الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
عاشورء الحسين 1432 هـ
عاشوراء الحسين 1431هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
عاشوراء الحسين 1430هـ
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 صور عاشوراء

اتصل بنا

 

 

عاشوراء توقظ ضمير الأمة

رسول الحجامي

عرفوا أن للأمة إباء.. فسلطوا عتاتهم يسومونها سوء العذاب،

عرفوا أن للأمة شرف متوارث.. فأنهكوا مقدساتها، ومن دماء كرامتها المسفوحة صبغوا أعلام كراسيهم المغتصبة..

وحتى تنسى جراحات ظلمهم، وأوجاع اعترافاتهم، استوردوا لها كل مخدرات العالم، من كتب الطبخ إلى فضائيات الجنس مرورا بالمخدرات اللاصقة.

أوهموها إن الرقص وزيادة الثقافة الإباحية ومعلقات الحشيشة خير لها من أوجاع العلوم الأدب والفنون...

اثبتوا لها إن الإسلام اليوم لا يمكن أن يلد إلا طالبان والقاعدة وان الانقلاب على الدكتاتورية المستقرة سيجر البلاد الى فوضى الحرية.

اثبتوا للأمة إن الوصول الى حقوق الإنسان والحصول على سمة مواطن من الدرجة الثالثة فضلا عن الأولى والثانية لن يتم إلا بلحس جزمة السلطان وابن السلطان بل وعشيرة السلطان كما في بعض البلدان.

الأمة التي خدرت وروضت وفقدت إيمانها بشرفها وثقتها بقدراتها و أجهضت كرامتها، واغتصبها المستعمرون، حتى لم تعد تحسب كم ولدت من أبطال التحرير القومي ومن مشاريع التسوية ومعاهدات السلام..

هذه الأمة المقيدة بذل الأجهزة الأمنية، وتهديدات الدول العظمى، المربوطة على فراش الضعف والجبن، المشتتة أفكارها بحلم فرض العمل وأخبار نجوم الفن، والدراما السياسي المدبلجة.

هذه الأمة تحيي جماعات من أبنائها كل عام ذكرى عاشوراء، فتغسل المدن من عيونها غيوم الظلمة، وتحاول الجماهير ان تستفيق من خدرها المفروض، فتلبس الشوارع حداد المأساة وترسم على وجهات البيوت ملامح الحزن، وكالنخيل تتطاول المنابر في قص حكايات ثورة الحسين(ع) ودروس من قضيته وشرح مبادئه، وفي حركة يقودها الشباب تخرج المواكب الحسينية في تعظيم للشهادة وتقديس للثورة، ثم تتمسرح قصة المستضعفين والفراعنة (سواء كانوا خلفاء أو ملوك أو رؤساء) وتستفيق الأمة على معسكرين احدهما يمثله الحسين(ع) وكل مستضعفي الأمة والأخر ببساطة جيش يزيد وبكل ما يمثله من ظلم ولا إسلام ولا إنسانية..

إن عاشوراء ما تزال تمثل شاهدا فضائحيا لكل مستحضرات التجميل والتقنع والتبرق ولكل فضائيات غسل الأدمغة، ودباغة الضمائر، وبنوك تبديل العقيدة.

إن عاشوراء بفضائها الاستشهادي الدامي ما تزال شاهدا على جرائمهم في قتل سيد الأحرار وسبط الرسول في زمن الأمويين والعباسيين وفي زمن المغول والعثمانيين وأمراء الاستعمار ورؤساء أحزاب ذبح الشعوب..

إن عاشوراء تصيبهم بإحراج شديد، فهي تبعث في الأمة حيوية الثورة ضد الظلم، وترسخ في الإنسان قيم الرسالة الإسلامية ومبادئها الإنسانية، وهي بطقوسها رسالة احتجاج جماهيرية لكل التعسف والجور والانحراف الذي يعاني منه المجتمع، وهي براءة من ظلم الحكام الظالمين، واستهتار أعوان الظلمة بإرادة المجتمع.

علينا أن نعترف إن عاشوراء باستحضار ذكراها ومبادئها، والتشبع بثقافتها كل عام يؤدي بالأمة الى الفرقة، فرقة تريد استعباد المسلمين واسترقاقهم بطرق وعقائد منحرفة ما انزل الله بها من سلطان وليس لها من قصد وغاية سوى خدمة الدكتاتور وحاشيته المستبدة بأموال الشعب والمتسلطة على رقاب الجماهير، والمنتفخة بطونها بسفك الدماء وانتهاك الإعراض.

وسلطة أخرى ما تزال تلتحق بمعسكر الحسين (ع) حيث تؤمن بالعدل وتعمل بالحق وتسير على نهج رسول الله لا تأخذها في الحق لومة لائم، ولا تزلزل مواقفها أرصدة البنوك أو مناصب السلطة، ولا يزعزع مواقفها سيوف الظلم ومؤامرات الغادرين و لاشماتة الحاقدين، صحيح إنها فرقة المستضعفين، لكنها تؤمن تماما إن دم الشهادة وكل نزف طاهر في سبيل الحق حتى وان كان دمعة طفل سوف ينتصر على سيف الظلم وكل سلاح الجور حتى ولو كان أعظم الجيوش الطاغوتية.

عاشوراء بدموعها بحدادها بدروس القيم والمبادئ فيها باللطم على الصدور بترديد شعارات ممنوعة لا تنتمي لثقافة الانهزام والاستسلام ومهادنة الظالمين.. تستفز ضمير الأمة، بلى إن دموع الباكين ربما تغسل كل الخطايا التي لوثت بها الأمة وتمحو كل نعوت الاستكانة والتخلف والجهل.

إن عاشوراء وعلى خلاف كل منابر السموم وفضائيات الذل والهوان تؤكد إن ثورة الإنسان من اجل الحق والحرية والعدل لن تموت فهكذا فهمنا الإسلام من فم النبوة الخاتمة وعلى هذا استشهد الحسين (ع) وعلى نهجه سار كل الثائرين الأباة، فزمن الثورات لن يموت مادام للحق مطالب.

عاشوراء تستفز كل عام ضمير الأمة، وتشعل فيه جذور الصمود والمواصلة، عاشوراء كل عام تستنهض الأمة على تغيير واقعها، وتكسير قيودها، وتصحيح مسار المستقبل نحو أهدافها وتحقيق رسالتها.

rasolalhajame@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/كانون الثاني/2012 - 9/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2012م

annabaa@annabaa.org