مبادئ ثورة الامام الحسين(ع) في يوم عاشوراء نعمة ورحمة للبشرية
في كل زمان ومكان لتبقى عقول البشر واعية وأرواحهم حرة متألقة
عزيزة وكريمة، وعاشقة للعدالة وللحرية، ومحبة للإصلاح واحقاق الحق
ومقاومة الظالمين ونصرة المظلومين، والاستعداد التام للتضحية بالدم
والروح لاجل المبدأ.
فاهداف نهضة الامام الحسين(ع)، واضحة المعالم ومباشرة لا تعقيد
فيها ولا غياب لمفاهيمها، فهي ثورة ضد الظلم والفساد والاستبداد،
وعدم التنازل والمساومة والمجاملة مع النظام الفاسد، ورفض اي مبرر
للخضوع والسكوت والاستسلام للحاكم الظالم المستبد الدكتاتوري، وعدم
المبادرة بالعنف والحرب في الحراك الثوري، والاستعداد للتضحية بكل
غالي وثمين كالروح والابناء والاهل للاصلاح.
فالحياة عند الامام الحسين الثائر هي الحياة الكريمة العزيزة في
ظل العدالة والحرية، والموت من اجل احقاق الحق والعدالة والاصلاح
هي السعادة الدائمة لانها الشهادة اذ قال عليه السلام: "اني لا ارى
الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما". ، اما غير ذلك
كالحياة في ظل النظام الظالم هو الذل والهوان وقد صرح الامام
الحسين رافضا حياة الذل قائلا: "هيهات منا الذلة".
وأهداف سيد الشهداء الامام الحسين عالمية لا تتعلق بفئة او
جماعة او ملة او مذهب أو عرق معين، او بعمر محدد بل هي لكافة البشر
بكل اطيافهم والوانهم واعمارهم، من الرجال والنساء والشيوخ والشباب
والاطفال..، وهي أهداف متوافقة مع الطبيعة البشرية للاحرار
والشرفاء..، اهل العزة والكرامة، الذين يرفضون الذل والهوان والظلم
والاستبداد.
دعوة للحرية
فكلمة الامام الحسين: "كونوا احرارا في دنياكم". صرخة مدوية عبر
الزمن لايقاظ كافة الناس وتشجيعهم ودعوتهم للتحرك والتحرر من قيود
الخوف والاستبداد والطغيان الى عالم الحرية والكرامة الواسع.
وتصريحه: "مثلي لا يبايع مثله". كلمة واضحة وصريحة ومباشرة، بان
الانسان الحر الشريف الذي يحمل مبادئ واهداف نبيلة - كاهداف ثورة
الامام الحسين الخالدة-، لا ينقاد ولا يبايع ولا يجامل الظالمين
مهما كان المبرر، ويكون مستعدا لتحمل نتائج القرار والهدف النبيل
ودفع الثمن بالدم والروح، أي لا مساومة ولا مجاملة ولا سياسة مصالح
على المبدأ والحق والعدالة، فالحق واضح للثائر المصلح وطريقه معروف
لمن يذوب في العدالة والاصلاح فقط لا غير، والباطل والفساد والظلم
طرقه الملتوية والمتعددة واضحة مهما تلبست بلباس المبرارات..،
فصاحب المبدأ والاصلاح الشريف الثائر لا يساوم ولا يراوق ولا يجامل
الحاكم الظالم باسم السياسة والمصلحة..، فالعدالة والحرية والحق
–الاصلاح الشامل - تعلو على كل شيئ.
ومن ينتهج اسلوب المرواقة والسياسة المصلحية فهو بعيد عن مبادئ
الثائر الامام الحسين.
الاصلاح هدف نبيل
فالحسين رمز لكل انسان حر شريف وعزيز..، صاحب مبدأ وموقف في
مقاومة الظلم والفساد، ويرفض الخضوع والاستسلام للذل والهوان..،
ومجاملة الظالمين والسكوت عن ظلمهم.
وهدف الحسين واضح هو الاصلاح هو كما حدده حينما قال عند خروجه
للثورة: "لم اخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة
جدي..". الاصلاح لا غير هو الهدف.
والاصلاح كلمة سامية وكبيرة تعني الكثير..، فهي ثورة تغييرية
شاملة، وهو هدف يستحق التضحية الكبيرة كما فعل الامام الحسين (ع).
نبراس للاحرار
فالامام الحسين الثائر الخالد قدوة ونبراس لكافة الاحرار
والثوار والمظلومين في العالم، ولهذا نجد الثوار الاحرار في العالم
يتخذون من الحسين (ع) نموذجا للحراك وتحقيق الانتصار، فهذا غاندي
قائد حركة تحرير الهند يقول: "لقد تعلمت من الحسين كيف اكون
مظلوما فانتصر".
ولهذا على من يريد الثورة لاجل الاصلاح الذي يعني تطبيق العدالة
والحرية والمساواة في المجتمع، ان يتعرف على امام الثوار الخالد
وسيد الشهداء الامام الحسين (ع)، والذوبان في مشروعه الخالد في
مقاومة الظلم والفساد، وجعله نبراسا له في حركته الثورية، وان يكون
شجاعا لا يهاب ولا يخاف الموت كما كان الحسين (ع) يقول: "اني لا
ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما"، وقوله "لقد خط
الموت على ابن ادم كخط القلادة على جيد الفتاة".
ومن يعشق الحسين (ع) ينبغي عليه ان يرتقي بافكار نهضة الحسين،
ويبتعد عن كل خلاف واختلاف - ففكر الحسين يوحد الاحرار مهما
احتلفوا في العقائد والعروق-، وان يسير على منهجه الرافض للظلم
والعدوان العاشق للشهادة لاجل الاصلاح والمبدأ، فالحسين ثائر عالمي
لتحرير المظلومين.
وأخيرا.. يبقى اسم الحسين عنوانا للثائر الخالد عبر العصور- فهو
مخلد-، ونموذجا حيا لا يموت للثوار، ومدرسة لعشاق الاصلاح
والشهادة، وثورة بركان عالمي يهز عروش الحكام الظالمين. |