الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

قيم التقدم: العاطفة الانسانية

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: في عاشوراء تسمو العاطفة الانسانية، وتخشع القلوب، وتصبح النفوس اكثر رحمة، حتى لكأنها نسمات عذبة تراعي بعضها بعضا، وتشفق على بعضها، بسبب حالة الخشوع والشعور بسمو الروح، وإشراق العاطفة الانسانية، حيث يشعر الجميع بألفة كبيرة، وتقارب انساني يجعل الكل يحرص على الكل، فيتعاون الجميع من اجل خلق الحياة الافضل والاكثر ارتقاءً، بسبب الاجواء العاطفية الرقيقة التي تتركها التأثيرات القيمية والاخلاقية المستمدة من وقائع ملحمة الطف، وما تعكسه من اجواء صادقة على الجميع.

لا شك ان الظلم موجود، وهناك أناس مظلومون، لاسباب كثيرة، حيث تهدر كرامة الانسان، بسبب الفقر او الجهل او المرض فضلا عن التخلف وتأثيراته، وهي حالات لا يستطيع التخلص منها الفقير بسبب ضعفه، فالانسان الذي يتعرض للظلم ولا يستطيع الرد عليه هو بالغ الضعف، بسبب حالة الفقر التي تعمّد حياته، وبسبب الجهل والحاجة للتعليم وقلة الوعي والثقافة التي حرم منها، ليقع بين براثن المرض، غير قادر على العلاج لاسباب مادية بحتة، مثل هذا الانسان المظلوم، يحتاج الى العاطفة الانسانية الصادقة التي تخفف الوطأة عليه، فضلا عن تحصينه بالوعي والتثقيف، وتوفير فرص العيش الكريم له، كل هذا يمكن ان يتحقق عندما يكون الانسان محصنا بالشعور السليم بالاخر، والاحساس بحاجة الاخر.

إن حالة الخشوع التي يكون مبعثها الاجواء العاشورائية، ينبغي أن تكون صادقة ونابعة من اعماقنا، لا ان تكون شكلية، حتى تنعكس على افعالنا ومدى الصدقية التي تتحلى بها، فليس هناك أية فائدة من عاطفة كاذبة، ومن خشوع ينطوي على الرياء، بمعنى اذا كنت خاشعا يجب ان يحدث هذا من اعماقك اولا، ويجب ان تؤمن انك صادق في هذه المشاعر، ولابد ان ينسجم هذا الشعور مع شخصيتك الصادقة الامينة التي لا تتجاوز على حقوق الاخرين، حتى لا نجد مظلوما بيننا، يعاني من الجوع والفقر والتجهيل والمرض كما سبق ذكره.

هكذا هي العاطفة الصادقة، دائما تكون محط الاحترام والتقدير، كونها تسمو بروح الانسان وافعاله تجاه الآخرين، فالانسان العاطفي الصادق، الذي تظهر عليه علامات العاطفة اكثر بسبب تأثير الاجواء العاشورائية عليه، مطالب باثبات صدق العاطفة، وذلك من خلال طبيعة التعامل مع الاخرين، ومن خلال منظومة القيم والاخلاقيات التي يؤمن بها ويتحرك بموجبها في المحيط العملي الذي يشغله، إذ لا يمكن أن يكون الانسان عاطفيا صادقا، ومتزلفا او متملقا او منافقا او مرائيا في الوقت نفسه، لان العاطفة الانسانية الصادقة، ترفض هذه الصفات كلها، ولا تلتقي معها في جميع الاحوال، لذا يبقى الانسان النقي هو صاحب التعامل الانساني العاطفي النقي والصادق في جميع الاحوال.

فمن يبكي على الامام الحسين عليه السلام، ومن يبدي تعاطفا مع الارواح والدماء التي قُدِّمت كقربان لحرية المسلمين في واقعة الطف، عليه أن يتأكد بأن عاطفته هذه تتوافق مع افكاره وافعاله، ومدى التزامه الاخلاقي في تعاملاته المختلفة مع الاخرين، فلا سبيل للفصل بين سلوك الانسان وعاطفته، بمعنى لا يمكن للانسان ان يتجاوز على حقوق اخيه بأية طريقة كانت، وفي الوقت نفسه يتظاهر بالتعاطف مع واقعة الطف، إن من يقف مع الامام الحسين عليه السلام، ويؤازر مبادئه في رفض الظلم، هو الانسان الذي لا يتجاوز على حقوق غيره، لاسيما من يحصل على منصب مهم في الدولة، لأن اصحاب المناصب لهم قدرة وفرصة اكبر للتجاوز على حقوق الفقراء وجميع الناس، لذلك اذا كانوا مع الامام الحسين عليه السلام، وصادقين في عاطفتهم، عليهم ان يبرهنوا على صدقهم من خلال دقة التزامهم بالقيم والمبادئ التي وضعها الامام الحسين عليه السلام وافرزتها عاشوراء، حتى يسير عليها الاخرون من بعده من اجل حياة افضل.

لذلك فالعاطفة الكاذبة، أو العاطفة التي لا تراعي الصدق، لن تصمد طويلا امام الناس، كما انها لا تفيد صاحبها، إلا اذا قرر التمسّك بالخشوع الصادق والتعامل الانساني السليم مع الجميع، من خلال احترامه للناس وقبل ذلك حفاظه على حقوقهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/تشرين الثاني/2013 - 2/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2013م

[email protected]