شبكة النبأ: أحيا الزوار من
المسلمين الشيعة الخميس ذكرى اربعين الامام الحسين في كربلاء وسط
اجراءات امنية مشددة تحسبا لاي هجمات قد تستهدفهم. وكربلاء، حيث
مرقد الامام الحسين ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة، واخيه
العباس، مركز احياء ذكرى واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الاموي
يزيد بن معاوية الامام الحسين مع عدد من افراد عائلته العام 680
ميلادية.
وتوافدت حشود الزوار الذين جاء اغلبهم سيرا على الاقدام من جميع
انحاء العراق، على مدى الايام الماضية في ظل اجراءات امنية مشددة
اتخذتها القوى الامنية طوال الطريق الى كربلاء (110 كلم جنوب
بغداد).
وغصت شوارع المدينة بالزوار الذين ارتدوا ملابس سوداء فيما
تنتشر صور للامام الحسين واخيه العباس في كل مكان، وتعالت عبر
مكبرات الصوت اناشيد دينية تروي ذكرى واقعة الطف.
وبالاضافة الى زيارة ضريحي الحسين وابو الفضل العباس، يقوم
الزوار المتشحون بالسواد بقطع مسافة الطريق بينهما وهم يلطمون على
صدورهم واكتافهم رافعين الرايات الخضراء والحمراء والسوداء.
وقال رياض نعمة رئيس قسم الشعائر الحسينية والمواكب في العتبة
الحسينية، "شاركت 130 دولة عربية واجنبية في احياء مراسم اربعينية
الامام الحسين بالاضافة الى ستة الاف و148 موكبا من مختلف مناطق
العراق". واضاف ان "ابرز الدول التي يشارك شيعتها في احياء هذه
الذكرى هي الكويت والسعودية ولبنان والبحرين وايران والهند
وافغانستان والباكستان وروسيا والسويد والمانيا".
وفرضت السلطات العراقية اجراءات امنية مشددة نشرت خلالها الاف
الجنود وعناصر الشرطة في الشوارع لحماية الزوار الشيعة المتوجهين
سيرا من المحافظات الى مدينة كربلاء لاحياء اربعينية الامام
الحسين. ودفعت التهديد بحدوث هجمات ارهابية السلطات الى نشر 35 الف
جندي وشرطي في كربلاء بينهم 2500 شرطية في كل نقاط التفتيش في
المدينة، التي تخضع ايضا لمراقبة جوية. بحسب فرانس برس.
ولم تثن التهديدات الامنية الزوار من التوجه الى كربلاء. وقال
محمد سوادي (40 عاما) الذي وصل الى كربلاء بعد مسيرة استمرت 12
يوما من ميناء البصرة (جنوب) "نحن نتحدى الارهاب ونتبع مثل كربلاء
في التضحية". واضاف ان "هذا الامر ليس كثيرا عندما يكون متعلقا
بالتعبير عن حبنا للامام الحسين".
بدورها، تقول ام علي (35 عاما) المصابة بمرض جلدي، بعد مسير
ثلاثة ايام قادمة من مدينة الحلة وسط العراق الى كربلاء، بانها
"ستصلي وتسأل الله باسم الامام الحسين ان يشفيها من مرضها".
ويحيي الشيعة في هذا اليوم ذكرى عودة رأس الامام الحسين الى
كربلاء من مقر الخلافة الاموية في دمشق وعودة السبايا من عائلته
ودفن ضحايا واقعة الطف. ويحيي المسلمون الشيعة هذه الذكرى بعد
اربعين يوما على عاشوراء.
لأول مرة زوار من تونس
واللافت في زيارة الاربعين هذه أن زوارا من غير العراقيين
اقاموا نحو عشرين موكبا وهيئة قدموا خلالها الطعام للزائرين، ومثلت
هذه المواكب دولا مختلفة منها البحرين والسعودية وايران وباكستان.
كما شارك ولاول مرة في زيارة الاربعين زوار من تونس.
ووفرت السلطات نحو اربعة الاف سيارة لنقل الزوار الى ديارهم
وسهلت مشاركة القطاع الخاص في عملية نقل الزوار وأعدت خطة لعملية
النقل لكن وزير النقل هادي العامري قال لإذاعة العراق الحر ان عدد
الزوار كبير جدا ولايمكن لأية خطة أن تستوعبها. واعتبرت اوساط
محلية زيارة الاربعين هذا العام الاضخم من حيث عدد المشاركين فيها.
من جهته اعلن محافظ كربلاء امال الدين الهر ان حصيلة عدد زوار
اربعينية الامام الحسين عليه السلام بلغ اكثر من 17 مليون زائر
عراقي , مضيفا ان اكثر من 800 الف زائر من دول الخليج و ايران و
آسيا و اوربا وفدوا الى مدينة كربلاء لاحياء مراسيم الزيارة .
كما استنكر محافظ كربلاء الهجمات الارهابية التي استهدفت الزوار
في مدينة بابل , لافتا الى ان الخطط الاستباقية في مدينة كربلاء
ساهمت باعتقال اكثر من 70 ارهابيا كانوا يرومون استهداف مواكب
الزائرين .
وقالت الشرطة العراقية إن 23 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 87
آخرون بجروح في هجمات متفرقة بالعراق مما يبرز الانقسامات الطائفية
والعرقية التي تهدد بمزيد من زعزعة استقرار البلاد بعد عام من
انسحاب القوات الأمريكية.
وقتل سبعة أشخاص على الأقل من عائلة سنية في انفجار قنبلة قرب
منزلهم ببلدة المسيب جنوبي بغداد. وفي مدينة الحلة التي تسكنها
أغلبية شيعية وتقع في الجنوب أيضا قالت الشرطة إن سيارة ملغومة
متوقفة انفجرت قرب موكب محافظ بابل الذي نجا من الحادث لكن شخصين
آخرين لقيا حتفيهما.
وقال محمد أحمد (28 عاما) ويعمل في مستشفى قرب موقع الانفجار
"سمعنا صوت انفجار مدو وتهشمت نوافذ مكتبنا. انبطحنا أرضا على
الفور." وأضاف قائلا "بعد دقائق معدودة وقفت وذهبت الي النافذة
لاشاهد ما حدث. رأيت حريقا وأشخاصا يرقدون على الأرض."
وفي العاصمة بغداد قالت الشرطة ومصادر طبية إن خمسة أشخاص قتلوا
في انفجار سيارة ملغومة استهدفت زوارا قبل مناسبة دينية شيعية هذا
الأسبوع. |