الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

شبابنا ومبادئ الإمام الحسين عليه السلام

 

شبكة النبأ: تشهد المناسبات والزيارات الدينية حضورا وتفاعلا شبابيا كبيرا، يبدو ذلك من خلال إسهامهم الفاعل في إحياء الشعائر الحسينية، وهذا دليل مشجع على استعداد الشباب للسير وفقا للمنهج الصحيح في مسارات الحياة المتعددة، لكن يبقى الامر مرهونا بقدرة المعنيين على حسن التوجيه وسلامة المنهج، من أجل ضمان التفاعل الشبابي الصحيح في البناء المجتمعي عموما.

إن الشباب كما يؤكد علماء النفس، أكثر حماسة وتفاعلا من غيرهم في شؤون الحياة كافة، وهذا ما ينسجم تماما مع طبيعتهم الجسمية وفئتهم العمرية، بالاضافة الى استعدادهم الذهني للتعامل مع الافكار السليمة، وبهذا ينبغي أن يتم توجيه الشباب وفقا لرؤى ومبادئ المنهج الحسيني الداعي الى التضحية والايثار ومعاونة الآخر، ليس من خلال الاقوال وحدها بل لابد أن يكون للتجسيد العملي حضوره في هذا الجانب، بسبب التأثير الكبير الذي يتركه الفعل الملموس على تقبل الشباب له وتفاعلهم معه.

ومن بداهة القول، أن شريحة الشباب الكبيرة في المجتمع الاسلامي عموما، اذا تم استثمارها بالصورة الصحيحة، فإن ذلك يشكل خطوة كبيرة على طريق البناء المجتمعي الجيد، ولكن غالبا ما يحتاج الشباب أكثر من غيرهم الى النموذج، وهذا ما يتعلق تحديدا بكبار السن، والنخب التي تتصدر قيادة المجتمع في المجالات المتنوعة، وينبغي أن لا يقتصر ذلك على الكلام الجيد لوحده بل لابد أن يكون العمل والنيات متوحدة ومقترنة بالكلام، وحينما يتشابه الكلام مع فعله، حينذاك سيجد الشاب الحسيني مثالا حيّا يجسد له المبادئ الحسيني ليس قولا فحسب، وإنما عملا أيضا.

كما أننا نتفق على أن ذهنية الشباب أكثر استعدادا للتأثر بغيرها، ولا يخفى أن الثقافات الوافدة قد تزرع أفكارا وأفعالا منحرفة لدى الشباب، لهذا لابد أن نملأ فراغهم الذهني بمبادئ الامام الحسين عليه السلام، لأن الذهنية الشابة غالبا ما تكون منفتحة امام الافكار والصرعات الجديدة في السلوك والفكر والمظهر ايضا، لهذا على المعنيين أن يتنبهوا بصورة مستمرة الى ملء ذهنية الشباب بالفكر السليم مدعوما بالعمل الصحيح الذي يتماثل مع التوجيهات القولية المطروحة.

إن الامر يتطلب كما هو واضح تعاملا جديا ومبرمجا مع طاقات الشباب، فحين يظهر الشاب استعدادا للتعامل الايجابي مع القيم الصحيحة المستمدة من مبادئ الفكر الحسيني، فإنه يحتاج الى وسائل دعم كثيرة ومتنوعة ومعاصرة لكي يتعاطى مع القيم الحسينية بالصورة الصحيحة، بمعنى ينبغي أن يكون التعامل التربوي التعليمي مع الشباب متسما بالمعاصرة، مع الحفاظ على آصالة القيم والسلوكيات التي ينبغي على الشباب انتهاجها، وهذا لا يتعلق بالشباب وحدهم بل بالنموذج النخبوي الذي ينبغي عليه أن يعكس الصورة الأصيلة والمعاصرة لقيم الحياة عموما.

وعندما نتابع أنشطة الشباب الحسيني في هذه الايام المباركة، التي نعيش فيها ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام، فإننا نشعر بسعادة غامرة، ونتمنى أن تنعكس هذه الانشطة على عموم حياة الشباب، ليصبحوا نتيجة لتمسكهم بالمنهج الحسيني، أكثر اخلاصا في اعمالهم، واكثر جدية واكثر اعتدالا في اقولهم وآرائهم وأفعالهم ايضا، فحين يندفع الشباب بهذه الصورة التي تثلج الصدر، من اجل احيائ الشعائر الحسينية، فإننا نتوقع أنهم أكثر التزاما بقيم الحياة الصحيحة، التي تتمثل بمبادئ الفكر الحسين القائم على الانصاف ونبذ الظلم وعدم السماح بالتجاوز على الآخر ونشر روح المحبة والتسامح وبناء المجتمع وفقا للقيم السليمة عملا وتفكيرا.

وهكذا مطلوب من النخب التي تقود الآخرين، ومن الشباب أنفسهم، استثمار ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام، في تدعيم الركائز القيمية السليمة، وتأصيل العادات والاخلاقيات التي تسير وفقها حياة المسلمين عموما، واتخاذ هذه المناسبة المقدسة منطلقا للتغير نحو الافضل، لأن الهدف هو بناء المجتمع السعيد، انطلاقا من بناء شريحة شبابية مؤمنة بالفكر الحسيني وعاملة في ضوء مضامينه الخلاقة، لتجديد الحياة نحو الأفضل دائما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/كانون الثاني/2012 - 17/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

[email protected]