الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

النهضة الحسينية نبراسا للبشرية جمعاء

رؤى من افكار الامام الشيرازي

 

شبكة النبأ: لقد ارتقت البشرية من حال الى حال ومن مرحلة الى اخرى بفضل النهضات الفكرية التي حولت مسار التأريخ البشري ونقلته من حال اسوأ الى افضل، ولعل النهضات التي تبقى راسخة في ذاكرة التاريخ، هي تلك التي تنطوي على القيم الخلاقة والتي تسهم بصورة فاعلة في تحسين الفعل والتنظير الفكري معا، وتنتقل بالانسان من الظلم والقهر والحرمان الى العدالة والمساواة والتطور.

العودة الى الصواب

ومن بين اعظم النهضات التي احتفظت بها ذاكرة التاريخ، هي النهضة الحسينية الخلاقة، التي أعادت الاسلام الى الجادة الصواب بعد الانحراف الخطير الذي تعرض اليه على يد حكومة دنيوية منحرفة أساءت للاسلام والمسلمين معا أسوأ الاساءات، متمثلة بقيادة يزيد الذي حوّل الاسلام من مبادئ عظيمة تطور حياة الانسانية وتحميها من الخراب، الى مسيرة دنيوية تغص باللذات والمحرمات، فكانت النهضة الحسينية التي لابد من حضورها لاعادة الاسلام الى عظمته وجوهره الانساني الخلاق.

يقول الامام الراحل، السيد محمد الحسيني الشيرازي (إن نهضة الإمام الحسين عليه السلام كانت نبراساً لسائر النهضات التحريرية في العالم ضد الظالمين، وكانت هي الانفجار العظيم الذي هز عرش كل الطغاة المستبدين، كما ومهدت الطريق أمام الثورات الأخرى).

وليس ثمة جديد في قولنا ان النهضات العظيمة عبر التاريخ البشري، هي التي تتميز بشمولية قيمها ومبائهان وعدم محدوديتها واختصارها في فئة او مجموعة من الناس، لذا فإن النهضة الحسينة لم تنحصر بالمسلمين فقط، لانها ذات طابع انساني شمولي.

يقول الإمام الشيرازي في هذا الخصوص: (إن الثورة الحسينية لم تكن في يوم من الأيام إرثاً للمسلمين فحسب، وإنما الثورة الحسينية إرث للبشرية جمعاء، ولذلك إذا أرادت الإنسانية الجريحة أن تشفى من جراحها وأن تعافى من آلامها، عليها أن تعيش كربلاءها المستمدة من كربلاء الحسين عليه السلام).

أثر النهضة الحسينية العظيمة

لهذا فإن هذه النهضة العظيمة تركت آثارها في الجميع وتناولها مفكرون انسانيون من عموم العالم لذلك فإن الحديث عن القضية الحسينية وعن الأثر الذي تتركه تلك القضية في نفوس وقلوب العظماء من العلماء والمفكرين لهو حديث طويل عن التضحية والفداء وعن العروج إلى السماء بحبال من النور من أجل أن تبقى الرسالة الإسلامية محمدية في وجودها، حسينية في بقائها واستمرارها.

لذا يقول الإمام الشيرازي: (إن الإمام الحسين عليه السلام قد لخص لنا ولكل الأجيال السابقة واللاحقة فلسفة نهضته المباركة من خلال قوله الشريف: إني لم اخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي – ص- أريد أن أمر بالمعروف، وأنهي عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي).

وهكذا فإن الكلام عن النهضة الحسينية عند المسيحيين من أمثال جورج جرداق وبولس سلامة وعبد المسيح الإنطاكي وروكس بن زايد العزيزي وجبران خليل جبران وغيرهم من عمالقة الفكر والأدب سيكون له مكان آخر في أبحاث لاحقة، ولكن ما نود قوله الآن هو أن هناك مرجعاً إسلامياً خالداً بآثاره وأعماله، استطاع أن يسبر أغوار الحركة الحسينية بحكمة بالغة وببصيرة نافذة قلما نجد لها نظيراً أو مثيلاً في مؤلفات ومصنفات العلماء والمفكرين المسلمين والمسيحيين على حد سواء. لقد تناول فقيه الأمة الإسلامية المرجع الديني الراحل والإمام المجدد آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره الحركة الحسينية في الكثير من مؤلفاته التي بلغ عددها الألف ومئتي كتاباً ونيف.

لهذا يرى الامام الشيرازي إن فلسفة الحركة الحسينية في عاشوراء سعت (لإحياء الإسلام، وإرجاع القرآن إلى الحياة، وهذا هو ما كان يستهدفه الإمام الحسين –ع- من نهضته وشهادته، وذلك لأن الإسلام الذين أنزله الله تعالى في كتابه، ونطق به قرآنه، وبلغ له رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وضحى من أجله أهل البيت عليهم السلام، وخاصة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء يوم عاشوراء، هو الدين الكامل والقانون الشامل الذي باستطاعته في كل عصر وزمان أن يسعد الإنسان والمجتمع البشري ويضمن له التقدم والرقي والتطلع والازدهار).

انتشال الامة من التراجع

لقد كانت الامة الاسلامية تمر في منعطف خطير وكان السلطان الاموي الطائش يسير بها الى الرذيلة والخسران بطيشه وظلمه وانحلاله، لذا لابد من حدث او نهضة عظيمة تعيد الامور الى نصابها، فجائت النهضية الحسينية في وقتها تماما.

يقول الإمام الشيرازي في هذا المجال: (لقد ارد الامام الحسين عليه السلام أن ينتشل الأمة من الحضيض الذي أركست فيه إلى العز، وذلك عندما رضيت الأمة الإسلامية بواقعها المتردي، المتمثل بالخمول، والركون إلى الدنيا، والسكوت على الظلم، وتسلط الظالمين من أمثال يزيد وأبيه وأضرابهم، فأراد الإمام الحسين عليه السلام أن يبث روح الإيمان والحق فيها لتنهض من جديد، كما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).

لهذا لابد من انطلاقة متجددة ودائمة للنهضة الحسينية، وتمثل ايام محرم الحرام وواقعة الطف، بداية متجددة لاحياء النهضة الحسينية والفكر الحسيني الذي يدعم القيم النبيلة ويساعد الناس على حياة افضل دائما. لذا يؤكد الإمام الشيرازي قائلا ايضا عن نهضة الإمام الحسين عليه السلام ينبغي: (أن يكون المحرم منطلقاً مناسباً لإبلاغ أهداف الإمام الحسين عليه السلام إلى البشرية المتعطشة.. حيث أن الإسلام دين عالمي لإنقاذ جميع النسا من الظلمات إلى النور، وليس دين ألف مليون مسلم فقط).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/تشرين الثاني/2012 - 11/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]