الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عشرة أيام كاملة

هادي جلو مرعي

هكذا تعودنا أن نحتفي بهذا الرجل المهيب، ونقيم مراسيم العزاء لمقتله الأليم في العاشر من محرم من كل عام في ذكرى تسحبنا الى العام 61 للهجرة الشريفة، حيث صحراء كربلاء الموغلة في الرمال والعطش والحرارة التي تذيب الأجساد والنفوس والضمائر.

لم يعد السؤال عن جدوى إحياء الذكرى والبحث عن أدلة شرعية تبرر كل هذه الأحزان وتعابير الألم وممارسات الذوبان في البيوت والمساجد والشوارع، لم يعد ذلك السؤال ذا قيمة وأهمية يمكن أن تذكر أمام حجم المصيبة وتعدد ألوان وأشكال الفجيعة فيها ونوع الأشخاص الحاضرين من المعسكرين ومكانتهم الروحية والمادية، وكذلك شخص الرجل المهيب، الحسين. الذي ينهي كل جدل ولا يسمح لأحد من العارفين سوى أن يذهب بعيداً في المأساة والبكائيات التي تمنح النفس السكينة. فالحرارة التي في قلب كل مسلم للحسين لا تبرد أبداً، وتزداد إضطراماً مع تجدد الأعوام وتوالي الأزمان.

الحسين بن علي بن أبي طالب كان يستهدف الشر الكامن في نفوس قطاعات من المسلمين من ذوي السلطان (يزيد بن معاوية) والباحثين عن المناصب الدنيوية الزائلة (عمر بن سعد) والذين يرغبون بجمع الأموال، وأهل الرفعة في قبائلهم والجبناء الذين يخشون على أنفسهم وأهليهم سطوة الظالمين، وكان يحرك الساكن في وجدان كل مستضعف يريد الحق ويطلبه لكنه لا يدركه لظروف وعوامل خارجة عن سيطرته ومفروضة عليه من الخارج المتجبر.

لم يكن الحسين وهو وريث النبوة والفتوة والعزيمة العلوية ليكلف الناس فوق ما يطيقون فقضيته وحركته المباركة وثورته العظيمة لم تكن بحاجة الى أشخاص كثر يمكن أن يتراجعوا في منتصف المسافة بين الباطل وجبروته والحق ودوامه، كان يريد فقط ذوي المواقف الثابتة والمبادئ الراسخة في موكبه نحو الخلود وهذا ما حصل بالفعل فعدد الذين معه في الموقف الصعب كان محدوداً للغاية وهذا يفسر كثرة عدوه وقلة عدده ومناصريه، فالطامعون بمتع الدنيا في الغالب يفوق عددهم الحصر، أما الراغبون برضوان الله ونعيمه فقلة قليلة، يقول تعالى في كتابه المجيد (وقليل من عبادي الشكور) والشكران هنا هو الموقف الثابت في نصرة الحق ومعاضدة الأولياء الصالحين وهم يكافحون الشر والداعين الى الكفر.

كان لوحده في الميدان يؤسس لأعظم حركة في التاريخ الإنساني تستهوي الثائرين والمحرومين ومن وقع عليهم الظلم من المسلمين ومن أتباع الديانات الأخرى لأنه كان عنواناً لتضحية الإنسان في لحظة الحقيقة، المضحي الذي لا ينتظر مكافأة من أحد على الأرض لأن مكافأته عند من في السماء، الرب الذي ينشر بركاته في كل مكان ويحرر للثائر الكبير عنواناً في كل قلب وضمير، فيكتب أصحاب الأقلام المتحررة عن عنفوان الموقف وينظم الشعراء أروع الكلمات في وصف المأساة وتخليد ذكرى صاحبها المبجل، حتى القتلة إعترفوا بجرمهم شعراً وبجلوه، حتى قال قائلهم لسيده الموتور في قصر الكوفة:

إملأ ركابي فضة وذهبا...إني قتلت السيد المحجبا.

 يا إلهي..

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/تشرين الثاني/2012 - 12/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]