الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

زيارة الأربعين .. ولاء وإصلاح

موقع الإمـام الشيرازي

في العام الماضي، وفي زيارة أربعينية سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام)، وبالرغم من أن تجمع أكثر من أربعة عشر مليون إنسان في مدينة صغيرة (كربلاء المقدسة) لإحياء مناسبة ما يشكل حدثاً فريداً، حيث ليس لمثل هذا الحشد البشري العظيم من مثيل في العالم، لكن هناك مميزات أخرى للحدث الكربلائي جعلت زيارة أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) حدثاً أكثر فرادة وأكثر إبهاراً، فلم يذكر تاريخ الأزمان الغابرة والحاضرة أن حب أتباع لإمامهم أو قائدهم دفعهم لأن يقطعوا مئات الكيلومترات سيراً على الأقدام مستصحبين معهم الأهل والعيال لزيارة ضريح (إمامهم المقتول)، فيتركون تجارتهم، ويتقوون على علل أجسادهم، ويغالبون همومهم، ويصارعون الحر القارض والبرد القارص والعواصف والأمطار، ويبذلون الأموال والأرواح غير مبالين لسيوف قطعان القتل والتكفير، وغدرهم الأسود، وسياراتهم المفخخة، وغزواتهم المتوحشة الدامية. والذي يدهش أيضاً في ذلك المشهد الأربعيني في مدينة كربلاء المقدسة اندفاع المحبين الزائرين للبذل والإيثار والعطاء بينما يتملكهم شعور جارف بأنهم لم يقدموا شيئاً لـ (إمامهم المظلوم) الذي قدم لهم كل شيء.

عام بعد عام، وأربعينية بعد أربعينية، تؤكد الوقائع أن الحسين (عليهم السلام) هو الطريق الأوفى الذي به يستكمل بنو البشر إنسانيتهم، وأن الحسين (عليه السلام) هو السبيل الأوثق الذي به يلتقي الناس على مائدة العدل والحرية والمحبة والسلام والرفاه، وأن الحسين (عليه السلام) هو الوسيلة الأبهى التي عبرها تتوحد جهود المسلمين وطاقاتهم، ليتعاونوا على البر والتقوى من أجل خير أنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم والإنسانية جمعاء، الأمر الذي يستوجب على الجميع مسؤولية إيصال (قيم كربلاء) بأهم لغات الشعوب الى أقصى بقاع العالم.

يقول الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي الراحل (أعلى الله درجاته): "إن المتتبع للأحاديث التي جاءت حول فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يدرك عظمة هذا الشهيد الطاهر، وعلو مكانه، وارتفاع شأنه وشموخه في العالمين ومقامه عند الله (عز وجل)".

ويقول سماحة المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله): "يذكر الكثير من المؤمنين والمؤمنات قتلوا في سبيل القضية الحسينية المقدسة على مر التاريخ، وخصوصاً في زمن بني أمية وبني العباس، فلمدة قرن كان القتل والتعذيب والسجن ومصادرة الأموال والأملاك مصير كل من يشترك بعزاء الإمام الحسين (عليه السلام) أو من يذهب إلى زيارته، وحتى من كان يسمي ولده حسيناً كان يتعرض للسجن والقتل. ومع كل هذه المظالم التي تعرض لها زوار الإمام الحسين (عليه السلام) ومحبو أهل البيت (عليهم السلام)، التي يقول عنها بعض السذج من الناس بإنها إلقاء النفس في التهلكة وأن القرآن ينهى عن ذلك، مع كل ذلك لم ينه الأئمة الأطهار (عليهم السلام) شيعتهم وأتباعهم ومحبيهم عن إحياء القضية الحسينية أو عن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، بل كان أهل البيت (عليهم السلام) يقرون ذلك، وكانوا يدعون الله (تعالى) في صلواتهم وسجودهم (عليهم السلام) بأن يمن بالرحمة وبالجزاء الجميل وبالأجر العظيم على زائري الإمام سيد الشهداء (عليه السلام) وعلى الذين يحيون القضية الحسينية المقدسة".

إن النهضة الحسينية حركة إصلاحية شاملة تبدأ بذات الإنسان والمجتمع والدولة، ومن هنا فإن الشعائر الحسينية إتسمت - غالباً - بسمة الإصلاح والتغيير والتقويم والثورة، فكانت – وما زالت – المجالس الحسينية نقطة إنطلاق نحو تحقيق قيم الإيمان والحرية والعدل والفضيلة. يقول الإمام الشيرازي (قدس سره الشريف): "أراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يخرج الأمة من المنكر إلى المعروف، كان يريد أن يضع حداً للمنكر، وأن ينتشل الأمة من الحضيض الذي أركست فيه إلى العز، وذلك عندما رضيت الأمة الإسلامية بواقعها المتردي، المتمثل بالخمول، والركون إلى الدنيا، والسكوت على الظلم، وتسلط الظالمين من أمثال يزيد وأبيه وأضرابهم، فأراد الإمام الحسين (عليه السلام) أن يبث روح الإيمان والحق فيها لتنهض من جديد، ما كانت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لأنه كان يرى أن الدين على وشك أن يُحرف، فأراد أن يعيد الدين غضا طرياً".

ويقول المرجع الشيرازي (دام ظله): يجدر بالزوار عندما يزورون الإمام الحسين (سلام الله عليه) أن يحاولوا - إضافة إلی الإلحاح في الطلب والتضرع - أن يصلحوا أنفسهم، وأن يكونوا في وضع تقتضي الحكمة أن يعطيهم الإمام (سلام الله عليه)، ويستجيب لهم. اسعوا حين زيارة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) إلى أن تكونوا بخدمة الإمام بقلوبكم، ويجدر بكم عند الحضور في مرقده الطاهر أن تعاهدوا الإمام على أن تتعاملوا بالحسنى مع الأرحام والأقارب والناس جميعاً.

ويقول (دام ظله): أيها الزائرون الأكارم: ذكرت الروايات الشريفة أن الله (سبحانه وتعالى) جعل لزوار اﻹمام الحسين (صلوات الله عليه) أجراً عظيماً وخصائص كثيرة، منها: غفران الذنوب، وحق الشفاعة لمن يشفعون له، وغيرها. وإن أهل البيت (صلوات الله عليهم) يحثون شيعتهم ومحبيهم على زيارة الإمام سيد الشهداء (صلوات الله عليه) ويشجعونهم على ذلك حتى مع وجود الخوف والخطر. وإن زائر اﻹمام الحسين (صلوات الله عليه) يحظى يوم القيامة بخصائص كثيرة كما ورد في الرواية التالية عن اﻹمام الباقر (صلوات الله عليه): "يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك". وإن مولاتنا فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) تحضر في كربلاء وتطلب من الله (تعالى) أن يغفر ذنوب زوار اﻹمام الحسين (صلوات الله عليه). وإن الله (تعالى) يضاعف للمنفق في مسيره إلى زيارة اﻹمام الحسين (صلوات الله عليه) أضعافاً كثيرة، فقد قال الإمام الصادق (صلوات الله عليه): "يحسب له بالدرهم ألفٌ وألف، حتى عد عشرةً، ويرفع له من الدرجات مثلها، ورضا الله خيرٌ له ودعاء محمد، ودعاء أمير المؤمنين والأئمة خير له". وإن الله (سبحانه وتعالى) يحفظ زائر الإمام سيد الشهداء (صلوات الله عليه) ويرعاه، كما في الرواية الشريفة عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه): "إن أدنى ما يكون له أن الله يحفظه في نفسه وأهله حتى يرده إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له". وإن الملائكة تبشر زائر اﻹمام الحسين (صلوات الله عليه) وتقول: "ياولي الله مغفوراً لك، أنت من حزب الله وحزب رسوله وحزب أهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك أبداً ولا تراك ولا تطعمك أبداً". وإن الله (تبارك وتعالى) يعطي لزائر اﻹمام سيد الشهداء (صلوات الله عليه) أعلى الدرجات، ويباهي به أنبياءه وحملة عرشه ويوجب لهم كرامته (تبارك وتعالى).

www.alshirazi.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الثاني/2012 - 18/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

[email protected]