الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1434 هـ
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

وقفات نقدية مع أصحاب الامام الحسن (ع)

محمد يوسف العرادي

 

من أعظم المحن على الانسان وجوده خارج محيطه الذي يتناسب معه كعالم ضاع بين جهّال في محيط مليء بالحقد والكراهية يرافقها غياب موازين الحق ليسود الباطل ويتحكم الجاهل وهكذا هي محنة الأنبياء على مر التاريخ يتحملون الآلام لتبليغ الرسالات وعلى دربهم سار الأوصياء بأمر من الله ليكملوا تلك الرسالات ويحاربوا الجهل بسيوف العلم والمعرفة.

 هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله مثال الصبر على الأذى حتى قال (ما أوذي نبياً بمثل ما أوذيت) ومن بعده أوذي أمير المؤمنين عليه السلام أشد إيذاء عندما ابعد عن حقه فصبر وفي العين قذى وفي الحلق شجى يرى تراثه نهباً حتى استشهد صابراً محتسبا ليكمل بعده سبط النبي الإمام الحسن عليه السلام ولتكون محنته من جانبين الجانب الأول حزب الطلقاء الذي لم يفتر ولم يهدأ للحظة واحده من أجل تنفيذ مشروع قتل الإسلام المحمدي الأصيل.

 وأما الجانب الثاني هو للأسف نبع من قلب جيش الامام الحسن عليه السلام كخنجر في خاصرة الامام أينما تحرك وخزه وتلك محنة كبيرة قد صبر عليها الامام واحتسب، في الحقيقة ليس كل أصحاب الامام الحسن عليه السلام على هذه الشاكلة فالنفسيات مختلفة ولذلك لابد لنا من وقفات نقدية نستعرض من خلالها مواقف من صحبوا الامام الحسن عليه السلام والتي تعددت مواقفهم فمنهم من أصبح في قاع التاريخ مثل عبيد الله بن العباس الذي باع الامام الحسن بلحظة شيطان وكأنه نسى ان الحق مع الحسن يدور معه أينما دار وتناسى ان الحسن إماماً قام أو قعد قام بالحرب ام قعد عن القتال قام بالخلافة السياسية ام لم يقم فهو إمام زمانه ومخالفته طاعة للشيطان ومفارقة لطاعة الرحمان ومصيره في جهنم وبئس المصير، كيف مال عبيدالله بن العباس إلى معاوية وهو موتور بابنيه المقتولين صبرا في اليمن على يد بسر بن ارطأة وبأمر من معاوية، فهل غابت حرارة قتل الأبناء من قلبه؟ ولكنه معاوية الذي قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام محذراً زياد ابن ابيه قائلاً ((وان معاوية يأتي الانسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فأحذر ثم احذر)).

ولكن معاوية خدعه فكان شيطان غوى عبيدالله بن العباس فأصبح كمثل بلعم بن باعورا لا يشفع له علمه ولا يشفع له نسبه فالمقياس إذاً هو الحق وليس الأمان او الأموال ولا المناصب العليا التي وعد بها وسيكون التاريخ شريكاً في محاكمته.

وعندما صالح الامام الحسن عليه السلام معاوية بالشروط المعروفة ظهرت أصوات تعاتبه على هذا الامر رغم ان الامام دائماً يذكرهم بمقامه السامي لكي يخلق جيل يعرف منزلة الامام المعصوم قائلاً (أيها الناس إنكم لو طلبتم ما بين جابلقا وجابرسا رجلا جده رسول الله ما وجدتم غيري وغير أخي، وإن معاوية نازعني حقاً هو لي فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين).

وفي رواية (إنما هادنت حقناً للدماء وصيانتها وإشفاقاً على نفسي وأهلي والمخلصين من أصحابي).

وهنا الامام عليه السلام يبين موقفه ليس لكل أصحابه وإنما لبعض أصحابه الضعيفة أنفسهم ولو كان كل أصحابه على مستوى واحد لما قال (والمخلصين من أصحابي)، ومن بعض المواقف دخول المسيب بن نجبة الفزاري وسليمان بن صرد الخزاعي على الامام الحسن عليه السلام فقال المسيب للإمام عليه السلام (ما ينقضي تعجبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز ! فقال الحسن قد كان ذلك فما ترى الآن؟ فقال والله أرى أن ترجع لأنه نقض العهد، فقال يا مسيب إن الغدر لا خير فيه ولو أردت لما فعلت، فقال حجر بن عدي (أما والله لوددت أنك متّ في ذلك اليوم ومتنا معك، ولم نر هذا اليوم فإنا رجعنا راغمين بما كرهنا ورجعوا مسرورين بما أحبوا) فلما خلا به الحسن عليه السلام قال يا حجر قد سمعت كلامك في مجلس معاوية وليس كل إنسان يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك وإني لم أفعل ما فعلت إلا إبقاء عليكم والله تعالى كل يوم هو في شأن.

وهناك من ضعفت نفسه لدرجة قوله للإمام عليه السلام يا مذل المؤمنين ومسود الوجوه !

لم يتحمل بعض صحابة الامام الحسن عليه السلام الصلح واعتبروه ضعفا واعتبروا أنفسهم الحريصين على الدين أكثر من الامام المعصوم متناسين أحاديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في الحسن ودرجة حبه له وانه الامام المعصوم الذي قوله وفعله وتقريره حجة على جميع الخلائق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/كانون الأول/2013 - 6/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2013م

[email protected]