شبكة النبأ: مع حلول موعد زيارة
العاشر من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع) استنفرت
مدينة كربلاء المقدسة كل جهودها الخدمية والصحية والأمنية في سبيل
تأمين احتياجات وسلامة الوفود المليونية القادمة لإحياء هذه مراسيم
هذه الزيارة العظيمة والتي تعد إحدى أهم واكبر الزيارات التي
تشهدها المدينة، وفي هذا الشأن أنهت العتبة الحسينية استعداداتها
لزيارة العاشر من محرَّم الحرام ذكرى استشهاد ريحانة رسول الله أبي
عبد الله الحُسين (عليه السلام) والتي تشهد توافداً كبيراً من قِبل
الزائرين والمواكب الحُسينية المُعزِّية، حيث باشرت وباشرت الكوادر
العَتبة الحُسينية المُقدَّسة بتهيئة الأمور الخاصَّة بهذه الزيارة
وما يرافقها من مواكب وشعائر حُسينية مُختلفة ومن أبرزها (رِكضة
طويريج) حيث تمَّ فرش أرضية الصحن الشريف بالكاربت، وبنصب القواطع
الحديدية لتنظيم عملية السير ذهاباً وإياباً ، هذا بالإضافة إلى
توفير العجلات الخاصَّة بنقل الزائرين.
استنفار امني وخدمي
على صعيد متصل وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر في مؤتمر صحفي
مشترك مع عدد من المسؤولين في المحافظة وقائد عمليات الفرات الأوسط
الفريق عثمان الغانمي، في مبنى المحافظة وحضره "تم الانتهاء من وضع
الخطة الخدمية لزيارة شهر محرم وزيارة عاشوراء والتي ستشترك بها
وزارات التجارة والتربية والنقل، وتمت تهيئة ساحات للسيارات على
مداخل المحافظة لنقل الزائرين من والى وسط المدينة".
ودعا محافظ كربلاء وزارة النقل الى "اتخاذ الإجراءات الكفيلة
لتلافي أزمة النقل التي تتكرر في كل عام والإسراع بانجاز مشروع خط
سكة الحديد الذي سيكون كفيلاً بإنهاء ازمة النقل، لاسيما وانه يربط
كربلاء بالمحافظات الجنوبية بالعاصمة بغداد"، مشيرا الى ان "الخطة
الخاصة للمناسبة غالباً ما تسير بانسيابية ولا تواجهها اية معوقات
ما عدا عملية نقل الزائرين".
من جانبه أكد قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق عثمان الغانمي
الاستعدادات لتامين حماية الزائرين خلال شهر محرم، لافتا الى انه
"بالإضافة الى وجود 30 ألف عنصر أمني لتأمين أجواء الزيارة ،طالبنا
وزارتي الداخلية والدفاع بدعم قواتنا بعدد من الأفواج وتوفير
الغطاء الجوي".
وأشار الى ان "الخطة الامنية الخاصة بهذه الزيارة ركزت على
تفعيل الجانب ألاستخباري للحد من أي خرق امني قد يحدث، والكشف عنه
قبل وقوعه".
من جانب أخر عقدت مديرية الشؤون الداخلية في كربلاء اجتماعاً
موسعاً في مقر المديرية لمناقشة أهم الإجراءات الأمنية في خطة
العاشر من محرم الحرام .وقال مدير الشؤون الداخلية في كربلاء
العميد سجاد جليل الفتلاوي: إن الاجتماع تضمن مناقشة إجراءات
المديرية واستعداداتها لاستقبال زيارة العاشر من محرم الحرام،
مؤكدا أن أجهزة الأمن في المحافظة ستتعامل بجدية مع أي معلومة
استخباراتية أو توجيه يصدر من المديرية العامة للشؤون الداخلية
وقيادة عمليات الفرات الأوسط.
وأضاف: أن المخططات الإرهابية تستهدف أمن المواطنين العزل
والنساء والأطفال بعيداً عن أي بعد أخلاقي، وعلى هذا الأساس يجب أن
يكون العمل الأمني مبني على الحيطة والحذر والانتباه الشديد. وذكر:
تم استعراض الأنشطة المختلفة على صعيد انتشار رجال الأمن في ابعد
النقاط وإبداء الاحترام للمواطنين في السيطرات ونقاط التفتيش وحث
المواطن على التعاون مع الأجهزة الأمنية التي وجدت أصلا لخدمة
المواطنين. وأوضح: سيتم الاستمرار بالتدقيق في هويات المطلوبين
والسيارات غير الأصولية وتدقيقها في حواسيب المرور والجرائم.
الى جانب ذلك قال نصيف الخطابي: ان استعدادات المحافظة لاتنتهي
وانما تبدا من حيث تنتهي الزيارة المليونية، اذ ان تهيئة مستلزمات
الزيارات الكبيرة تستغرق طوال العام، مشيرا الى ان زيارة محرم
الحالية (العاشر والأربعينية) تم لها توفير جميع المفاصل الخدمية
لادارتها بالصورة المطلوبة وتقديم افضل الخدمات للزائرين، حيث تم
توفير الساحات والعمل مستمر في اكمال طريق ياحسين . فيما اكد رئيس
اللجنة الاقتصادية في المجلس طارق الخيكاني , على تشكيل عدة لجان
متخصصة بمراقبة الأسواق والتجار بغية منع استغلال المناسبة لإدخال
المواد الغذائية الفاسدة او المنتهية الصلاحية من قبل بعض التجار .
وفي ذات السياق افتتح رئيس الديوان الشيعي والامين العام للعتبة
الحسينية المقدسة وبحضور وزير النفط الاتحادي مدينة الزائرين على
طريق كربلاء بابل التي خصصت لاستقبال الإعداد الكبيرة من الزائرين
الوافدين صوب كربلاء. ومن جانبه أشار المشرف على تنفيذ المدينة
المهندس عبد الكريم عليوي الى ان المدينة تضم 35 بناية ثلاثة عشر
منها بطابقين فيها قاعات منام لايواء الزائرين ومضيف ذو طابقين
للرجال والنساء ومركز صحي إضافة الى ضمها شقق خصصت لضيوف العتبة
الحسينية تضم 64 جناح سويت خاص لسكن الوفود فضلا عن المناطق
الخضراء والنافورات. هذا وتعتبر المدينة المذكورة هي الأولى ضمن
ثلاث مدن سيتم انشائها على مداخل كربلاء من جهة بغداد وبابل
والنجف. وتوقع محافظ كربلاء، أن تكون الزيارة هذا العام متميزة
يؤديها الملايين من الزوار بينهم مئات الآلاف من العرب والأجانب،
بسبب التحسن الأمني الذي يشهده العراق بعامة وكربلاء بخاصة .
صحة كربلاء
في السياق ذاته استكملت دائرة صحة كربلاء استعداداتها لخطة
زيارة العاشر من محرم الحرام.وقال مدير عام صحة كربلاء علاء حمودي
بدير: إن قسم العمليات الطبية والخدمات المتخصصة في دائرة صحة
كربلاء استكمل خطة الطوارئ الخاصة بزيارة محرم الحرام.وأضاف: تم
تهيئة مستلزمات الخطة التي وضعت في اجتماع نظمه القسم على قاعة
مستشفى الحسين (ع) التعليمي والذي نوقشت فيه استعدادات الدائرة
لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية للزائرين في مركز المدينة
ومحاورها الثلاث طريق ( كربلاء – النجف) (كربلاء – بابل) (كربلاء -
بغداد).وتابع: أن الخطة وضعت بالتنسيق مع دائرة صحة كربلاء وجمعية
الهلال الأحمر العراقي وآمرية الطبابة العسكرية في قيادة عمليات
الفرات الأوسط ومجلس محافظة كربلاء ومستشارية المحافظة لشؤون
الخدمات فضلا عن القطاعات والأقسام والمستشفيات في دائرة صحة
كربلاء.وأوضح: سيشارك في الخطة هذا العام أطباء وفنيون من جميع
الاختصاصات الطبية، فضلا عن نشر المفارز الصحية على جميع محاور
كربلاء.
وقال بدير ان " استعدادات هذا العام كانت قبل موعدها ، بسبب
زيارة يوم عرفة التي توافد فيها اكثر من 3 ملايين زائر الى محافظة
كربلاء ، ما رفع من حجم استعداداتنا لزيارة العاشر من محرم المقبلة
". وأضاف ان " وزارة الصحة خصصت مبلغ 3 مليارات دينار لتنفيذ الخطة
التي ستنفذ بالتنسيق بين وزارة الصحة ولجنة الصحة في مجلس محافظة
كربلاء بالإضافة الى قيادة عمليات الفرات الاوسط ".
واوضح بدير ان " الخطة تشمل نشر مفارز طبية على مداخل محافظة
كربلاء واجراءات وقائية للحد من انتشار الامراض "، مشيرا الى ان "
الخطة تعاني من قلة الاختصاصات الطبية والادوية وعدم فحصها ، اضافة
الى عدم دخول سيارات الاسعاف بسبب غلق الطرق".
من جانب اخر جهزت دائرة صحة كربلاء مفارزها الطبية بـ (16)
كرفاناً بدلاً من الخيام التي تنشرها أثناء الزيارات المليونية
كمفارز طبية. وذكر جمال مهدي المتحدث الإعلامي باسم الدائرة: إن
الكرفانات بابعاد (3X10) متر تم توزيعها على قطاعات الرعاية الصحية
في المركز والهندية والحسينية .
وأضاف: إن هذه الكرفانات سيتم نشرها على محاور ( كربلاء - بابل)
و ( كربلاء - نجف) و (كربلاء - بغداد) لتقديم الخدمات الطبية
والعلاجية لملايين الزائرين القادمين إلى كربلاء، لأداء مراسيم
زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في العاشر من محرم الحرام،
فضلاً عن نشرها في مركز المدينة مع الكرفانات الأخرى التي سبق
للدائرة إن اشترتها . واشار إلى: إنها تحتوي على كافة الأثاث
والمستلزمات الطبية والكهربائية بعد إن كانت الخيم السابقة لا تقي
ملاكات المفارز الطبية من حر الصيف ولا برد الشتاء ناهيك عن تأثرها
بمختلف الظروف الجوية الأخرى.
من جانب اخر أعدت مديرية الدفاع المدني خطتها الامنية التي
توزعت على مداخل ومخارج المدينة موضحا ان 57 عجلة توزعت على مداخل
المدينة تحسبا لاي طارئ بحسب مدير اعلام الدفاع المدني . وقال
المقدم صلاح حسن " ان الخطة تشمل كافة القواطع الحدودية والإدارية
لمراكز الدفاع المدني في كربلاء المقدسة و تهيئة كافة الفرق
المتطورة في مجال مكافحة الحرائق كما استنفرت كافة الاليات الـ(57)
وجعلها على أهبة الاستعداد لمعالجة أي حادث وكذلك تهيئة مفارز
لمعالجة القنابل الغير المنفلقة0كما و تشترك في خطة محرم الحرام من
خلال التوعية البيئية في المواكب والهيات الحسينية من خلال استحداث
مركز للبيئة لرقابة وتشخيص الاخطاء للمخازن وكذلك للذبح العشوائي
والكلاب السائبة ومحطات مياه الشرب والتوعية البيئية.
الى جانب ذلك استثنت وزارة الكهرباء محافظة كربلاء من القطع
المبرمج بمناسبة ذكرى زيارة العاشر من محرم التي تشهدها. وذكر نائب
رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف الخطاب إن وزارة الكهرباء استجابت
لطلب مجلس المحافظة الذي تقدم به لاستثناء محافظة كربلاء من القطع
المبرمج خلال أيام الزيارة وأضاف: إن الاستثناء من القطع سيكون
لغاية الحادي عشر من محرم الحرام أي بعد انتهاء زيارة يوم العاشر،
مبيناً إن الاستثناء يأتي نتيجة توافد إعداد كبيرة من الزائرين على
المحافظة ما يتطلب طاقة إضافية، فضلا عن توفير أجواء مناسبة لإقامة
الشعائر الحسينية والاهم من ذلك هو توفير الأمن للزائرين وأبناء
المدينة التي يساعد توفير الكهرباء كثيرا في استتبابه.
متابعة برلمانية
على صعيد متصل زار النائب الاول لرئيس مجلس النواب الدكتور قصي
السهيل محافظة كربلاء للإطلاع على واقعها وسير تقديم الخدمات
بالإضافة الى العقبات التي تقف امام المشاريع فيها والاستعدادات
لاستقبال زوار شهر محرم الحرام. وذكر بيان لمكتب النائب الأول
لرئيس مجلس النواب ان" السهيل وضمن زياراته المستمرة والدورية
للمحافظات زار محافظة كربلاء المقدسة والتقى بالمسؤولين واستمع
خلال هذه اللقاءات الى وجهات نظر المحافظ وأعضاء مجلس المحافظة في
المشاكل التي تعاني منها المحافظة".
واشار الى ضرورة الاستعداد لاستقبال شهر محرم الحرام وتوافد
الزوار للمحافظة المقدسة في هذا الشهر من خلال تكثيف الإجراءات
الأمنية حفاظا على ارواح الزوار دون ان يسبب مضايقات لهم بالإضافة
الى توفير الخدمات وتهيئة السبل الكفيلة لانجاح الزيارة. وذكر
السهيل ان محافظة كربلاء لها خصوصية عن بقية المحافظات بأعتبارها
تستقبل ملايين الزائرين وتحتاج الى دعم خاص بها مشيرا الى ان مجلس
النواب على استعداد تام لتقديم هذا الدعم ومساندة الحكومة المحلية
في كافة المجالات لخدمة زوار الامام الحسين واخيه العباس عليهما
السلام في زيارة العاشر من محرم والزيارة الاربعينية.
واعلن تشكيل لجنة مشتركة بين مجلس محافظة كربلاء ومكتب النائب
الاول لرئيس مجلس النواب من اجل تذليل العقبات مبينا ان اجتماعا
سيعقد للمحافظ واعضاء مجلس المحافظة في مجلس النواب مع الوزراء
المعنيين حول المشاريع المتلكئة والمشاريع المستقبلية. وقال السهيل
في مؤتمر صحفي ان "مجلس النواب يدعم المقترحات والدعوات لتشكيل
هيئة تعنى بالزيارات والمناسبات الدينية التي تشهد توافد الملايين
من الزائرين والوافدين للعتبات المقدسة، من بينها كربلاء". وأضاف
ان "تشكيل مثل هذه الهيئة يجب ان يقترن بطلب مقدم من ديوان الوقف
الشيعي وتقديمه للبرلمان لمناقشته وبحث إمكانية تشكيل مثل هذه
الهيئة". |