موسوعة غينيس للأرقام القياسية في كل شيء وفي شتى المجالات من
اكبر واصغر واطول واقصر واثقل واخف وما الى ذلك من الصفات، ولربما
سائل يسال عندما يشاهد كربلاء في الزيارة الاربعينية مثلا لماذا لم
تدخل كربلاء غينيس؟
سؤال في ظاهره منطقي ولكن في عمقه غير مقبول لان غينيس بكل
ارقامها القياسية لا تسع رقم كربلاء، كما وان الارقام في هذه
الموسوعة قابلة للتحطيم الا كربلاء فأرقامها تحطمها هي نفسها
كربلاء ولا قدرة لأي مهرجان في العالم ان يحطم الارقام في كربلاء
قياسا الى الظروف من زمان ومكان واستعدادات.
قد يكذّب البعض الارقام التي تتحدث عنها وسائل الاعلام عن عدد
الزائرين وقد يصح في بعضها المبالغة ولكن ليس كلها ومهما كان الرقم
المبالغ فيه فنصفه هو رقم قياسي بحد ذاته، اما التكذيب باعتبار عدم
الامكانية فيمكنكم قرائتها قراءة حسابية وبموضوعية.
في موسوعة غينيس نفسها نشرت الاتي : "ذكرت دراسة لشرطة برلين أن
سلسلة شكلها 15 ألف شخص على امتداد 14 كلم نهاية أغسطس/آب الماضي
للتعبير عن احتجاجهم على الضوضاء المتوقع صدورها على مدار الساعة
من مطار شونهفيلد بعد تحويله لمطار للمسافرين والبضائع؛ دخلت
موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 2011 كأطول مظاهرة بالعالم "
تمعنوا جيدا بالرقم 15 الف لكل 14 كيلو متر، لنعود الى كربلاء،
فالطرق المؤدية الى كربلاء هي من اربع جهات الشمالية بغداد
والجنوبية النجف وما بعدها والشرقية الحلة وما بعدها والغربية عين
التمر ولا اريد التفصيل ولكني ساذكر مثال واحد على سبيل المثال
طريق بغداد وطريق البصرة، فاذا كانت بغداد تبعد 110 كيلو متر عن
كربلاء فهذا يعني ان السلسلة لشخص واحد واقف وليس يسير تتالف
تقريبا 110 الف شخص هذا من غير احتساب بان الشارع عرضه 12 متر وفي
بعض الاحيان يمتلئ بالسائرين وفي حالة سير الشخص فان الرقم سيكون
الضعف ان لم يكن ثلاثة اضعاف.
وهذا في اليوم الواحد والامر نفسه ينطبق على طريق البصرة 500
كيلو متر اي نصف مليون شخص على طول الطريق هذا ناهيك عن الذين
يلتحقون بالطريق من العمارة والناصرية والسماوة والنجف، وهذا ليوم
واحد ويزدحم الناس كلما اقتربوا من كربلاء بحيث انهم في الشوارع
القريبة من كربلاء تكون المساحة التي يشغلها الشخص الواحد هي بقدر
مساحة قدميه ولا يتحرك الا اذا تحرك الذي امامه ويتحرك بمقدار
المسافة التي يخطوها الذي امامه، اما حالات الاختناق التي حدثت
فحدث ولا حرج.
يبقى ماهية هؤلاء السائرين ومن هم مراجع الشيعة وماهي طبيعة
البلد فان لذلك موضوع اخر المهم ان هنالك ملايين تدخل وتخرج وليس
البقاء في كربلاء لان مساحتها لا تسع هذا الرقم باكمله، واذا كان
مطار النجف لوحده ذكر الزائرين الاجانب الذين جاءوا عن طريقه انهم
تقريبا نصف مليون ومن النجف فقط وجوا !!!
الملايين تأتي لتزور الحسين عليه السلام من اجل مكسب اخروي حتى
وان كان رياء ولكن الملايين الذين يحضرون ويتابعون مباراة كرة
القدم هؤلاء لا يقال عنهم بطالة ولا يقال عن الكرة انها افيون وما
الى ذلك من مصطلحات لا تليق الا بقائلها. |