ونحن نعيش ذكرى وفاة رسول الله صلى الله عليه واله تقودنا هذه
الذكرى الى استذكار المشهد الذي كان عليه الوضع قبيل وبعيد وفاته
(ص) ودائما كلما تكررت القراءة لأحداث التاريخ نجد كثير من الحقائق
التي كنا عنها غافلين.
اشهر الاحداث التي ترافق وفاة رسول الله (ص) جيش اسامة وطلبه
لكتابة الوصية ورده بانه يهجر وما احدثه الخليفة الثاني بعد وفاته
من انه لم يمت.
جيش اسامة ومن تخلف عنه فهو ملعون موضوع واضح المعاني والدلالة
لذا سوف لا اتناوله، اما موضوع طلب رسول الله (ص) كتف لكتابة وصية
ورد احد الحاضرين بانه يهجر وان كان ذكرت المصادر ان الذي رد عليه
علم ما سيكتب رسول الله الا ان الاستفهامات هي التي تقود الى
الحقيقة منها مثلا اذا كان رسول الله يهجر لماذا عندما طلب منهم
الخروج من داره تركوه وامتثلوا لأمره؟ ولماذا يذكرون وصايا رسول
الله الثلاثة (اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو
ما كنت أجيزهم) ونسيت الثالثة، لم لم يطعنوا بهذه الوصايا بانها
كانت اثناء مرضه وانه يهجر؟
هنالك رواية عن عائشة بخصوص عدم وصية رسول الله لاحد نص الرواية
"ذكر عند عائشة ان النبيّ (ص) أوصى الى عليّ فقالت: من قاله؟ وفي
رواية: متى أوصى اليه؟ لقد رأيت النبيّ (ص) وأنا مسندته الى صدري،
أو قالت: حجري، فدعا بالطست ليبول فيها فانخنث فمات فما شعرت به،
فكيف أوصى الى عليّ؟ أو فمتى أوصى الى عليّ؟ وما مات إلاّ بين سحري
ونحري توفي وليس أحد عنده غيري (صحيح البخاري، كتاب الوصايا، باب
قول النبي(ص) وصية الرجل مكتوبة عنده 2/84)".
بدأت الرواية بالفعل المبني للمجهول ( ذُكر) والفاعل الذي ذكر
من هو؟ وهذا يعني ان هنالك حديث متداول بين قريش ان رسول الله اوصى
لعلي من بعده والا لماذا تذكر هذا الحديث بالرغم من انها قالت ما
علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا صوت
المساحي اي انها لا تعلم متى توفى رسول الله (ص)؟ فاما الحديث نسب
الى عائشة من غير علمها او انها هي قالته وهذا يعني بانها جزء من
المخطط.
والاكثر اشمئزازا في الحديث انه دعا الى طست ليبول فيه، وكثيرة
جدا مثل هكذا احاديث في صحيح البخاري تمس مكانة الرسول وهل يصح
الحديث عن هكذا موضوع، والشيء بالشيء يذكر يقول عبد الله بن عمر
تسورت بيت النبي فرأيت الرسول يتبول وهو مستدبر القبلة، اليس من
العيب ان تتسور بيت النبي يا فقيه الامة !! واين كان يتبول حتى
يكون بمرأى منك؟
المشهد ما بعد وفاة رسول الله وما احدث من الضجة الخليفة الثاني
بانه توعد كل من يقول بان رسول الله قد توفي وأخذ عمر يقول: ( إن
رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، إن رسول الله ما مات
ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى عن قومه وغاب أربعين يوما، والله
ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي وأرجل من يزعمون أنه مات ) ( ومن
قال بأنه مات علوت رأسه بسيفي ) فتلى عليه من في المسجد (وما محمد
إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم)ـ تاريخ أبن كثير ج 5 ص 243، وابن ماجة الحديث 627.
هنا الاستنتاج الذي سأتناوله غير الاستنتاج السياسي الذي كتب
عنه كثير من فقهائنا الاجلاء في تحليل هذا الموقف بان الغاية من
هذه الضجة هي بانتظار مقدم ابي بكر وابي عبيدة الجراح وحالما جاءا
هدأ وبدأ فصل اخر من المشهد.
السؤال هنا هل ان النبي موسى (ع) عندما ذهب الى ربه بقي جسده
بين قومه وذهب بروحه ام انه ذهب بكامل قواه الجسدية والعقلية؟ واذا
كان النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام ذهب للقاء ربه فهل يجوز
ان يلاقي ربه وهو يهجر في كلامه؟
وتوعد الخليفة الثاني بانه يضرب بسيفه من خالفه فهل استخدم سيفه
طوال صحبته لرسول الله ضد المشركين في المعارك التي خاضها
المسلمون؟
ومن ثم اتهام عمر" ان رجالا من المنافقين " اي ان الذي قال بان
رسول الله توفي هو منافق وليس بواهم فلم هذه الاتهامات البذيئة بحق
من يخالفه بالراي مقبولة؟ ولو شخصنا من هم الذين قالوا بان رسول
الله قد توفي سنجدهم بانهم اهل بيته، ومن ثم اذا كانوا منافقين فلم
اقتنع باجابة صاحبه ولم يكن من المنافقين؟ ام لان في قلبه غايات
اتجاه الذين قالوا انه توفي؟
والآية التي ذكرها له ابو بكر وما محمد الا رسول.... ذكرها غير
ابي بكر قبل ابي بكر فلم لم يقتنع بها؟ |