الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

طواف حول ثورة الحسين (ع)

احمد الجنديل

 

شبكة النبأ: عندما تكون الرسالة، المهد التي تترعرع وتشب وتنطلق منه الثورة، وعندما يكون قائد الثورة ورائدها من بيت النبوة التي خرجت منه الرسالة التي علمت البشرية جمعاء أصول الحضارة والعدل والحرية، وأنقذت الأمة من دياجير الجاهلية التي كانت تتخبط فيها، وعندما يكون هدف الثورة إعلاء كلمة الله، عند ذاك ستكون الإنسانية قد استلمت خارطة جديدة للنهوض والارتقاء والإيمان.

إنّ المتتبع لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)، يجد أنّ الثورة قد أفرزت من القيم والدروس ما لم تفرزه كل الثورات التي حدثت على مرّ العصور والأزمان، ويمكن أن ندون أهم هذه النتائج:

1- كسر حاجز الخوف عند المسلمين، وبعث الروح الجهادية في نفوسهم، وتقديم منهج جديد قائم على أساس عدم الاستسلام والمساومة على المبادئ، حتى ولو كان الحاكم من أعتى الطغاة.

2- لا يمكن التعامل مع ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) على أساس الربح والخسارة في جانبها العسكري، ولا يمكن الأخذ بها على اعتبارات القوّة والضعف في جانبها المادي، بقدر ما هي صراع بين الحق والباطل، بين الاستقامة والانحراف، بين الشك والإيمان، بين الفضيلة والرذيلة، بين جوهر الدين الحقيقي وبين الأطر الدينية المزيفة، وبهذا تكون ثورة شاملة، وقائمة على أساس الصراع بين الخير والشر، وثورة تقوم على مثل هذه الاعتبارات، فلابدّ أن تكون ثورة متواصلة على مرّ العصور، ولابدّ أن تستمر في عطائها ما دام هناك خير وشر، وحق وباطل، ومن هذا المنطلق اكتسبت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) شموليتها وديمومة بقائها.

3- إنّ الدم الطاهر الشريف للإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن ثمناً لحرية فرد أو جماعة، وإنما كان نهجاً للإنسانية جمعاء، وللمستضعفين في هذه الأرض الواسعة، ولولا هذا الدم الطاهر الزكي، لوصلت إلينا كلّ القيم والمبادئ مقلوبة على رأسها نتيجة التزوير والتحريف التي قامت به الطغمة الأموية الفاسدة من شراء للضمائر، ومن جهد شرير للالتفاف على القيم الأصيلة التي أرسى قواعدها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولولا ثورة ألطف لكان المسلمون يعيشون الآن أوهام الجاهلية من جديد، ولوصل إلينا الإسلام مفصّلاً على أهواء ومطامع يزيد ومن بعده الحكام من الذين عاثوا في الأرض فساداً.

4- إنّ الشعوب التي تعاني من الاضطهاد والظلم، تحتاج إلى محرّك يدفعها باتجاه الثورة لاسترداد حقوقها وكرامتها، وتحتاج إلى بوصلة وحافز لتثوير مكامن الخوف والتردد وتحويله إلى عامل ايجابي، وثورة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت المحرك والبوصلة، كانت الصيحة التي كشفت معالم طريق الثورة بوضوح، وكانت بمثابة المصابيح التي أنارت الطريق للمتطلعين إلى حياة حرّة كريمة، وكانت صيحته- (والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد) (المفيد في الإرشاد ص 253) الدرس الأول على طريق ثورة الحق ضدّ الباطل.

5- لقد منحت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) بعداً إضافيا مشرقاً للانتماء إلى الحياة، وإلغاء مظاهر الغربة الروحية والتغرب الوجداني، بإضافته دفق العزّة والكبرياء- (ألا ترون أنّ الحق لا يعمل به وانّ الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وأني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما) (مناقب الإمام الحسين ج9 ص 192).وبذلك خلقت الثورة فاصلاً بين الفعل المنسجم مع الخير والفعل القائم على الشر، من خلال بعث الشعور بالإثم عندما يتقاعس المسلم عن أداء وظيفته في الحياة، وبعث روع الاعتزاز لديه، عندما يكون خليفة الله في الأرض. قال تعالى- (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) (النور ـ 55)

6- لقد جسدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) الجهاد بأسمى صوره وأبهى صفحاته وأعمق معانيه، في وقوفه أمام سلطان جائر، وإذا ما وضعنا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)- (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) فسنجد الإمام الحسين قد رمى كلمة الحق في وجه سلطان فاسق وجائر، مقرونة برفع سيفه، ومختومة بدمه الطاهر الشريف.

7- ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) خطّت بأحرف من نور جوهرها التي قامت من أجلها، وعلمت الإنسانية طريقة انتصار الدم على السيف، والإرادة الإيمانية الصلبة على عروش الظلم والطغيان المزيفة، وأنارت الطريق على طريق الفهم واليقين على أنّ الهمم الصادقة والإيمان العميق والشجاعة الفائقة قادرة على تحقيق ما تريد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/تشرين الثاني/2012 - 7/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]