هنالك مناسبة يشترك بها ثلاثة عناصر كل يفكر باسلوبه في التعامل
مع هذه المناسبة، الارهابي ورجل الامن والزائر سيرا الى الحسين
عليه السلام، مكان التفكير المشترك بينهم هي الطرق المؤدية الى
كربلاء، فالارهابي يشغل فكره ويبذل ماله ويستهلك المخدرات والحشيشة
ويخضع لأوامر اسياده في الداخل والخارج لكي يقدم على عمل يجعله
بالقرب من محمد (ص) ومعه حور العين، والزائر سيرا على الاقدام نحو
كربلاء يفكر في كيفية تلبية نداء ياحسين وتجسيد نأتيك زحفا ياسيدي
ياحسين، ورجل يكون حاجز بين الزائر والارهابي محاولا منع الارهابي
وتسخير ما امكنه من تسهيلات للزائر حتى وان شابها بعض السلبيات
التي لابد منها في مثل هكذا زحف مليوني يصعب السيطرة عليه الا
بارادة الهية وشفاعة حسينية.
الزائر لايفكر بالإرهابي ماذا يفكر، والارهابي يفكر بما يفكر به
الزائر ورجل الامن ولكل غايته التي يروم الوصول اليها، هذه الجموع
المليونية هي سبب كاف لان يقلق الوهابية مما يجعلها تتخبط وتتشبث
بالقاذورات التي تحتويها من اجل تعكير هذه الاجواء الحسينية لاسيما
وان العلاقة بينها وبين البؤر التي كانت تأويها في سوريا قد شابها
التوتر فلا سبيل لها الا الاقزام الذين حصلوا على موطئ قدم في
الحكومة العراقية نتيجة اتعس نظام انتخابي عرفته الديمقراطية وان
كانت هذه العناصر قد كشفت بعض اوراقها مما جعلها في موقف يغلفه
العار امام الشعب العراقي، الا ان هذا لا يمنعها من التفكير في
الارهاب وهي التي استخدمت ما امكنها من استخدامه في الخميس الماضي
حالما كشفت اوراق بعض قياداتها الذين بدأوا يهيئون الجحور على غرار
جحر القائد الضرورة لان القضاء سيقول كلمته.
الزيارة الاربعينة هي باكورة الشعائر الحسينية التي لا تقبل
الجدل في النصوص التي اقرتها وجعلتها احدى علامات المؤمن وان كان
بعض الجهلة سواء بقصد او بغير قصد يحاول ان يقارن بينها وبين ما
يترتب عليه من تعطيل اقتصادي وعلمي بسببها وهذا تتحمله الحكومة
المركزية والمحلية لكربلاء لانهم وبعد مرور ثمان سنوات لم يقدموا
ولو مشروع واحد بل حتى قرارات تنظيمية تجعل الزائر يستطيع من اداء
زيارته من غير ان يؤثر على غيره وفي نفس الوقت تكون هنالك نقاط
التقاء وانطلاق حتى يكون المسير بشكل نظامي، وللاسف هنالك الكثير
ممن يفكر بالعودة كيف سيحصل على وسيلة نقل لاسيما وان اعدادهم
المليونية التي تزداد عام بعد عام لم تستطع الحكومة من احتواء ازمة
النقل وهذا لايبرر انها ليست مقصرة بهذا الخصوص، بالرغم من ان
البعض من الزوار بدأوا يتوافدون على كربلاء من الان والعودة الى
محافظاتهم قبل يوم الاربعين تحاشيا لازمة النقل التي تنهك قواهم
خصوصا للذين جاءوا سيرا على الاقدام من محافظات بعيدة فاليوم وامس
وصلت مجموعات من كركوك والبصرة البعض منهم عاد والبعض الاخر يهيئ
مستلزمات السكن لجماعته القادمين بعدهم.
كل هذا ولا يفكر الزائر كيف يحتوي الارهاب لانه يعلم بمجرد سيره
قدما نحو ضريح الحسين عليه السلام يكون قد هيج حقد الارهابيين
واسيادهم، والحافظ الله عز وجل والرعاية من الحسين عليه السلام
والرادع رجال الامن الشرفاء. |