الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1433 هـ
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

السواد سلطة... عن ديمومة الحضور والثبات

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في احد برامج فضائية الجزيرة الرياضية، وكان هناك بعض النقاش حول ما ساد من اخطاء تحكيمية في مباراة من الدوري الانكليزي الممتاز، سال مقدم البرنامج حكما بريطانيا سابقا عن السبب خلف تلك الاخطاء، كان جواب الحكم: لقد اعتاد اللاعبون على اللون الاسود في ثياب الحكم، وهو لون يرمز الى السلطة، وهذه السلطة اصبحت قابلة للاختراق وارتكاب الاخطاء، بعد ارتداء الحكام لثياب ملونة.

يرتدي الرهبان المسوح السوداء، منذ اول ظهور لهم على مسرح الاديان وحتى اليوم، وهو لون يستمد استمراريته من استمرارية تلك الاديان وحضورها في المجتمعات. والاسود الذي يرتدوه علامة مميزة لوضعهم الديني وهو بمثابة رادع للاخرين من التجاوز عليهم.

احد الافلام الامريكية، وهو فلم حركة واكشن، يكون الرئيس مرتديا بدلة سوداء، وهو بمثابة الاب للجميع لا يمكن الاقتراب منه، الا للمخلصين جدا، وكان يحميه طبقة من الحراس المدربين يرتدون الاسود، وحتى رئيس الحراس هؤلاء يرتدي هذا الاسود، ويطلق عليه لقب الكاهن، لكنه يرتدي ثيابا بيضاء حين يتوجه لمقابلة الاب، وكانه تعبير عن تخليه عن السلطة الممنوحة له امام سلطة الاب الكلية القدرة والنفوذ ولا يجب ان تكون مقابلها وبوجودها سلطة اخرى.

هناك قول ماثور لا يعرف قائله، وهو منتشر بكثرة في جميع البلدان العربية تقريبا،(من لبس السواد سبى العباد) للدلالة على تاثير اللون الاسود في الملابس على الاخرين، وهو يصدق كثيرا على المرأة، في لباسها وتنوعات ازياءها، الا ان الغالب في ما ترتديه، هو العباءة في العراق، وهي العباءة العراقية الشهيرة، وهناك العباءة الخليجية او ماتعرف بالجبة او الجلباب.

ربما مرد كلمة السبي في وصف هذا التاثير هو السَّبْيُ، وتعني المأسور... يقال: قوْمٌ سَبْيٌ، و السَّبْيُ النساء ؛ لأَنَّهنَّ يسبين القلوب، أَو لأَنَّهنَّ يُسْبين. والجمع: سُبِيٌّ كما في المعجم الوسيط –

وربما اقترن (السواد – السبي) بقصة سبي نساء اهل بيت النبوة بعد واقعة كربلاء الشهيرة.

وفي قاموس الكتاب المقدس، السبي هو حالة الوجود تحت عبودية الأسر, على الأخص في أرض غريبة, وقد اعتاد الكلدانيون أن ينقلوا أهل البلاد التي يفتحونها إلى بلاد أخرى حتى يفقدوا حماسهم الوطني, بعيدًا عن ذكريات الوطن.

وهناك سبيان هما: السبي الأول، سبي الأسباط العشرة أو مملكة إسرائيل الشمالية في عام (746 - 728 ق.م) بدأ الآشوريون يسبون سكان الأرض، وفي عام 722 ق.م ثم حوصرت مدينة السامرة وسقطت بيد سرجون. وسبي السكان إلى مادي وما بين النهرين، وملأ الآشوريين الأرض بغرباء أتوا بهم من بلاد أخرى, فامتلأت الأرض بعبادة أصنام هؤلاء الغرباء.

أما السبي الثاني الهام فهو سبي يهوذا (سبي بابل) وقد سبق أشعياء وتنبأ عن هذا السبي قبل وقوعه بمئة وخمسين عامًا، وتنبأ إرميا أن مدة السبي ستكون سبعين عامًا.

 وقد تم هذا السبي على يد نبوخذنصر في أربع مراحل في عام 605 ق.م 597 ق.م. و587 ق.م. ثم في عام 582 ق.م. فأخذ نبوخذ نصر عظماء البلاد ومنهم دانيال ورفاقه, والعمال الفنيين, كما أخذ آنية الهيكل وأخربه بعد ذلك.

لم يكن السبي غريبا عن ارض العراق او عن العراقيين، وكانت حادثة السبي الاشهر والاكثر ايلاما والتي لازالت ساخنة باحداثها هي حادثة سبي نساء بيت النبوة بعد واقعة كربلاء ومقتل الامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) مع مجموعة كبيرة من خيرة شبان اهل البيت وتابعيهم.

واللون الاسود يرمز للغموض والعتمة والموت، وهو يرمز ايضا الى التقاليد و محبي هذا اللون غامضون و يريدون أن يحترم الغير حياتهم الخاصة. وهو لون غير موجود في ألوان الطيف الشمسي، و الأسود يمتص جميع الألوان و لا يعيد و لا يعطي أي لون منها. و تدل التقاليد على أن الأسود هو لون الحزن في العالم الغربي و ثقافاته.

لماذا يلبس الشيعة السواد في محرم؟ خصوصاً أن هناك روايات تنهى عن لبس السواد؟ بحث علماء الشيعة المسألة في موارد متعددة منها: في الصلاة حيث ذكروا أنه يكره الصلاة في السواد واستثنوا العمامة والكساء والخف. وفي أبواب الحج في موضوع الإحرام في اللباس الأسود وأنه يكره فيه.

وتعرض الأكثر منهم بالمناسبة إلى الحديث عن لبس السواد في أيام مصيبة الإمام الحسين (ع). والمشهور على أنه لا يكره ذلك، بل مع كونه شعارا للحزن والتفجّع عليه (ع) يكون راجحاً ومستحباً.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/تشرين الثاني/2012 - 3/محرم الحرام/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1434هـ  /  1999- 2012م

[email protected]