الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

زيارة الأربعين وظاهرة العمل الطوعي

شبكة النبأ: منذ أكثر من أسبوع بدأت معالم العمل الطوعي تتضح بصورة جلية، استقبالا لاحياء مراسيم زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام، ولم يقتصر هذا المشهد على مدينة كربلاء المقدسة، ولا المدن أو المناطق التي تحيط بها فقط، بل تمتد مشاهد العمل الطوعي في عموم محافظات وأقضية ونواحي وقرى العراق، حيث تمتد السرادقات والمخيمات على امتداد الطرق القادمة الى كربلاء، مع تقديم الخدمات للزائرين المتوجهين الى زيارة مرقد الحسين عليه بصورة متواصلة.

لم تقتصر هذه الخدمات على جانب محدد، فهناك الاطعام وتقديم الشراب وتوفير أماكن الاستراحة والمنام ناهيك عن تقديم مختلف العصائر والمياة والحلوى والشاي والحليب، ومل ما يساعد الزائرين الكريم على تأدية زيارتهم بصورة سهلة ومريحة في نفس الوقت، ومن المشاهد الجاذبة للنظر اشتراك الاطفال في تقديم هذه الخدمات بل وتسابقهم على خدمة الزائرين، وهي ظاهرة تثير الفرح في النفوس، كونها تزرع في نفس الاطفال وعقولهم حب العمل الطوعي، أي العمل الذي لا ينتظر منه مردودا ماديا او اجرا معينا.

هذه الظاهرة المفرحة، على الرغم من انها ترتبط باحياء الشعائر الحسينية، وتقدم للزائرين اثناء تأديتهم لمراسيم الزيارات الدينية، إلا أنها بالنتيجة تزرع حب العمل الطوعي في النفوس، وتشجع الجميع على القيام بهذه الممارسة المهمة التي استطاعت أن تنتقل بشعوب أخرى الى مصاف الدول المتطورة.

إن شعور الفرد بالاخرين واحترامه لحقوقهم واستعداده لخدمتهم، يمثل جوهر العمل الطوعي، وهذا ما يقوم به عدد كبير جدا ممن يقومون على خدمة زوار أبي الاحرار عليه السلام، ومما يدعو الى التأمل في هذه الظاهرة أنها تتخذ طابعا شعبيا ونخبويا في آن واحد، فنرى على سبيل المثال اساتذة جامعة يسهمون بتقديم الخدمات الطوعية من خلال المواكب التي تستقبل الزائرين وتقدم لهم وسائل الضيافة المطلوبة، ونلاحظ ايضا بسطاء الناس يسهمون في هذا العمل، ولا يتحدد ذلك بفئة عمرية محددة، فالكل يعمل ليل نهار في هذا العمل الخدمي الطوعي من دون مقابل، وهي حالة او ظاهرة يمكن إستثمارها بطريقة فعالة لكي تُشاع القيم الممتازة بين افراد المجتمع، ونعني بها قيم التكافل والتعاون بين الجميع، ناهيك عن الترابط الاجتماعي الذي ينشأ نتيحة لهذا العمل الجماعي.

إن هذه الاعمال الطوعية قد يشوبها بعض الجوانب غير اسليمة، وقد يعتريها احيانا نوع من الفوضى، الامر الذي يتطلب نوعا من التنظيم المسبق والمخطط له خاصة ما يتعلق بسلامة ارواح الزوار وصحتهم، بخصوص الغذاء وماء الشرب وما شابه، وكذلك توزيع الاغذية بصورة عشوائية، وهي امور لابد أن تخضع لبعض الضوابط الامنية وسواها من اجل حماية الزوار، من الاعمال التي تحاول أن تسيء لقيم المسلمين عموما.

وينبغي ايضا أن يكون هناك تعاون واضح ومنسق ومنسجم بين الحمايات الامنية الرسمية، وبين المسؤولين عن المواكب والجهات التي تشرف على الخدمات المقدمة للزائرين، وهذا يعني أن العمل الطوعي يخضع ايضا لضوابط لابد من تواجدها لتنظيم العمل، وهكذا لا يصح ان تسير الامور بصورة عشوائية، وعلى الجهات المعنية الرسمية منها بشكل خاص، أن تستثمر هذه الظاهرة المدنية الشعبية من اجل نشر روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.

ومن يتابع الاعداد الغفيرة التي تتدفق على مدينة كربلاء المقدسة من جهاتها الاربع، سوف يعرف مدى الجهود التي تقدم لهم من قبل الناس أولا ثم الجهات الرسمية والامنية وهذه ظاهرة رائعة ايضا، وهي قضية التعاون بين الاجهزة الامنية وجهدهم الواضح لحماية الزوار، بعد أن كانت في النظام السابق تطاردهم وتعتقلهم واحيانا تطلق النار عليهم كما حدث في العديد من الزيارات ابان النظام السابق.

وعلى العموم تعد زيارة الاربعين المباركة وما يرافقها من عمل طوعي شعبي جبار، ظاهرة تصب في المسار الصحيح، لتطوير وتنمية قيم التعاون بشتى انواعه بين افراد وشرائح المجتمع عموما، وعلى المعنيين رسميين او أهليين استثمار هذه الظاهرة لنشر ثقافة العمل الطوعي بين الجميع، نظرا لاهمية هذا النوع من الخدمات في تطور المجتمعات في مختلف مجالات الحياة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/كانون الثاني/2012 - 14/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

[email protected]