الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

هل الشيعة لا يقتدون بسياسة الامام الحسن؟

علي ال غراش

يحاول البعض اللعب على صناعة الاختلاف والخلاف بين سياسة الأئمة عليهم السلام، والوصول بان الشيعة تارة يفرقون بين الائمة وتارة انهم غير ملتزمين بسياسة ائمتهم!!. 

في الحقيقة استراتيجية واهداف وسياسة الائمة عليهم السلام واحدة، وهي الحق والحقيقة والعدالة والاصلاح حسب منهج الرسالة المحمدية خاتمة الرسالات السماوية، والاختلاف يكون احيانا في الوسائل حسب موقع الامام القائد كحاكم أو كمعارض أو معتقل وحسب الظروف السياسية المعيشية.

سوء الفهم لثورة الامام الحسن

في قناة تلفزيونية وخلال لقاء خاص طرح على الزعيم البحريني والامين العام لحركة الوفاق الشيخ علي سلمان السؤال التالي: اين انتم يا الشيعة من الاقتداء بسياسة الامام الحسن وبالخصوص توقيعه اتفاقية الصلح مع معاوية، بينما انتم يا الشيعة تتبنون موقف الامام الحسين الثوري فقط؟

في الحقيقة هناك سوء فهم وعدم ادارك لابعاد سياسة الائمة عليهم السلام وعدم فهم سياسة الامام الحسن عليه السلام والظروف المصاحبة لتلك المرحلة الزمنية الصعبة، فالامام الحسن قام بالدور الثوري الواقعي حسب الفترة الزمنية والظرف الذي يعيش فيه، وهو لا يقل اهمية عن دور الامام الحسين عليه السلام في كربلاء.

ففي فترة امامة الامام الحسن (ع) كان هناك ضعف الوازع الديني والوعي الحركي وسيطرة المصالح الشخصية، حيث قام الإعلام الاموي الفاسد في قلب الحقائق ودس السم الفكري واستغلال الدين لمأرب خاصة مما أدى إلى تشويه الدين، والعمل على تسويق ان النظام بانه الممثل الشرعي للخلافة الإسلامية، وان من يقاومها خارج على الدين!.

بالإضافة إلى تمزق وضعف المعنويات في داخل جيش الإمام الحسن واختراق جيش معاوية للجيش الحسني عبر استخدام معاوية سياسة الإغراء لبعض الجنود في الجيش، وخير تعبير عن حالة الجيش قول الإمام الحسن ع: (وكنتم في مسيركم إلى صفين، ودينكم أمام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، وأنتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون عليه، وقتيل بالنهروان تطلبون منا بثأره، وأما الباقي فخاذل، وأما الباكي فثائر).

الامام الحسن ثورة واقعية

ولهذا لجأ الامام الحسن للتوقيع على وثيقة الصلح لتعرية النظام الاموي واظهار حقيقته امام الشارع المخدوع بالدعاية الأموية، ورفع الظلم والمحافظة على أرواح المسلمين وبالخصوص اتباع الامام علي في فترة تم فيها تشويه الرسالة المحمدية، وإيمانا صادقا من الإمام أن الثورة في هذه الفترة لن تؤدي إلى انتصار حقيقي كما هو مطلوب في حالة الانتصار أو الهزيمة لان الاجواء غير مهيأة، ومن يتأمل في بنود الاتفاقية يرى فيها ذكاء سياسي وفطنة عظيمة من قبل الامام وانها ثورة واقعية ضد النظام الاموي.

أهم بنود وثيقة الصلح اللزام الحكومة الأموية بالتالي:

1) تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وبسنة رسوله (ص) وبسيرة الخلفاء الصالحين.

2) أن يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين، وليس لمعاوية أن يعهد إلى أحد. (أي عودة الحكم بعد وفاة معاوية إلى البيت المحمدي العلوي عبر الحسن أو أخيه الحسين في حالة وفاته، وفي ذلك ضربة استباقية لفكرة توريث الحكم وتأسيس حكم دولة بني أمية كما يحلم معاوية).

3)أن يترك سب أمير المؤمنين والقنوت عليه بالصلاة، وان لا يذكر علياً إلا بخير. (وفي ذلك محاولة لتغيير نظرة الشارع الأموي حول شخصية الإمام علي).

4)أن الناس آمنون حيث كانوا من ارض الله، ... وان لا ينال أحدا من شيعة علي بمكروه، وان أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم، وان لا يتعقب عليهم شيئاً ولا يتعرض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كل ذي حق حقه، وعلى ما أصاب أصحاب علي حيث كانوا، وان لا يأخذ معاوية الاموال الموجودة في بيت المال في الكوفة، وان يدفع معاوية اي من بيت مال المسلمين مبلغ مالي سنوي للامام الحسن الفي الف درهم(وفي ذلك محاولة من الامام لـتأمين المال لاتباعه وتعويض من تعرض للظلم).

ولقد سعى الإمام الحسن من خلال تلك البنود فضح نظام الأموي، والحصول على مساحة لترتيب الأوضاع وتربية جيل جديد قادر على تحمل مسؤولية التغيير والبناء ومقاومة الدكتاتورية والظلم بروح ومبادئ إسلامية خالصة لله.

هذا الأمر لم يعجب سلطة بني أمية التي رأت في الإمام الحسن ومن خلال البنود وعمله خطرا عليها وعلى مستقبلها السياسي فسعت للتخلص من الامام ومن الاتفاقية، وقال معاوية: "..اني منيت الحسن وأعطيته أشياء، وجميعها تحت قدمي"!.

سياسية الامام الحسن والثورة البحرينية

في الحقيقة نحن بحاجة الى سياسة الامام الحسن والحسين عليهما السلام فهما امامان قاما او قعدا، وما احوجنا الى هذه السياسة في الوقت الحالي.

وانا اقول لمن يستنكر على الشيعة برفعهم شعار سياسة الامام الحسين الثورية الملطخة بالدم، هل سيقف مع الشيعة اذا تبنوا سياسة الامام الحسن الثورية الواقعية؟

واذا هناك من يريد من الاخوة في البحرين الى تبني سياسة الامام الحسن عبر الاتفاق مع النظام البحريني المجرم - حسب لجنة التحقيق في الاحداث وقد اعترف عاهل البحرين بالجريمة-، نتيجة الجهل بحقيقة الصلح الحسني الذي هو في الحقيقة ثورة على نظام معاوية، فلو وافق الاخوة في البحرين على الاتفاق مع النظام حسب اتفاقية بضمانات دولية: تنص على ان يحكم النظام بالعدل والمساواة بين افراد الشعب واحترام حقوق الشعب، وان يختار الشعب الحكومة، والافراج عن جميع المعتقلين ومحاكمة المجرمين المسؤولين عن قتل الشهداء والاعتداء على المواطنين، وتعويض المواطنين، والسماح بتأسيس الاحزاب. وان يتم تحديد وقت محدد للنظام البحريني للاننقال الى نظام جمهوري شعبي أو حسب ما يريده الشعب.

هل مستعد العالم لضمانة حقوق الشعب البحريني، ومحاسبة النظام على تجاوزاته، وعدم اللا التزام ببنود الاتفاقية لو حدثت؟

فسياسة الامام الحسن عليه السلام في ذلك الوقت ثورة لتعرية النظام الاموي، وحماية الناس المعارضين، ونقل الحكم الى من هو اكفاء من قبضة الحاكم الاستبدادي، وهذا ما نتمناه في البحرين.

الثورة الواقعية سياسة حسنية لكل العصور

ولان الاتفاقية نصر للامام الحسن عليه السلام، واستمرارها فضيحة للنظام، قام النظام الاموي بجريمته باغتيال الامام الحسن (ع)، وهذا ما تحقق عبر دس السم له في طعامه ووفاته في  7 صفر لسنة 50 للهجرة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل واصلت حكومة بني أمية النيل من شخص الإمام الحسن (ع) عبر عدة طرق لسحب الصفة الرسمية والشرعية الملتصقة به بقرابته القريبة من رسول الله ومكانته عند عموم المسلمين بانه حفيد الرسول (ص)، وذلك من خلال المنع بان يدفن بجانب قبر جده المصطفى (ص) وتعرض نعشه للضرب بالسهام، وإشاعة بعض الأخبار غير الحقيقية. عملية اغتيال حفيد رسول الله الامام الحسن (ع) وعدم التزام الحاكم الاموي ببنود الاتفاقية وفضحة امام الناس بانه ناقض للعهد..، ساهمت في اندلاع نهضة ثورة الامام الحسين الاصلاحية.

فسياسة الامام الحسن هي ثورة واقعية مؤثرة قادرة على تحقيق المكاسب والنصر متى ما توفرت الحكمة والقيادة الرشيدة، وما احوجنا في هذا العصر لهذه السياسة للمطالبة بالحقوق عبر الاتفاق على بنود وضمانات موثقة ملزمة وبدون تنازل وانما هو حق للشعب، وفضح وتعرية للنظام الذي يتنصل من الاتفاق، وهذه السياسة صالحة لكل العصور.

السلام عليك يا كريم اهل البيت يا أبا محمد، الحسن ابن علي المجتبى، ايها الثائر ضد الظلم والطغيان صاحب السياسة والثورة الواقعية لكل العصور.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/كانون الثاني/2012 - 9/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

annabaa@annabaa.org