شبكة النبأ: تمر هذه الايام ذكرى
استشهاد الامام الحسين "ع" ويذكرها التاريخ بالمأساوية، بعد ان
عمقت حدة الخلاف بين اهل بيت الرسول وبين معارضيهم بطريقة غير
مسبوقة وما بين سوداء وخضراء باتت مدينة البصرة التي غطتها الرايات
تعلن حزنها ومؤاساتها لواقعة كربلاء المؤلمة.
فمنذ الأول من شهر محرم الحرام تغط شوارع وبنيات المدينة
بالأعلام الحسينية كتعبير مشاع عن ذكرى عاشوراء، فيما باتت المواكب
والهيئات الحسينية التي تحتضن مجالس العزاء تزحف تدريجيا لتنتشر في
مختلف شوارع وأحياء مركز المدينة، خلال هذا الشهر.
وتشهد البصرة توقف شبه كامل لتكريس ساعات العمل لخدمة وتغطية
مراسيم المناسبة لا سيما وان ضخامة المواكب غطت مساحتها الجغرافية،
وتشهد كرنفالات حزن غير مسبوقة تتركز في شوارعها الرئيسية، حيث
تقوم النخل الثقافية باقامة مهرجانات للشعر والخطابة، وتصدح
الحناجر بحب ال البيت بصور تخيلية معانيها ثابتة على مر العصور.
يقول السيد احمد الحسيني احد خدمة الحسينيات، "لقد مضى الإمام
الحسين(ع) ليضع ملكوت الدنيا وكل مغرياتها تحت الأقدام، مطبقا
تماما الدرس الذي ورثه وعمل عليه والده سيد البلغاء وإمام المتقين
الباذلين الإمام علي بن أبي طالب (ع) عندما ردد- : ايا دنيا.. غري
غيري".
لافتا خلال حديثه لـ (شبكة النبأ المعلوماتية) عن ندم وخسران كل
من وقف ضد الإمام الحسين عليه السلام، وفورة الضمائر الحية ضد
الكفر والطغيان.
فيما تنتشر الخيام الكبيرة والسرادق المنصوبة لهدف تفريق الطعام
والشراب في أيام عاشوراء، في تعبير طغت على تقاسيم الحانة حزن
المصاب الذي الم بسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ويعكس في
الوقت ذاته تقليد يمتد لمئات السنين، تتباين خلاله درجات التأسي
بواقعة كربلاء المقدسة.
في السياق ذاته عبر عددا آخر من أصحاب المواكب الحسينية عن
التزامهم بإحياء هذه الذكرى، ومواصلة السير على ذات النهج في إقامة
المراسيم الحسينية، استذكارا لدم الحسين الطهور، ذلك الدم الذي فتح
أخدودا عميقا، وجرحا غائرا في تاريخ الأمة الإسلامي.
يقول الخطيب الحسيني "جاسم العلي"، ان كربلاء المشعة بمنائرها
المضيئة عبر الزمان والتاريخ، الدرس، ومثوى المعلم، ومثوى الرمز،
أعطت دروسا بليغة، معمدة بالدماء الطاهرة الشريفة النقية التي لونت
ترابها، هذه الدروس لم تكن غير اختيار الحرية ضد العبودية واختيار
العدل ضد الظلم واختيار الكرامة ضد المهانة واختيار الشجاعة ضد
الجبن والخسة والذل، واختيار المحكوم لحاكمه مع اشتراط حرية البيعة
وعلنيتها دون إكراه أو إجبار".
ويضيف العلي خلال حديثه مع (موقع ديوان محافظة البصرة)، "في
كربلاء كانت ملحمة الموت البطولي الذي لا يلغي الحياة بل يؤكدها،
من اجل القضايا الكبرى وعظمة المبادئ الإنسانية، ونبلها وشرفها،
عندها يغدو الموت حياة.
وهنا تبدء عظمة الإمام الحسين(ع) ونبل صحبه الإبرار الذين
تمسكوا بموقفهم بكل بطولة وشرف وإباء، رغم المغريات الزائلة
والوعود بالأمان والجاه و المال و المناصب.. وعاشوا إحياء إجلاء في
مماتهم.. وهم يعلمون إن الإمام الحسين (ع) كما قال -:"لم اخرج أشرا
أو بطرا"..لقد خرج الأمام الحسين(ع) وخرجوا معه دون أي تفكير
بالنكوص أو التراجع أو الخذلان من اجل طلب الإصلاح في امة
المسلمين، عندما رأى ورأوا معه إن ثمة نكوصا عن التعاليم المحمدية
والسنة النبوية الطاهرة المعطرة.
من جانب آخر ذكر رئيس إعلام بلدية البصرة علاء فريد خلال حديثه،
إن المديرية استنفرت جهودها بعد أن أعدت خطة تستلزم دوام كوادرها
ولمدة 24 ساعة لمواكبة الشعائر الحسينية ومساعدة القائمين عليها
سيما ان المواكب ستكون في جميع مراكز وأنحاء المدينة.
من جانبه قال رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة البصرة "علي غانم"
إن قيادة الأجهزة الأمنية أعدت خطة طوارئ تقوم بتنفيذها قيادة
عمليات البصرة وقيادة الشرطة والحكومة المحلية إضافة الى كافة
اللجان الأمنية في المحافظة.
واوضح الى ان اللجان الامني في المحافظة وبالتنسيق تعمل على
تلافي الخروقات الامنية التي ربما تحدث خلال الايام المباركة جراء
قيام تنظيمات تحاول العبث بأمن المحافظة وقد وضعت خطط امنية خاصة
تستلزم تجنيد الالاف العناصر من اجهزة استخباراتية ومعلوماتية وعلى
مدار24 ساعة لحفظ الامن وتفويت الفرصة لمن تسول له نفسه لإيذاء
الابرياء من المواطنين سيما واننا صرفنا بطاقات وباجات لأصحاب
المواكب لغرض الالتزام بتعليمات حفظ الامن.
كما تميزت الاستعدادات في محافظة البصرة بتنوعها وفق الخدمات
المعد تقديمها للمواطنين، منها تقديم الطعام والشراب واعمال نصب
تذكاريات وتهيئة اماكن استراحة وغيرها من متطلبات الشهر الحرام. |