شبكة النبأ: لكل امة في هذا
العالم الواسع خصوصيتها، وهويتها الثقافية الخاصة، وطقوسها التي
تميزها عن غيرها، ولابد من تعزيز الهوية والخصوصية والثقافة الخاصة
بالامة، وفي نفس الوقت حماية الطقوس لانها التطبيق العملي للفكر
الذي تسير في ضوئه الامة، وتنتهجه لتحقيق حياة افضل واعمال صالحة،
على ان يتحقق هذا الهدف الحيوي وفق رؤى معاصرة تقدم الصورة الامثل
للامة.
لهذا لابد ان نبادر لتفعيل طقوسنا وحمايتها في الوقت نفسه لأننا
أمة لها طقوسها الخاصة، وسننها، وطرقها الخاصة في الحياة، ومن
بينها الشعائر الحسينية التي نعيشها ونقيمها في مثل هذه الايام،
لذا علينا أن نبادر، لتطويرها، بما ينسجم ورؤى العصر، ومزاياه
المتجددة على الدوام، لأننا لانريد أن ننعزل في خانة بعيدة،
ومغلقة، عما يدور حولنا في العالم، ولأننا نريد أن نؤثّر في الآخر
بصيغ سليمة، ونعلن له نمط حياتنا، وتفكيرنا، وثقافتنا، ونقنعه
بذلك، فإننا لابد أن نجعل من مسار حياتنا، وحيثاته مقنعا للجميع،
ومن بين ذلك شعائرنا، التي نريد لها أن تظهر دائما، بحلة تليق
بالامام الحسين (ع)، وبالمسلمين جميعا، وأن تتطور مع تطور العصر،
لأن الهدف الاول منها، كما هو معروف، هو تعظيم الايمان، ومساعدة
الانسان على النجاح، في كفاحه الحياتي.
إذن سنتفق حتما على أن الهدف من الشعائر، هو تعميق الايمان
والوعي في آن واحد، وأن يشعر الانسان بأنه يسير مع الجمع في الطريق
السليم، ألا وهو طريق الامام الحسين (ع)، طريق الحرية، ونبذ الظلم،
والتطلع الى حياة تليق بالانسان، وحين تأتي الدعوة لتطوير الشعائر،
فإنها لن تكون من باب دعائي، ريائي، لغرض المنفعة، او التضليل، بل
لابد أن تكون النيّة سليمة نقية، هدفها نشر الخير ووسائله بين
الجميع، ونشر اهداف الحسين (ع) وشعائره، تأتي في اطار هذا المطلب
لا غير، ولذلك لابد أن يبحث المعنيون، مع أننا جميعا معنيون بذلك،
ولكن هناك قادة الناس وأولي الامر، وهم الاقدر من غيرهم لتحقيق
النتائج الافضل، في مجال تطوير الشعائر، بما ينسجم وواقع العصر،
والتطور الهائل الحاصل في عالم اليوم.
ولذلك لابد من اطلاق مبادرات ايجابية تتعلق بهذا الموضوع الخاص
بالطقوس، أي في مجال تطوير الشعائر بما ينسجم مع روح العصر الراهن
ومن بين هذه المبادرات:
- أن يكون للفن المسرحي، دور في ممارسة ونقل هذه الشعائر،
بالصورة التي تجعلها أكثر اشراقا وقبولا، من لدن الاخرين، وأن
تتبنى الجهات المعنية، مشاريع مسرحية فنية، لها القدرة على التعامل
بروح معاصرة مع الشعائر، وتبيّن مدى قدرة هذه الشعائر، على ترسيخ
الايمان، في قلوب الفتية، والشباب، وعموم الناس، لاسيما نحن نعيش
عالما مفتوحا، في ثقافاته وسلكوياته، التي قد يكون بعضها، ليس
ملائما لواقعنا، وطرق عيشنا، ومناهج حياتنا.
- أن يوظَّف الفن السينمائي، بطرق فنية معاصرة وسليمة، لصالح
تطوير الشعائر، وامكانية تحقيق اهدافها الانسانية، التي تحاول أن
تقوّي الجانب الروحاني، على حساب المادي، لتخلق الموازنة المطلوبة
بين الجانبين، حتى يتمكن الانسان أن يتحرك في متاهة الحياة، بنفس
مستقرة، تستطيع أن تفرق بين الصواب والخطأ.
- أن تُعقد الندوات المتخصصة بالشعائر، واهدافها، وماهيتها،
وتدار من لدن أناس متخصصين، لهم القدرة على رسم، واعطاء، صورة
معاصرة عن الشعائر.
- أن توظّف القنوات الفضائية، ووسائل الاتصال الاخرى المتاحة،
للاسهام بالصورة السليمة، والمعاصرة، للشعائر الحسينة وما تهدف
إليه.
- أن تقوم الجهات ذات التطلع، والعمل الثقافي، بالاسهام في
تطوير الشعائر، من خلال برامجها الثقافية، وفعالياتها المختلفة.
- أن يعمل المعنيون على اظهار الجانب الانساني للشعائر، لكي
تسهل عملية تفاعل الاخر معها، وسرعة فهمه لها، على أن يكون الطرح،
مغلفا بالطابع المعاصر، الذي يتواءم مع مجريات العصر.
- أن يعمل المهتمون جميعا بدأب على توضيح الصورة الايمانية،
الانسانية، للشعائر الحسينية، وانها تأتي من باب استذكار التضحية
العظيمة للامام الحسين (ع) وضرورة جعل هذه الثقافة ثقافة حياة
معاصرة. |