النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلَى
أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا
مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون "
خطاب الامام الحسين عليه السلام باصحابه في اليوم الثاني من
محرم اي اول يوم وصلوا به كربلاء ومستهل خطبته العبارة اعلاه،
وبدأها بكلمة الناس اي تشمل العموم من غير فرق بين الاديان
والمذاهب ولكن الامر المهم الى ماذا كان يشير الامام الحسين من
خطابه هذا وتحديدا تلك كلماته؟ فهل خص بها فئة معينة ام لحدث معين؟
هذه العبارة عامة وسارية المفعول الى يوم الدين اما لماذا قالها
الامام الحسين عليه السلام وذلك لان كل من رأى الحسين متجها الى
الكوفة انضم معه بعدته وسلاحه وقبل ان يصل الثعلبية انضم اليه اكثر
من ثلاثة الاف رجل وفارس ولكن هنا الاختبار في منطقة الثعلبية لما
علم باستشهاد مسلم بن عقيل واخبر القوم بذلك بدأ العدد يقل كلما
اقترب من كربلاء وفي يوم الوصول لم ير منهم الا انصاره الذين ضربوا
اروع الامثال في الجهاد الحقيقي في سبيل الله بالرغم من انه كل
الخيارات الدنيوية كانت متاحة لهم وبسهولة ان يحصلوا عليها الا
انهم رفضوا ذلك بما فيها الانسحاب لاسيما ان الامام الحسين عليه
السلام رخصهم بذلك الا انهم رفضوا.
خطابه الرائع اعلاه هو دستور لمعرفة قيمة ما يحمل الانسان من
مبادئ وقد اعطى شكل الامتحان مع النتيجة المقرونة بموقف هذا
الانسان في ساعة المحنة فمسألة التراجع وشراء الذمم من اجل الدنيا
هي ظاهرة طبيعية اليوم يعيشها المسلمون ولانها خلاف مبادئ ثورة
الحسين عليه السلام نجد اليوم اي طاغية او ممن هو ضمن فصيلة عبيد
الدنيا يرتعش اذا ما ذكر اسم الامام الحسين عليه السلام مع العلم
ان كل الائمة هم على نفس المنهج الا ان للحسين شرارة ثورية تعيش في
نفوس الناس اذا ما تفاعلت مع كلمات الحسين فانها تؤثر ايما تأثير
على الاخرين المخالفين.
وهذا لا يعني فقط من يظهر مخالفة الحسين عليه السلام بل شمل من
يدعي حب الحسين كذلك وهم الذين جعلوا الدين لعق على السنتهم الا
وهم اغلب الاحزاب الاسلامية لانهم بعدما يصلون الى غاياتهم من خلال
شعارات الاسلام يبدأ التمحيص بين ما وصل اليه وما يريد منه الدين
فالمنصب الذي يصل اليه الوزير او اي مسؤول هو ابتلاء ليرى الله عز
وجل كيف يتعامل مع هذه المحنة فمنهم من يكون صورة طبق الاصل لمقولة
الامام الحسين عليه السلام والقلة الذين يأملون ظهور الامام الحجة
عليه السلام حتى ينصروه ويكملون طريق الحسين عليه السلام.
من هذا المنطلق فاذا قيل ياحسين من صميم القلب فان لها دوي مؤثر
على اوكار الوهابية ومن سار على خطاهم.
حادثة اود ذكرها لأنني قراتها من الصحف المصرية في زمن الرئيس
المخلوع اقتحم اقزامه احدى الشقق لاعتقال شخص لاتهامه بتجارة
المخدرات وعندما لم يعثروا على الشخص ولا على المخدرات فانهم قرروا
الانسحاب ولكن اثناء خروجهم من الشقة لفت انتباههم لوحة معلقة على
الجدران كتب عليها هيهات منا الذلة فما ان راوها حتى استنفروا كل
قواهم وكشروا عن انيابهم واعتقلوا كل افراد العائلة ومسح اثرهم من
الوجود بل بدأت التحقيقات معهم من كتب هذه اللوحة وكيف وصلت الى
الشقة بل كيف دخلت مصر؟.
هذا هو الحسين انه القى الرعب في قلب كل طاغية وهاهو باراك
اوباما يتسمى باسم عائلة امه وهو شاذ في امريكا فالمفروض ان يتسمى
باسم ابيه ولكن اسم ابيه اسم له دلالته انه حسين وشهر محرم شهر
الحسين الذي يهيج الاحزان لدى المحبين والاحقاد لدى المبغضين. |