ونواحي وقرى العراق، على صورة إطعام وخدمات وتبرعات ومساعدات عينة ونقدية ومخيمات ونقل ومبيت مجاني، بصورة متواصلة على امتداد الطرق القادمة إلى كربلاء.

 وبإسم الشعائر الحسينية، ومحبة الحسين والتقرب إلى الله عز وجل به، كونه سيد شباب أهل الجنة وولي صالح من أوليائه، تُبنى المدارس والمستشفيات والبيوتات وملاجئ الأيتام، وتُعبد الطرق والشوارع، وتُؤسس المؤسسات الخيرية للأيتام والأرامل والضعفاء، وتُكتب وتنشر الملايين من الكتب، وتُفتحُ العديد من وسائل الإعلام أبوابها، وتبث القنوات الفضائية برامجها. ومن المشاهد الجاذبة للنظر في هذا المهرجان التطوعي الكبير هو اشتراك الأطفال والشباب والنساء على نحو واسع، في تقديم هذه الخدمات، وهي ظاهرة إيجابية يعمل العراقيون على تنميتها واستثمارها، لأنها تزرع في نفوس الأطفال والشباب والنساء وفي عقولهم حب العمل الطوعي الذي يرتكز على إدارة جماهيرية ذات طابع تنظيمي عالي.

 يبدو أن الحديث عن المجتمع المدني في كربلاء وعن دوره ومسؤولياته الاجتماعية حديث مهم، يعبر عن رؤية طموحة لمستقبل مجتمعات، ترفض الظلم وتؤمن بالتعاون والتكافل الاجتماعي والتسامح والعيش المشترك، فالمجتمع المدني الكربلائي في حقيقته هو مجتمع يعتمد المبادئ والقيم والفضائل والأخلاق التي تستدعيها الطبيعة الخيرة والفطرة السليمة للإنسان، وتزداد إلحاحاً عليه كلما انتشرت الرذائل والقيم السلبية، وتمثله أفراد وجماعات منتظمة تأخذ شكل المؤسسات والمنظمات الروابط والهيئات والجوامع والحسينيات والجمعيات الخيرية، وغيرها من الأشكال التنظيمية الطوعية الأخرى..

 هذه الأعمال الخيرية الواسعة التي يقوم بها العراقيون في كربلاء تنبع من المبادئ والقيم الواردة في كتاب المسلمين (القرآن) وأحاديث نبيهم وإرشادات أئمتهم. فالقرآن الكريم يحث -وبشكل دائم- الناس على التعاون والتعارف، حيث يقول الله تعالى: (يا أيُّها النَّاسُ إنَّا خلقناكم مِن ذَكرٍ وأُنثى وجَعلنكُم شُعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنَّ أكرمَكُم عند اللهِ أتقكُم). وفي آية أخرى، يقول المولى عز وجل (وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ...) وقوله (واستبقوا الخيرات) وقوله تعالى (وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وأبن السبيل).

وتجسيدا لهذه القيم الإنسانية والاجتماعية التي تحث على العمل الصالح والتعاون ومساعدة المحتاجين، فان هناك المئات من الأحاديث الشريفة التي تؤكد على أهمية العمل المدني التطوعي الخيري، منها: قول الرسول "ص" (إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة)، و(خير الناس أنفعهم للناس)، و(المال مال الله والناس عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) و(مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه). وفي الحديث، قام رجل يُقال لـه همام، وكان عابداً ناسكاً مجتهداً إلى علي بن أبي طالب (ع) وهو يخطب، فقال لـه: يا أمير المؤمنين؛ صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همام... عون للضعيف، غوث للملهوف.

 لاشك أن التعاون بين أفراد المجتمع، يمنح الفرد فرصة تعزيز معارفه ومواهبه وقدراته، واكتساب المزيد والمتنوع من خبرات الآخرين، ويمنح الفرد الإحساس بالانتماء والقوة والعزة بالفريق الذي ينتمي إليه. ويمكنه – أيضا- من تحقيق المزيد والكثير من الأعمال والانجازات التي ما كان يستطيع أن يحققها وحدة. كما يمنحه الإحساس الكبير بالاطمئنان وبالسعادة.

 وليست ثمة شك، إطلاقا، أن العمل التطوعي عمل إنساني محض، وفوائده كما تعود على الفئات المستهدفة منه، فأنها أيضا، وبنفس القدر، وربما أكثر من الناحية الواقعية والنفسية تعود على المتطوعين أنفسهم، فقد قال تعالى: (فمن تطوع خيرا فهو خير له)، وهي إشارة واضحة إلى فائدة التطوع النفسية الكبيرة للمتطوع، فالمتطوع الذي تنازل عن أجره بإرادته واختياره، يحصل على الأجر والثواب الجزيل الذي لا يحصى ولا يعد من الله عز وجل، ليس ذلك في الآخرة، وحسب، بل، في الدنيا؛ فالجزاء الدنيوي والرعاية الإلهية تحيط بكل عامل خير ومتبرع. وقد وجد علماء الاجتماع أن التطوع للعمل الخيري هو وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز. قال أبو جعفر الإمام الباقر عليه السلام: "من مشى في حاجة أخيه المسلم، أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك، ولم يرفع قدماً إلاّ كتب الله له حسنة، وحطّ عنه بها سيئة، ويرفع له بها درجة، فإذا فرغ من حاجته كتب الله عز وجل له بها أجر حاج ومعتمر".

 والحقيقة أن العمل التطوعي لإحياء المناسبات سيما ذات الطابع الديني والاجتماعي هو سمة بارزة لدى المجتمع العراقي، ذلك لان المجتمع في العراق مجتمع علاقات وروابط متينة، وهي نقطة جوهرية ومرتكز قوي لتنشيط ثقافة العمل التطوعي، فالمجتمع العراقي كان وما زال يمارس العمل التطوعي بإشكاله المختلفة، ويندفع إليه، كلما وجد فرصة لذلك.

 وبالتالي، فان المجتمع المدني الكربلائي يقوم على ذات المبادئ والخصائص التي يقوم عليها المجتمع المدني العالمي، فهو يقوم على فكرة (الطوعية)، والمشاركة الطوعية التي تميزه عن باقي التكوينات الاجتماعية المفروضة أو المتوارثة. وفكرة " المؤسسية " التي تميزه عن الفردية والعشوائية، وفكرة (الغاية) و(الدور) و(الهدف) الإنساني المحض الذي تقوم لأجله هذه المنظمات، وأيضا فكرة (الاستقلالية) عن السلطة وهيمنة الدولة.

 ومن أجل تطوير وتنمية العمل التطوعي الكربلائي، ينبغي أن نأخذ بالاعتبار المسائل الآتية:

 1- تنظيم وتطوير الأنشطة التطوعية بكافة مجالاتها كي تتلائم مع روح العصر وحاجة المناسبة من الخدامات التي يجب أن تقدم.

 2- التوعية بأهمية المشاركة في البرامج والنشاطات الحسينية، وتنمية روح العمل الجماعي ليس في المناسبات الدينية فقط بل، بكافة المجالات التي يحتاج فيها المجتمع إلى عمل تطوعي.

3- مشاركة القطاع العام والخاص في تنفيذ بعض البرامج التوعوية والتثقيفية التي تخدم المجتمع.

4- إعداد وتنفيذ مشاريع وبرامج تطوعية تلبي احتياجات المجتمع.

5- توفير الإحصاءات والأرقام للأعمال التطوعية في كربلاء وبيان قيمتها المعنوية والمادية وعرضها على الرأي العام العالمي.

.....................................................

** مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات هو أحد منظمات المجتمع المدني المستقلة غير الربحية مهمته الدفاع عن الحقوق والحريات في مختلف دول العالم، تحت شعار (ولقد كرمنا بني آدم) بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب. ويسعى من أجل تحقيق هدفه الى نشر الوعي والثقافة الحقوقية في المجتمع وتقديم المشورة والدعم القانوني، والتشجيع على استعمال الحقوق والحريات بواسطة الطرق السلمية، كما يقوم برصد الانتهاكات والخروقات التي يتعرض لها الأشخاص والجماعات، ويدعو الحكومات ذات العلاقة إلى تطبيق معايير حقوق الإنسان في مختلف الاتجاهات...

موبايل/009647712421188

http://adamrights.org

[email protected]

https://twitter.com/ademrights

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/كانون الأول/2013 - 10/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]