شبكة النبأ: قد تندرج أربعينية
الإمام الحسين عليه السلام بمفهومنا المعاصر ووفق الاليات
الديمقراطية الحديثة على انها مسيرات تأييد وتضامن مثالية ونموذجية
وذات مواصفات إنسانية وعالمية، وهذا ليس اجتهادا شخصيا بل حقيقة
واقعة أساسها أعداد المشاركين وعفوية التنظيم وتباين الثقافات
واختلاف الاجناس والاعمار، وهي اشبه ما تكون بصناديق الاقتراع
المشمعة بحب المسيرة الحسينية الخالدة وسلامة الفكر الامامي، المحب
للخير والنابذ للعنف والتطرف.
ومن اجل استلهام مفردات تلك النظرية حاولنا ان نقطف ثمار تلك
الفكرة ممن حضروا الى كربلاء في أربعينية الامام الحسين من
العراقيين ومن الوافدين الى كربلاء.
يقول الاستاذ عبد الحق اللامي وهو اعلامي في صحيفة المستشار
العراقية: الامر لا يحتاج الى حنكة سياسية او دراية بالغة التعقيد
فواقع كربلاء اليوم يشهد بان الحسين عليه السلام قيمة انسانية
وحضارية لاغبار عليها.
ويضيف: احسب ان الفكر الحسيني اعجاز لا يقبل التأويل والنقاش
فكيف تفسر لي حالة الاصرار التي تعتمر قلوب الجميع من الاطفال الى
النساء الى الرجال الى كبار السن وحتى المعوقين رغم تباين
مستوياتهم المعرفية واجناسهم وقومياتهم، الجميع ينشد الوفود الى
كربلاء من دون كلل او ملل، اذن نحن امام فلسفة لا طاق لنا على
استيعابها او الالمام بها الى الان.
حسين المعيوف زائر من البحرين جاء سيرا على الاقدام من النجف
الاشرف وهو يجدد العهد والبيعة لسبط النبي المنتجب ويصف اربعينية
الامام الحسين عليه السلام بانها رسالة ذات مضامين متعددة ففي
الوقت الذي يعبر فيه عشاق النهج الحسيني عن سلمية موقفهم نرى حملة
الفكر المتشدد يستقبلون تلك الاجساد بالمتفجرات ليقطعوهم الى اشلاء
متناثرة.
ويتابع: أذن رسالة الحسين واضحة هي السلام ونحن اتباع الحسين في
البحرين كنا ولا زلنا نحمل ذات المضامين والاهداف وسوف نستمر
بسلمية التظاهرات الى ان نحصل على جميع حقوقنا ولن ترهبنا قسوة
الطرف الاخر مهما تمترس وتخندق خلق الثقافات المجرمة.
ام اقبال من لبنان وهي توصي شيعة لبنان للتوجه لزيارة الحسين
عليه السلام ومشاركة العراقيين في الشعائر الحسينية لانها رسالة لك
احرار العالم بان الشيعة ناس مسالمين ومحبين للخير.
وتتابع: وعلى هذا الاساس ستبقى كربلاء قبله لكل العالم ومدرسة
نتعلم منها حالة للتعايش السلمي على اساس الوثيقة التي اطلقها
الامام عليه علية السلام حينما قال (الناس صنفان اما اخ لك في
الدين او نظير لك في الخلق).
اما الحاج ابو جلال زائر من المملكة المتحدة وكان من بين
الحاضرين الى كربلاء سيرا على الاقدام من بغداد وقد غادر العراق من
سبعينيات القرن الماضي حيث شده منظر تلك الجحافل الزاحفة الى
كربلاء وكانها السيل العارم حيث الاطفال والنساء والرجال بمختلف
اعمارهم حسب قوله.
ويضيف: الغريب في الامر ان الجميع كان على علم مسبق بان هناك
ثمة محاولات ارهابية قد تصادفهم في الطريق الا انهم كانوا في غاية
السعادة والشوق الى راية كربلاء ولم تثنهم بعد المسافة وبرودة
الطقس، وهذه فلسفة تحتاج للكثير الكثير من البحوث المعمقة لاستشراف
تلك القيمة الانسانية ومحاولة تطبيقها على ارض الواقع عالميا.
الشيخ على الراشد من السعودية يقول ان اتابع القنوات الفضائية
العراقية وخصوصا قناة الفرات الفضائية وهي تشير الى تواريخ
المسيرات التي سوف تخرج يومي السبت والاحد المقبل في مختلف البلدان
الاوربية وشهدنا قبل ايام شعائر عاشوراء في تركيا وبلدان اوربية
اخرى وهذا دليل واضح على مشروعية المشروع الحسيني وسلامة الفكر
الامامي وهذه نقطة تحول مهمة يجب التركيز عليها والوقوف عندها وهي
شهادة نعتز بها كإمامية باننا شعب مسالم وفكر حضاري لا تشوبه
شائبه.
في حين الشيخ على عرابي زائر من السودان يعتقد بان الثورة
الحسينية لها القدرة على الصمود ومحاكاة الواقع بكل تفاصيله لاسيما
وهي تحمل راية المظلومية ومقارعة الظالم وهذا السيناريو قائم ما
دامة الدنيا قائمة وهي لا تختص بمكان دون غيره ومن خلال ذلك الفهم
نجد الاضاءات الانسانية متناثرة هنا وهناك عبر التاريخ وعبر شخصيات
هي قرب ما تكون للالحاد منها الى الايمان واليكم ما قاله الزعيم
الالماني هتلر لاصحابه، "اريدكم ان تكونوا مثل اصحاب الحسين".
فشخصية الحسين (ع) مؤهلة لكي يخلدها التاريخ الاسلامي والعالمي
وثورته ستبقى خالدة خلود الدهر عبر كل الاجيال المتعاقبة رغم انف
الحاقدين والمغرضين". |